اسطنبول (رويترز) - عقد رئيس أركان القوات المسلحة التركية مشاورات مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بعد ساعات من اجتماعه مع عائلات ضباط اعتقلوا لصلتهم بمؤامرة انقلابية تعود لعام 2003 . وعرض التلفزيون الرسمي صورا لمحامين يصلون الى محكمة في اسطنبول صباح الاحد للطعن في مذكرات اعتقال بحق 163 من مجموع 196 من الضباط المتقاعدين والعاملين بالجيش تجري محاكمتهم بشأن "عملية المطرقة" للاطاحة بحكومة اردوغان. وتكرر اعتقال معظم المتهمين والافراج عنهم منذ تفجرت القضية للمرة الاولي قبل عام. وتأجلت المحاكمة التي تجري في بلدة سيليفري غرب اسطنبول يوم الجمعة الى 14 مارس اذار المقبل وستستأنف قبل ثلاثة شهور فقط من انتخابات عامة يتوقع أن يفوز فيها حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان بولاية ثالثة على التوالي. وتسلط القضية الضوء على اشتداد التوتر بين الجيش التركي العلماني بطبيعته وحزب العدالة والتنمية الذي يقول منتقدوه أن له ميولا اسلامية رغم حرصه على التأكيد على أن برنامجه محافظ وديمقراطي وليس دينيا. وقد يزداد التوتر مع اقتراب انتخابات يونيو حزيران غير أن المستثمرين تعودوا على القلاقل السياسية في تركيا. ومن غير المرجح أن تتأثر الاسواق كثيرا اذ تشير استطلاعات الرأي الى فوز صريح لحزب العدالة والتنمية الذي ينال الثناء على تحويله تركيا الى واحدة من أسرع اقتصادات العالم نموا. ورغم انزعاج الاتراك في البداية لرؤية عدد كبير من الضباط يوضعون رهن الاعتقال الا انهم صاروا الان أقل توجسا مع استمرار المعركة القضائية. ولم يكن اي من المتهمين في المحكمة خلال جلسة الجمعة اذا لم يعتقل بعضهم بعد ومن بينهم الجنرال المتقاعد جيتين دوجان القائد السابق للجيش الاول التركي المميز. والقت الشرطة القبض في السابق على 133 ضابطا في سيليفري وجرى اعتقال 11 اخرين يوم السبت في محكمة بيشكطاش في اسطنبول. وهتفت زوجات الضباط المعتقلين في احتجاج عطل حركة السير خارج مجمع المحاكم في بيشكطاش مساء السبت "تركيا علمانية وستبقى كذلك". فضلا عن ذلك من المتوقع أن يسلم الضباط الاخرون المرجح ان تصدر بحقهم مذكرات اعتقال انفسهم للشرطة يوم الاثنين. ومن بين الضباط المعتقلين قائد القوات الجوية السابق أوزدن أورنك وقائد القوات البحرية السابق ابراهيم فيرتينا. وذكرت وكالة أنباء الاناضول أن الاجتماع الذي ضم اردوغان وقائد الجيش التركي الجنرال اشيك كوشانر تم في قصر ضلما باشا يوم السبت. وأضافت أن المقابلة لم تكن مقررة سلفا وانه ليس هناك تفاصيل بخصوص النقاش الذي استمر 45 دقيقة. وكان كوشانر التقي في وقت سابق مع أقارب الضباط المعتقلين في ناد لضباط الجيش في المدينة. وتولى كوشانر الذي يعتبر من عتاة العلمانية على الرغم من قلة ظهوره العلني قيادة الجيش التركي ثاني أكبر جيوش حلف شمال الاطلسي في اغسطس اب. وستدقق الحكومة وكذا ضباط الجيش - الذين ساءت معنوياتهم في أعقاب سلسلة من التحقيقات والاعتقالات المتعلقة بعدد من المؤامرات خلال السنوات القليلة الماضية - فيما يقول كوشانر او يفعل. وذكرت صحيفة ميليت يوم الاحد أن من بين مجموع 364 جنرالا هناك 29 من الجنرالات العاملين في الجيش معتقلون حاليا في سجن هاسدال العسكري في اسطنبول. وينفي المتهمون التورط في أي مؤامرة ويقولون ان "المطرقة" لم تكون سوى مناورة حربية طرحت في ندوة. وترى هيئة الادعاء ان المؤامرة كانت تشمل خططا لتفجير مساجد تاريخية واثارة نزاع مع اليونان في اطار خطة لتقويض الحكومة وتمكين الجيش من تولى زمام الامور. وتمكن حزب العدالة والتنمية من تقليص نفوذ الجيش من خلال تبني سلسلة من الاصلاحات الديمقراطية التي استهدفت جعل تركيا مؤهلة لعضوية الاتحاد الاوروبي. ويظن عدد قليل أن قادة الجيش اليوم قادرون على العودة لنهج الانقلابات الذي سار عليه اسلافهم.