اعرب مستشاران بالاممالمتحدة عن مخاوفهما العميقة يوم الخميس من احتمال حدوث عنف عرقي بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها في ساحل العاج واعلن سفير ساحل العاج الجديد لدى الاممالمتحدة ان البلاد "على شفا إبادة جماعية." وذكر المستشاران دلائل على ان "بعض الزعماء هناك يحرضون على العنف بين مختلف فصائل الشعب" خلال المأزق بين الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو والحسن واتارا بعد الانتخابات التي كان يفترض انها ستعالج جراح الحرب الاهلية التي دارت عامي 2002 و2003. وقال فرانسيس دينج وادوارد لاك في بيان صادر عن الاممالمتحدة "نظرا لتاريخ الصراع الداخلي في ساحل العاج فإن مثل هذه الاعمال غير مسؤولة." وقال دينج ان ادعاءات بانه تم وضع علامات على منازل معارضين سياسيين لجباجبو في ابيدجان لتحديد انتمائهم العرقي مقلقة للغاية. واستشهد المستشاران بتقارير غير مؤكدة "لانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان من قبل انصار السيد لوران جباجبو ومن قبل قوات خاضعة لسيطرته بالاضافة الى استخدام مثير لبث الكراهية والعنف في الاونة اخيرة." وكثف زعماء العالم الضغط على جباجبو للتنحي لصالح منافسه الحسن واتارا الذي حظي فوزه في انتخابات 28 فبراير تشرين الثاني في اكبر بلد منتج للكاكاو باعتراف واسع النطاق. ويتحصن واتارا ومستشاروه في فندق جولف في ابيدجان الذي تحميه قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ساحل العاج. وقال مكتب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه اعرب عن "قلقه العميق" من تقارير تفيد بان احد اعضاء حكومة جباجبو طالب بشن هجوم على الفندق في الاول من يناير كانون الثاني. وقال البيان "اي هجوم على فندق جولف يمكن ان يتسبب في اندلاع عنف واسع من شأنه ان يؤدي الى تجدد الحرب الاهلية" واضاف ان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ساحل العاج "مسموح لها باستخدام جميع الوسائل الضرورية" لحماية افرادها ومجموعة واتارا والمدنيين في الفندق. وسيعود وفد من ثلاثة رؤساء دول من غرب افريقيا الى ساحل العاج الاسبوع المقبل في اطار الجهود لاقناع جباجبو الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2000 بالتخلي عن السلطة او المخاطرة بمواجهة "القوة المشروعة". واثار النزاع بشأن نتائج الانتخابات اشتباكات مميته في الشوارع وهدد ببدء اشتباك مفتوح جديد. ولم يشر دينج المستشار الخاص المعني بمنع الابادة الجماعية او لوك الذي يتولى نفس المنصب بشأن "المسؤولية عن الحماية" مباشرة الى احتمال حدوث ابادة جماعية ولم يحددا اي جماعات عرقية ربما تكون واقعة تحت التهديد. لكن يوسف بامبا سفير ساحل العاج لدى الاممالمتحدة الذي عينه واتارا اعرب عن مخاوفه العميقة. وقال للصحفيين في نيويورك "نحن على شفا ابادة جماعية... ويجب عمل شيء." وقال بامبا ان اكثر من 170 شخصا قتلوا في احتجاجات في شوارع ساحل العاج واضاف انه يهدف الى الاجتماع مع اعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة عشر. وقال دبلوماسي غربي لرويترز ان استخدام كلمة ابادة جماعية ربما يكون من قبيل المبالغة في الوقت الراهن لكن قال ان احتمال اندلاع عنف عرقي "حقيقي جدا." واعترفت الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي بواتارا رئيسا شرعيا لساحل العاج من خلال اقرارها بالاجماع لقائمة الدبلوماسيين التي قدمها باعتبارهم الممثلين الرسميين لهذا البلد في المنظمة الدولية. لكن جباجبو لم يبد اي علامات على الاستسلام بعدما اسقطت نتائج الانتخابات من قبل اعلى محكمة في البلاد والتي يديرها حليف لجباجبو بسبب ادعاءات بالتزوير. ووصف السفير واتارا بانه الرئيس الشرعي. وقال "لقد انتخب في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وديمقراطية... نتوقع ان تتحلى الاممالمتحدة بالمصداقية وان تمنع الانتهاكات وتمنع سرقة الانتخابات من الشعب." وهددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) باستخدام القوة للاطاحة بجباجبو اذا لم يغادر بهدوء وقال المتمردون الذين مازالوا يسيطرون على الشمال بعد الحرب الاهلية انهم سينضمون لاي تدخل عسكري.