اظهرت حركة الاحتجاج في البحرين عشية "يوم حداد" شعبي ورسمي، انها باتت اكثر حزما حيال مطالبتها بالتغيير، اذ سار مئات المعارضين الخميس من دوار اللؤلؤة نحو الوسط التاريخي للمنامة، للمرة الاولى منذ بدء التظاهرات. ووسط استمرار تحركات المحتجين، بدا رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن زيارة الى البحرين في اطار جولة في المنطقة لطمأنة حلفاء الولاياتالمتحدة بعد سلسلة من الانتفاضات الشعبية في العالم العربي التي نجحت في تنحية رئيسين مقربين من واشنطن. وكان مولن اعلن الثلاثاء في ختام محادثات اجراها مع قادة قطر والامارات ان حركات الاحتجاج في العالم العربي تثير "قلقا كبيرا" لدى قادة الخليج الذين يريدون ايجاد "حل ايجابي" لها. وشهدت العاصمة البحرينية اليوم مسيرة شارك فيها المئات انطلقت من دوار اللؤلؤة حيث يعتصم المطالبون بالتغيير، الى الوسط التاريخي للمنامة، وذلك للمرة الاولى منذ بدء حركة التظاهرات في 14 شباط/فبراير. وذكر هاني القفاص، وهو احد منظمي التظاهرة، ان "المسيرة سارت باتجاه باب البحرين في الوسط التاريخي للمنامة". واضاف ان دوار اللؤلؤة الذي اطلق عليه المحتجون اسم دوار "الشهداء"، يبقى "المركز الرئيسي للتظاهر، الا ان حركتنا يجب ان تصل الى باقي انحاء الاراضي البحرينية". ولم يسجل اي حضور لقوات الامن، الا ان مروحية كانت تحلق فوق المتظاهرين الذين قدر عددهم بحوالى ثلاثة الاف شخص رددوا شعارات مناهضة لاسرة ال خليفة التي تحكم البلاد منذ حوالى 200 عام. وفي وقت لاحق، اعلن الديوان الملكي ان الجمعة سيكون يوم حداد رسمي على ارواح الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات. وجاء في بيان ملكي نشرته وكالة الانباء البحرينية الحكومية نقلا عن متحدثة رسمية انه "نظرا للاحداث المؤسفة التي مرت على مملكة البحرين في الاونة الاخيرة والتي على اثرها فقدت المملكة عددا من ابنائها، وتعاطفا مع مصاب اهلهم، يعلن يوم غد الجمعة 25 شباط/فبراير يوم حداد رسمي". وكان ستة من كبار رجال الدين الشيعة اعلنوا في بيان انهم اعتمدوا الجمعة "يوم حداد عام على ارواح الشهداء الابرار" وعددهم سبعة بحسب مصادر المعارضين. واضافوا ان "مسيرات الحداد ستنطلق بعد صلاة الجمعة والجماعة الى ساحة الاعتصام الجماهيري في دوار اللؤلؤة". في هذا الوقت، يتاخر انطلاق حوار وطني منتظر دعا اليه ولي العهد الامير سلمان بن حمد ال خليفة في ضوء تمسك المعارضة بشرط اسقاط الحكومة وتناقض مطالبها بين اسقاط النظام او القيام باصلاحات سياسية. وقال مسؤول بحريني ان الحوار "مرهون بموافقة المعارضة الدخول فيه بدون شروط مسبقة"، بينما يؤكد المحتجون ان مطالبهم الرئيسية تتركز على استقالة الحكومة وقيام ملكية دستورية تضمن وصول حكومة منتخبة. واعلنت سبع جمعيات سياسية بحرينية معارضة الاربعاء استعدادها للقاء تجمع الوحدة الوطنية الذي يضم شخصيات سنية موالية للحكم وتطالب باصلاحات سياسية. وكان الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة امر في خطوة لافتة باطلاق سراح 23 ناشطا شيعيا كانوا يحاكمون بتهمة التخطيط لنشاطات ارهابية، وذلك بموجب عفو اصدره وشمل ايضا مئات السجناء الآخرين. وشارك عدد من المفرج عنهم في مسيرة الخميس، واتهم بعضهم السلطات البحرينية بتعذيبهم خلال فترة تواجدهم في السجن. وفي بيروت، اوقفت السلطات اللبنانية المعارض البحريني حسن مشيمع خلال عودته الى بلاده، بحسب ما افاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس. وقال المصدر ان مشيمع "موقوف لصالح النيابة العامة التمييزية، في انتظار اتضاح وضعه القانوني"، موضحا انه كان "اوقف الثلاثاء في مطار بيروت الدولي استنادا الى مذكرة توقيف صادرة عن الانتربول في حقه". واضاف ان مشيمع "اكد خلال التحقيق معه ان حكومة بلاده اصدرت عفوا عنه". واشار المصدر الى ان السلطات اللبنانية "طلبت الحصول على مستند قانوني حول العفو لتتخذ في ضوئه القرار المناسب". ومشيمع هو الامين العام لحركة الحريات والديموقراطية (حق) في البحرين. وكانت محاكمته جارية غيابيا في بلاده مع مجموعة الناشطين الشيعة الذين افرج عنهم. وطالب المحتجون الخميس السلطات بالسماح بعودته الى البحرين.