برياه فيهير (كمبوديا) (رويترز) - تقف القوات التايلاندية والكمبودية في حالة تأهب قصوى يوم الثلاثاء عقب اشتباكات في منطقة متنازع عليها تحيط بمعبد هندوسي يرجع للقرن الحادي عشر في حين حثت حكومات أجنبية البلدين على القاء السلاح. وتوقف الجنود في الجانبين عن اطلاق النار لكنهم يتحصنون في مواقعهم استعدادا لتجدد القتال بعد اربعة ايام من الاشتباكات في المنطقة المتنازع عليها التي تبلغ مساحتها 4.6 كيلومتر مربع حول معبد برياه فيهير. وبعد ضغوط من الصين ورابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) وواشنطن على الجانبين للتحلي بضبط النفس قالت حكومة تايلاند انها مستعدة لاجراء محادثات مع كمبوديا لحل النزاع. وقال وزير خارجية تايلاند كاسيت بيروميا انه يعتزم عقد اجتماع مع نظيره الكمبودي قريبا في بلد ثالث لبحث سبل انهاء القتال وهو الاعنف بين البلدين منذ أوائل التسعينات . جاء ذلك بعد رفض مجلس الامن الدولي دعوة هون سين وزير خارجية كمبوديا لعقد اجتماع طاريء للمجلس وقالت رئيسة المجلس ماريا لويزا ريبيرو ان المشكلة يمكن حلها على المستوى الاقليمي. وحثت رابطة دول جنوب شرق اسيا التي ينتمي لعضويتها كل من كمبوديا وتايلاند البلدين على الدخول في محادثات ربما تجرى بمساعدة الاسيان. ويتبادل الجانبان الاتهام بالتسبب في الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن مقتل اثنين من التايلانديين على الاقل وثمانية كمبوديين وأطلقت العنان للمشاعر القومية في بانكوك وأثارت حماس المحتجين من "أصحاب القمصان الصفراء" المطالبين بتنحي الحكومة التايلاندية. وفي اقليم برياه فيهير في كمبوديا سمح الجنود لبعض الصحفيين بالمرور عبر نقاط تفتيش عسكرية قرب المعبد وعمره 900 عام ويقع على منحدر. وقالت ايرينا بوكوفا مدير عام منظمة التربية والعلوم والثقافة (يونسكو) التابعة للامم المتحدة ان المنظمة المسؤولة عن حماية المواقع التاريخية سترسل بعثة الي المنطقة لتقييم حالة المعبد. وتعطي اثار الحرائق والحفر المتناثرة صورة عن القتال العنيف الذي دار حول المعبد الذي تعرض لاضرار بسيطة من القذائف التي اطلقت عبر الحدود. واتهمت الحكومة الكمبودية جنودا من تايلاند بالتسبب في انهيار جزء من المعبد لكن لم يظهر دليل ملموس على مثل هذه الاضرار حين زار مراسل رويترز الموقع. وقال جنود كمبوديون انه لم تحدث معارك منذ وقت مبكر من صباح الاثنين لكن الوضع يبقى متوترا. وقال الجندي مونج فان من المشاة "نحن مستعدون لانه لا يمكننا ان نثق بالتايلانديين بعد الان." وما زال الغموض يكتنف أسباب تجدد القتال حول المعبد. ويقول محللون ان جنرالات متشددين في تايلاند وحلفاء قوميين ربما انهم يحاولون اسقاط الحكومة التايلاندية أو ايجاد ذريعة للقيام بانقلاب جديد والغاء انتخابات مزمعة هذا العام.