قام متظاهرون غاضبون باحراق مبنى المحافظة ومكتب المحافظ ومنزله في الكوت بعد اشتباك بينهم وبين الحراس اسفر عن مقتل متظاهر واصابة 27 اخرين، كما مراسل فرانس برس في المدينة. وفرضت قيادة شرطة واسط حظرا للتجول من الساعة 17,00 (14,00 تغ) حتى الساعة 5,00 (3,00 تغ). وتجمع نحو الفي متظاهر في ساحة العامل وسط مدينة الكوت (كبرى مدن محافظة واسط (170 كلم جنوب) وتوجهوا الى مبنى مجلس المحافظة والمحافظ مطالبين باقالة محافظ واسط لطيف حمد الطرفة بسبب نقص الخدمات الاساسية. وقال مراسل فرانس برس ان المتظاهرين تمكنوا من حرق مكتب المحافظ ومبنى مجلس المحافظة المجاور بالاضافة الى منزل المحافظ. واكد ان المحتجين لا يزالون معتصمين داخل مبنى المحافظة. وقال مسوؤل رفيع في الشرطة لوكالة فرانس برس ان حراسا عينهم مجلس محافظة واسط قاموا باطلاق النار على المحتجين. واضاف اللواء حسين صالح ان "حمايات مجلس المحافظة هم من اطلق النار على المحتجين وهذا عمل خارج على القانون". بدوره، قال المقدم محمد صالح وهو ضابط في استخبارات الشرطة في الكوت ان "اجراءات عقابية ستتخذ بحق الحراس الذين اطلقوا النار على المحتجين". وبدأت التظاهرة عند الساعة التاسعة (6,00 تغ) واستقرت امام مجلس محافظة واسط، وحاولوا اقتحام المبنى ما دفع بالحراس الصعود الى اعلى المبنى واطلاق النار على بالهواء لتفريقهم. لكن المتظاهرين قاموا باحراق غرف الحراس قبل ان يتوجهوا الى مبنى المحافظة المجاورة للاشتباك مع الحراس، بحسب مراسل فرانس برس. وافاد المراسل ان المتظاهرين اقتحموا مبنى المحافظة واطلقوا الرصاص الحي صوب المحتجين لمنعهم من الدخول، لكنهم تمكنوا من اقتحام المبنى وحرقه. وقام عدد من المتظاهرين بمنع وصول فرق اطفاء الحريق الوصول، بحسب شهود. وقال ماجد محمد حسن من دائرة صحة واسط لفرانس برس ان "فتى يبلغ من العمر 16 عاما قتل باطلاق نار في صدره، واصيب 27 اخرون اثر الاشباكات". وهتف المتظاهرون "اطلع اطلع يا طرفة، نريد محافظ نزيه". واخرى "يا مواطن اسمع زين الكهرباء بس للمسؤولين". وقال عبد الامين صالح (50 عاما) وهو احد المتظاهرين "انها شرارة الهدف منها تعريف المسؤولين بوضع الخدمات التي يعاني منها اهالي المحافظة". واضاف "نطالب بالخدمات المفقودة وبالحصة التموينية". ولم يخرج اي من اعضاء مجلس المحافظة لمحادثة المحتجين قبل ان يضرموا النار بالمبنى، بحسب مراسل فرانس برس. بدوره، قال علي محسن استاذ في جامعة واسط "خروجنا اليوم للمطالبة بابسط حقوقنا وهو توفير الكهرباء والخدمات، وتوفير فرص عمل للعاطلين". واضاف "كل ما نريده هو الخدمات و محاربة الفساد واقالة المحافظ". وتابع "خرج الناس و تظاهروا واحرقوا مبنى المحافظة ومجلس المحافظة و بيت المحافظ والنار و الدخان ما زال يتصاعد". وقال علي خضر الذي يعمل مدرسا وهو يقف امام مبنى المجلس المحترق "سنظل مستمرين في اعتصامنا حتى نسمع باستقالة المحافظ وحل مجلس المحافظة". واضاف "نطالب كذلك باحالتهم الى القضاء بسبب الفساد المالي والاداري". وباتت التظاهرات يومية في عدد كبير من المدن العراقية للمطالبة بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة واعادة العمل بنظام البطاقة التموينية. ولم يحمل اي منها طابعا سياسيا باستثناء بعض التظاهرات التي طالبت باقالة بعض المحافظين لضعف ادائهم. وكانت مدينة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) التي تعد افقر المحافظات العراقية شهدت التظاهرات الاولى للمطالبة بتحسين الخدمات، قبل ان تمتد الى مدن اخرى.