اعتبرت المفوضية الاوروبية الثلاثاء ان الفوضى في المطارات الاوروبية الناجمة عن تساقط الثلوج بكثافة "غير مقبولة" فيما توسع اضطراب حركة النقل ليشمل قطارات يوروستار حيث ينتظر الاف المسافرين في لندن قطارا للوصول الى دول اخرى في القارة. وعبر المفوض الاوروبي لشؤون النقل سيم كالاس عن "قلقه الشديد ازاء مستوى الاضطرابات التي سببها الثلج بالنسبة للسفر في اوروبا. هذا امر غير مقبول ويجب الا يحصل مجددا". وقال انه يعتزم دعوة ممثلي مطارات اوروبية لعقد اجتماع "في الايام المقبلة" لكي يطلب منهم "تفسيرات" مشيرا الى ان المفوضية يمكن ان تقدم اجراءات تشريعية "حول مطالب الخدمة بالحد الادنى في المطارات". وامضى الركاب ليلتهم في مطار هيثرو حيث تزامن تساقط الثلج بشكل استثنائي في مثل هذا الوقت من السنة مع تدفق المسافرين لقضاء عطلة عيد الميلاد وادى الى اضطراب كبير في حركة النقل الجوي. واقترح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساعدة الجيش لتسهيل العمل في مطار هيثرو. وفي مؤتمر صحافي عقده في لندن اوضح كاميرون ان "مناقشات مكثفة" تجري حاليا بين اداة المطار ووزير النقل فيليبس هاموند لضمان استئناف حركة النقل في اقرب وقت ممكن. وعمل اكبر مطار فرنسي في رواسي شمال باريس طوال ليل الاثنين الثلاثاء. ورغم تحسن الطقس فان الشركات تعمل على معالجة تاخر الرحلات الذي تراكم منذ السبت والذي طال ايضا خطوط السكك الحديد. من جانب اخر لم يتمكن حوالى ثلاثة الاف مسافر من الوصول الى مطار رواسي في اوقات رحلاتهم فيما الغي او ارجىء عدد من الرحلات الثلاثاء في مطار مرسيليا بروفانس في جنوبفرنسا بسبب اضراب موظفي شركة امنية في المطار. وفي لندن اصطف الاف الركاب وسط الصقيع في انتظار قطار يوروستار الذي تاخر، على مسافة اكثر من كلم حول محطة سان بانكراس. وامضى الاف الركاب الذين كانوا يعتزمون السفر الى باريس وبروكسل الاحد والاثنين، ليلتهم في لندن. ووعدت شركة يوروستار بتسيير رحلات الثلاثاء. والوضع لم يكن افضل حالا في مطار هيثرو، احد اكبر المطارات الاوروبية، حيث تم تامين ثلث الرحلات فقط. وافترش الاف الركاب الارض وبعضهم منذ السبت. وعزت الصحافة البريطانية اسباب هذه الفوضى الى تنظيم سيء وحملت المسؤولية للحكومة متسائلة "لا نزال بدون اي كلمة من رئيس وزرائنا كاميرون الذي لا يظهر". وكتبت صحيفة "ذي اندبندنت" "الاحراج الوطني تحول الى الاذلال". وفي فرنسا، استؤنفت حركة الملاحة تدريجيا مع تاخير بلغ حوالى 50 دقيقة في رواسي واورلي. وامضى حوالى ثلاثة الاف مسافر ليل الاثنين الثلاثاء في رواسي فيما قامت شركة اير فرانس بتامين وصول اربعة الاف راكب الى فنادق. ووضع مئة عسكري من الامن المدني ارسلوا لمساعدة الركاب، حوالى 300 سرير ميداني اضافي ووزعوا 2500 بطانية. وفي المانيا اعلن ناطق باسم مطار فرانكفورت، الذي يعتبر ايضا بين اكبر مطارات اوروبا، ان الرحلات الجوية استؤنفت صباح الثلاثاء لكن تعين الغاء 300 رحلة من اصل 1300. وفي مطار ميونيخ (جنوب) اعلن ناطق الغاء خمسين رحلة من اصل 1100، موضحا ان حالات الالغاء "ناجمة خصوصا عن سوء الاحوال الجوية في مطارات اخرى". وفي بروكسل سجل نقص في سائل اذابة الجليد فيما كانت شاحنات التسليم عالقة بسبب الثلوج ما يهدد حركة الملاحة الجوية الى جانب عوامل سوء الاحوال الجوية. وتم الغاء رحلات الى المانيا وعبر الاطلسي. وتسببت موجة الصقيع بوفاة شخص في بلجيكا ومأساة في المانيا حيث قام رجل بقتل جاره بضربات رفش بعد خلاف حول ازالة الثلوج من طريق مشترك بين منزليهما.