شهدت القاهرة الاحد تجمعا لشبان اقباط ارادوا التعبير عن غضبهم على تفجير كنيسة في الاسكندرية السبت ما ادى الى مواجهات مع عناصر الشرطة. وعاد الهدوء الى الاسكندرية الاحد غداة التفجير الذي اودى بحياة 21 شخصا، في حين تجمع مئات الاشخاص في مقر كاتدرائية القديس مرقس مقر بابا الاقباط شنودة الثالث، وراحوا يتهجمون على المسؤولين الذين زاروا هذا المقر لتقديم تعازيهم بضحايا تفجير الكنيسة. وافاد مراسل فرانس برس ان المتظاهرين رشقوا سيارة وزير الدولة للتنمية الاقتصادية عثمان محمد عثمان بالحجارة في ختام لقائه مع البابا شنودة الثالث، في حين كان متظاهرون يتواجهون مع عناصر من الشرطة امام الكاتدرائية. وخلال النهار ولدى مغادرة امام الازهر الشيخ احمد الطيب مقر البابا شنودة الثالث بعد تقديمه التعازي بضحايا تفجير الكنيسة، تجمع عشرات الشبان الاقباط حول سيارته وبدأوا يطرقون عليها قبل ان تفرقهم الشرطة. ورفض الفاتيكان مساء الاحد اتهامات شيخ الازهر للبابا بنديكتوس السادس عشر بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية بسبب دعوته العالم الى حماية المسيحيين بعد الاعتداء على كنيسة في الاسكندرية ليلة الجمعة السبت ما ادى الى مقتل 21 شخصا. وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي بحسب ما نقلت عنه وكالة انسا الايطالية ان "البابا تكلم عن التضامن مع المجموعة القبطية التي تعرضت لضربة قاسية، ثم عبر بعدها عن القلق من تداعيات العنف على كل السكان اكانوا مسيحيين ام مسلمين". وتابع "لذلك لا نرى كيف يمكن ان يعتبر هذا الموقف من البابا الراغب ببث روحية اللاعنف امام الجميع تدخلا". واضاف "اعتقد ان هناك سوء تفاهم في التواصل"، مضيفا "اشرنا الى تعرض كنيسة مسيحية للهجوم وهذا يعني اننا اعربنا عن القلق ازاء الاقليات المسيحية التي يضربها العنف، وهذا لا يعني اننا نريد تبرير او التقليل من شأن العنف الذي يستهدف مؤمنين من ديانات اخرى". وكان البابا قال في قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس بطرس "في مواجهة اعمال التمييز والتجاوزات وخصوصا مظاهر التعصب الديني (...) الاقوال لا تكفي، بل يتعين على مسؤولي الامم ابداء التزام ملموس وثابت". وردا على البابا قال شيخ الازهر في مؤتمر صحافي "انني اختلف مع البابا في هذا الرأي، واتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لاعمال قتل في العراق؟". واعتبر الشيخ احمد الطيب ان كلام البابا يعتبر "تدخلا غير مقبول في شؤون مصر" مشددا في الوقت نفسه على ان "كل علماء المسلمين يعلمون ان ذلك الحادث لا يقره دين او نظام اجتماعي".