عمان (رويترز) - خرج نحو 5000 محتج أردني الى الشوارع يوم الجمعة مطالبين بتمثيل برلماني أوسع واصلاحات دستورية تحد من سلطات الملك. ورددت الجماهير الغاضبة وأغلبها من الاسلاميين واليساريين الذين انضم اليهم بعض الشخصيات القبلية والليبرالية البارزة هتاف "الاصلاح والتغيير هذا مطلب الجماهير" في مسيرة خرجت من المسجد الحسيني الرئيسي في المدينة الى ميدان رئيسي قريب. وتخرج المعارضة الاردنية التي يقودها الاسلاميون وهم الحزب السياسي الاكبر في البلاد في احتجاجات بالشوارع منذ اسابيع للمطالبة باصلاحات ديمقراطية. وتطالب المعارضة الاردنية بدور أكبر يبدأ باصدار قانون جديد للانتخابات يوسع التمثيل في البرلمان لصالح سكان العاصمة ومدينتي الزرقاء واربد الرئيسيتين حيث يعيش أغلب سكان الاردن. ولا تحظى هذه المدن التي يتمتع فيها الاسلاميون بشعبية قوية وتقطنها أغلبية من الاردنيين ذوي الاصول الفلسطينية بالتمثيل المناسب في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا في مقابل سكان المناطق البدوية من القبائل ذات الاصول الاردنية وهم عماد التأييد لحكم الاسرة الهاشمية. وقال الشيخ حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي أكبر الاحزاب المعارضة في الاردن للحشود التي تجمعت في نهاية المسيرة ان المتظاهرين يقولون للحكومة ان الاصلاح قد اصبح ضرورة ملحة. واضاف ان الاصلاح ليس مطلب الحركة الاسلامية وحدها او احزاب المعارضة وانما هو مطلب الاردنيين جميعا. وهتف المتظاهرون قائلين "الشعب يريد اصلاح النظام" و"الشعب يريد حكومة منتخبة" كما طالبوا بقانون انتخابات عادل. واجتاحت الاحتجاجات الدول العربية مطالبة باسقاط الانظمة التي تحكم منذ سنوات طويلة لكن الاحتجاجات في الاردن ركزت على اجراء انتخابات حرة ومحاربة الفساد. ويعتبر الاردنيون الملك قوة توحيد وحكما بين القبائل المتنافسة من الضفة الشرقية والاغلبية الفلسطينية من الضفة الغربية. ويطالب الاسلاميون واليساريون الى جانب أصوات تقليدية متزايدة بتحول اللاردن الى الملكية الدستورية والى دولة تحكمها حكومة يختارها البرلمان بدلا من الحكومة التي يعينها القصر. واضاف منصور ان الشعب يطالب بتعديلات دستورية تنقل الاردن الى الحكومة البرلمانية وتجعل البرلمان ممثلا حقيقيا للشعب الاردني. وواجه الملك عبد الله مقاومة شرسة من المؤسسة المحافظة القوية ومن الاجهزة الامنية التي تحكم قبضتها على السلطة لجهوده الرامية لتحديث المملكة القائمة على النظام القبلي. ودعا الملك الحكومة الى التحرك بسرعة نحو الاصلاحات التي اقر بأنها متعثرة. ووعدت حكومة رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت هذا الاسبوع بفتح الحوار قريبا مع قطاع عريض من الاردنيين ومن بينهم المعارضة الاسلامية واليسارية والجماعات المدنية بشأن كيفية التعجيل بالاصلاحات الانتخابية ورفع القيود عن الحريات العامة. لكن العديد من الاردنيين الذين شهدوا فشل حكومات متعاقبة في تحقيق الوعود التي تتعلق بالاصلاح ما زالوا متشككين في قدرة الحكومة الحالية على تحقيقها.