المنامة (رويترز) - ملأ محتجون شيعة شوارع المنامة يوم الثلاثاء مطالبين بسقوط الحكومة التي يقودها السنة في أكبر احتجاج منذ بدأت الاضطرابات الاسبوع الماضي في حين تأجلت عودة زعيم معارض. وشارك عشرات الالوف من مؤيدي المعارضة في مسيرة الى دوار (ساحة) اللؤلؤة -مركز الاحتجاجات المستمرة منذ اسبوع في وسط المنامة- لتأكيد مطالبهم بالاصلاح السياسي في دولة تسيطر عليها الاقلية السنية. وكانت هذه المسيرة التي قادتها جماعات مثل الوفاق ووعد هي أول مظاهرة منظمة بعد احتجاجات تلقائية من جانب حركة شبابية متنامية تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. وكان هتاف "نريد اسقاط الحكومة" هو اكثر الهتافات شيوعا. وقال المحتج عباس الفردان "يريد البعض رحيل العائلة (الحاكمة) لكن الاغلبية ( يريدون) فقط (استقالة) رئيس الوزراء." واضاف "نريد حكومة جديدة.. ينبغي ان يحكم الشعب البلاد." ويطالب المحتجون بملكية دستورية حقيقية تعطي المواطنين دورا أكبر في حكومة منتخبة بصورة مباشرة بدلا من النظام الحالي الذي ينتخب بموجبه برلمان له سلطات محدودة بينما تتركز السلطة في أيدي اسرة ال خليفة والصفوة الحاكمة. وتحكم عائلة ال خليفة البحرين منذ 200 عام وتسيطر على حكومة يقودها عم الملك الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ الاستقلال عام 1971 . وقال حسن مشيمع زعيم حركة حق المعارضة على صفحته بموقع الفيسبوك على الانترنت يوم الاثنين انه يريد ان يرى ما اذا كانت قيادة البلاد جادة بشأن الحوار ام انها ستعتقله. وكان من المقرر ان يصل مساء الثلاثاء. ويقيم مشيمع في لندن وهو ضمن 25 فردا قدموا للمحاكمة منذ العام الماضي بشأن مؤامرة انقلاب مزعومة لكن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة لمح يوم الاثنين الى ان هذه المحاكمة لن تستمر ممهدا الطريق امام عودة مشيمع دون عائق. ولكن مشيمع لم يتمكن ركوب الطائرة المتوجهة للبحرين من بيروت التي توقف بها في وقت سابق كما كان مخططا. وقال عباس العمران الذي وصف نفسه بأنه صديق لمشيمع لرويترز من لندن ان اسم مشيمع ربما ما زال على القوائم السوداء الامنية. واضاف "لم يتمكن من اللحاق بأي رحلة هذه الليلة.. لذا فربما يسافر غدا." وذكرت وسائل اعلام رسمية ان الملك امر بالافراج عن سجناء مدانين ستعلن اسماؤهم يوم الاربعاء كما أمر بوقف قضايا تنظرها المحاكم وهو ما قالت شخصيات معارضة انها تفهمه على أن المحاكمة ستوقف. وقال جاسم حسين من جمعية الوفاق الشيعية ان المعارضة تتوقع ذلك وان كانت غير متأكدة تماما. ولم يتضح ما اذا كان ذلك كافيا لاقناع المعارضة بالدخول في حوار مع السلطات كلف الملك ابنه ولي العهد باجرائه. وقالت المتحدثة باسم الحكومة ميسون باسكار ان عاهل البحرين يدعو البحرينيين مجددا الى الانخراط في عملية الحوار الجديدة والابتعاد عن الاستقطاب وضمان عدم ترسخ الطائفية. وذكرت المتحدثة ان ولي عهد البحرين اجتمع بالفعل مع بعض زعماء المعارضة خلال الايام القليلة الماضية لكن جماعات المعارضة قالت ان الحوار لم يبدأ بعد. وقالت المتحدثة انه لا معلومات لديها عن اطلاق سراح سجناء. وأقام المحتجون الذين استلهموا الانتفاضات السلمية في مصر وتونس مخيما في دوار اللؤلؤة بعدما حاولت قوات الامن فض احتجاجهم الاسبوع الماضي لكنها انسحبت بعدئذ. وقتل سبعة اشخاص واصيب المئات ودفع العنف وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى ادانة محاولات الحكومة سحق المتظاهرين مما حد من مساحة التحرك المتاحة امام الحكومة. لكن البحرين التي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي ما تزال حليفا مهما للولايات المتحدة وعبر رئيس الاركان الامريكي مايك مولن عن الدعم لقيادتها يوم الثلاثاء. وقال مولن للصحفيين في الامارات "اتخذ ولي العهد والملك خطوات جريئة قبل يومين بسحب قواتهما من الشوارع... من الواضح انه اتخذ خطوات للتحاور مع المعارضة..." واضاف "اعتقد ان هذه خطوات ايجابية وسنرى الى اين ستؤدي." ويعتبر الغرب والحلفاء العرب العائلة السنية في البحرين بمثابة حصن امام نفوذ ايران الشيعية. وفي السعودية المجاورة وهي اكبر مصدر للنفط في العالم توجد اقلية شيعية في المنطقة الشرقية. وفي خطاب أمام برلمان الكويت يوم الثلاثاء اشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالتعاون الامني مع دول الخليج لكنه قال ان الشعوب يجب ان تحصل على حقوقها. وفي اشارة الى الاحتجاجات الشعبية التي حدثت أيضا في الكويت والجزائر وليبيا واليمن والمغرب والاردن والعراق بالاضافة الى ايران قال كاميرون " التاريخ يكتسح منطقتكم." واضاف "ليس نتيجة للقوة والعنف بل بشعوب تطالب بحقوقها وهي تفعل ذلك في معظم الحالات سلميا وبشكل شجاع." وتنفي الحكومة البحرينية معاملة الشيعة بصورة غير عادلة. وفي حشد لقي تغطية واسعة في التلفزيون الحكومي يوم الاثنين حمل الالاف أعلام البحرين ولافتات تؤيد الوحدة والحوار الذي تقترحه الحكومة. وتلي قرار على الحشد يرفض أي محاولة للتشكيك في شرعية الحكومة ولكنه دعا الى الافراج عن سجناء الرأي. ويمثل الشيعة نحو 70 في المئة من سكان البحرين لكنهم أقلية في برلمان البلاد المكون من 40 مقعدا وذلك بسبب عملية انتخابية يقولون انها تقيد دخولهم للمجلس. وألغت الحكومة يوم الاثنين الانطلاق المقرر في مارس اذار لموسم سباق فورمولا 1 في البحرين. وحركة حق التي يقودها مشيمع أكثر تشددا من جمعية الوفاق الشيعية وانشقت عنها عام 2006 حينما خاضت الجمعية انتخابات برلمانية. واستقال نواب جمعية الوفاق وعددهم 17 عضوا من مجلس النواب الاسبوع الماضي احتجاجا على استخدام الدولة للعنف ضد المحتجين.