واشنطن (رويترز) - قالت الولاياتالمتحدة يوم الاربعاء انها تتطلع لفرض عقوبات على ليبيا بسبب القمع العنيف للمحتجين بينما تسعى للموازنة بين خطابها الاكثر تشددا وجهودها لاجلاء الامريكيين بسلام. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "ندرس كل الوسائل والخيارات المتاحة أمامنا لتحقيق هدفنا ... والتي تشمل بالتأكيد بحث العقوبات التي يمكن فرضها." وقال كراولي ان تجميد اصول ليبية بما في ذلك اصول تخص الزعيم الليبي معمر القذافي ايضا "ضمن ادوات" الردود الامريكية المحتملة على الازمة الحالية في الدولة المنتجة للنفط. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض يوم الاربعاء ان الرئيس الامريكي باراك أوباما "يدين بشدة" أعمال العنف في ليبيا وسيصدر بيانا عن الوضع في وقت لاحق يوم الاربعاء أو الخميس. ويواجه أوباما وهو أول رئيس أمريكي يلتقي بالقذافي انتقادات لعدم استجابته سريعا للازمة لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انهم خففوا من ردودهم لضمان اجلاء الاف الامريكيين من ليبيا بسلام. وطلب بعض المشرعين الامريكيين من ادارة أوباما العمل مع الحلفاء لفرض منطقة "حظر طيران" فوق ليبيا كما فعلت في شمال العراق بعد حرب الخليج عام 1991 لحماية الاكراد من قوات أمن صدام حسين. ولم يستبعد كارني الفكرة لكن الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) قال انه لا علم له بأي مناقشات داخل الجيش الامريكي بشأن اقامة منطقة حظر طيران. وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان أمريكيين واجانب اخرين في طرابلس بدأوا صعود عبارة استأجرتها الحكومة الامريكية يوم الاربعاء لاجلائهم الى مالطا. وقال مسؤول أمريكي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته انه بحلول الساعة 1900 بتوقيت جرينتش كانت العبارة التي يمكنها نقل 575 مسافرا لا تزال راسية ولكن من المقرر ان تغادر قريبا. وتشير تقديرات الحكومة الامريكية الى أن عدة الاف من الامريكيين يقيمون في ليبيا. ومعظمهم يحملون جنسية مزدوجة بينما يحمل نحو 600 جوازات سفر أمريكية فقط. وفي حين سلكت الولاياتالمتحدة مسلكا حذرا بشأن مسألة العقوبات اتجهت حكومات الاتحاد الاوروبي خطوة نحو فرض قيود على ليبيا واتفقت على بحث امكانية فرض قيود على السفر وحظر للاسلحة وتجميد اصول. ويقول محللون ان الخيارات محدودة بالنسبة للولايات المتحدة لانها لا تربطها علاقات عسكرية كبيرة مع ليبيا وبسبب ضعف نفوذها الاقتصادي عليها. وتحتاج العقوبات الى وقت ايضا. وأكد مسؤولون أمريكيون مرارا على أن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي لحل الازمة الليبية مما يشير الى أن من المستبعد الاقدام على خطوات من جانب واحد على الفور. وقال كارني "ندرس مجموعة متنوعة من الخيارات مع شركائنا الدوليين لاجبار أو اقناع حكومة ليبيا بوقف هذا العنف الرهيب." وحث السناتور جون كيري حليف أوباما ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي شركات النفط على وقف عملياتها في ليبيا ولكن يبدو أن الدعوة لم تلق اذانا صاغية من عدد يذكر. غير أن فكرة فرض منطقة حظر الطيران اكتسبت قبولا في واشنطن بعدما أيدها مزيد من المشرعين. وقال جون نوريس من مركز ابحاث أمريكان بروجرس في واشنطن "السؤال هو من سيطبق ذلك. ويحتاج ذلك الى بعض المحادثات شديدة الجدية ليس فقط في الاممالمتحدة ولكن بين الدول التي قد تقوم بالعمل اليومي الفعلي لفرضها." وقال ديفيد شنكر المسؤول السابق بوزارة الدفاع الامريكية والذي يعمل الان بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان من غير المرجح أن توافق الولاياتالمتحدة على فرض منطقة حظر الطيران الا اذا شاركت الدول الاخرى في حلف شمال الاطلسي في ذلك. وكانت الولاياتالمتحدة متباعدة عن ليبيا معظم الاربعين سنة الماضية لاسباب منها دعم القذافي لما تعتبر أنها أعمال ارهابية بما في ذلك تفجير طائرة الركاب الامريكية التابعة لشركة بان امريكان في عام 1988 فوق لوكربي باسكتلندا. وبدأت الولاياتالمتحدة تدريجيا في تحسين علاقاتها مع ليبيا بعد أن وافق القذافي في نهاية 2003 على التخلي عن السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل وقبلت ليبيا تحمل مسؤولية تفجير لوكربي.