تواصلت الخميس عمليات اجلاء الرعايا الاجانب من مصر حيث دعت الولاياتالمتحدة رعاياها الى المغادرة "فورا"، في حين دعت باريس الفرنسيين للعودة "في اسرع وقت"، وذلك اثر اشتباكات دامية بين متظاهرين يطالبون بتنحي الرئيس حسني مبارك وآخرين موالين للرئيس. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية مساء الاربعاء ان "على جميع المواطنين الاميركيين الباقين الذين يرغبون في مغادرة مصر على متن رحلة للحكومة الاميركية وهم قادرون على القيام بذلك، التوجه فورا" الى مطار القاهرة الدولي "باسرع ما يمكن في الثالث من شباط/فبراير". واضافت الخارجية الاميركية "لا تنتظروا نداء من السفارة الاميركية. ننصح بعدم ارجاء المغادرة. ومن غير المحتمل القيام برحلات اميركية اضافية بعد يوم الخميس". وقد اجلي حوالى 1900 من الرعايا الاميركيين وعائلاتهم من مصر منذ الاثنين، كما ذكر مسؤولون اميركيون. وفي باريس، اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري الخميس لوكالة فرانس برس ان فرنسا لا تنوي في الوقت الحاضر "اجلاء" رعاياها المقيمين في مصر، داعية السلطات الى توفير الامن للمتظاهرين والصحافيين. وقالت اليو ماري "حتى الساعة لا ننوي القيام بعملية اجلاء. كل ما قلناه ان جميع الذين يريدون المغادرة يمكنهم بطبيعة الحال القيام بذلك"، و"ندعوهم الى العودة موقتا اذا ما ارادوا". واعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان في تصريح اذاعي الخميس ان على الفرنسيين غير المضطرين للبقاء في مصر "لسبب طارىء او ضرورة ملحة" العودة الى بلادهم "في اسرع وقت". وقال باروان في تصريح لاذاعة فرانس انفو، تعليقا على المواجهات في ميدان التحرير "اصبنا بصدمة كبيرة، مشاهد امس (الاربعاء) مروعة"، مشيرا الى "بوادر حرب اهلية ترتسم" في مصر. واضاف ان "وزارة الخارجية وضعت آلية خاصة" للرعايا الفرنسيين في مصر، مشددا على انه "ينبغي بالطبع لزوم اقصى درجات الحذر وعدم المشاركة في هذه التحركات في الشارع". وقال "يجب ايضا العودة في اقرب وقت ما لم يكن هناك سبب طارىء او ضرورة ملحة تلزم بالبقاء على الاراضي المصرية". من جهة اخرى، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية الخميس ان بريطانيا بدأت تجلي الموظفين "غير الاساسيين" من سفارتها بالقاهرة وافراد عائلات الدبلوماسيين المعتمدين هناك. وصرحت ناطقة باسم الوزارة لوكالة فرانس برس انه "تم اتخاذ قرار اجلاء الموظفين غير الاساسيين في القاهرة". واوضحت الوزارة ان هؤلاء الاشخاص يعملون على سبيل المثال في تنمية المصالح البريطانية في مصر او في وكالة التجارة والاستثمار البريطانية. واضاف ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان "هؤلاء الاشخاص لا يستطيعون حاليا القيام بعملهم لاسباب واضحة بالتالي فهم سيغادرون مع اقاربهم". واعلنت لندن ايضا انها تضع تحت تصرف مواطنيها البريطانيين طائرة ثانية ستقلع السبت ويتعين على ركابها دفع "حوالى 350 يورو". وقد ارسلت لندن طائرة اولى ستقلع من القاهرة مساء الخميس وهي "ممتلئة تقريبا" وبلغ عدد ركابها 180، كما افاد ناطق باسم ديفيد كاميرون. واضافت الوزارة انه "نظرا للوضع غير المستقر في مصر قررت الوزارة ارسال طائرة ثانية للمواطنين البريطانيين ستقلع السبت من القاهرة"، مضيفة "سنرسل طائرات اخرى اذا اقتضت الضرورة". من جهة اخرى، ذكر متحدث باسم الاممالمتحدة ان نحو 600 من موظفي الاممالمتحدة وعائلاتهم سينقلون جوا الى قبرص مع تدهور الوضع الامني في مصر. وقال المتحدث رونالدو غوميز ان "الاممالمتحدة تقوم بتحضيرات لنقل نحو 600 من موظفي الاممالمتحدة وعائلاتهم بشكل موقت الى قبرص على متن اربع طائرات استأجرتها المنظمة". واكد ان بعض الموظفين الضروريين سيبقون في مصر. واضاف ان من سيتم اخلاؤهم يعملون في مصر في عدد من وكالات المنظمة ومن بينها منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والمفوضية العليا للاجئين. واشار الى ان قرار الاخلاء اتخذه مقر الاممالمتحدة في نيويورك بسبب الوضع الامني في القاهرة الذي اعتبر "متفجرا وغير مستقر" رغم عدم تعرض اي من موظفي الاممالمتحدة لهجمات. وستبدأ عملية الاجلاء الخميس حيث وصلت اول دفعة الى مطار لارنكا القبرصي بعد ظهر الخميس. وستتوجه طائرتان الى العاصمة المصرية لتنقل كل منهما 148 راكبا، ثم ستتزودان بالوقود في لارنكا قبل عودتهما الى القاهرة لنقل الباقين، بحسب ما افاد متحدث باسم المطارات القبرصية اداموس اسبريس. وتم اختيار قبرص كمحطة لنقل الاجانب من مصر حيث وصل اكثر من 150 مواطن اميركي في وقت سابق من هذا الاسبوع على متن رحلات رتبتها بلادهم. وصرح وزير الداخلية القبرصي نيوكليس سيليكيوتيس ان نحو 320 شخصا حتى الان استخدموا قبرص كمحطة انتقاليه بعد الخروج من مصر. ولا تتعدى الرحلة بالطائرة من القاهرة الى قبرص، وهي عضو في الاتحاد الاوروبي، 90 دقيقة. وكانت قبرص استقبلت الاف الاجانب الذين فروا من لبنان اثناء الحرب الاسرائيلية على ذلك البلد في عام 2006 في اكبر عملية اجلاء بحري منذ الحرب العالمية الثانية.