ينصب الثلاثاء الفا كوندي الذي وعد غينيا "بتغييرات جذرية في ممارسات الحكومة بعد خمسين سنة من الدكتاتورية"، رسميا في مهامه كرئيس للبلاد بعد ستة اسابيع على انتخابه في اول انتخابات ديموقراطية في تاريخ البلاد. واعلن التلفزيون الوطني ان "15 رئيس دولة سيحضرون" للمشاركة في المراسم المقررة ظهر الثلاثاء في كوناكري. ومن بين المشاركين قادة خمس من الدول المجاورة وهم رؤساء غينيا بيساو ملام باكاي سنها والسنغال عبد الله واد ومالي احمدو توماني توري وسيراليون ارنست كوروما ورئيسة ليبيريا ايلين جونسن سيرليف. كما يتوقع ايضا حضور رؤساء الكونغو دني ساسو نغيسو وبوركينا فاسو بليز كومباوري والغابون علي بونغو وانغولا جوزيه ادواردو دوس سانتوس وجنوب افريقيا جاكوب زوما. وسيمثل فرنسا، القوة الاستعمارية سابقا، وزير التعاون هنري رانكور الذي سيعلن "تعزيز التعاون الفرنسي في غينيا" بحسب باريس. وسيتولى الفا كوندي (72 سنة) الحكم لاول مرة بعد ان عارض كل الدكتاتوريات التي حكمت البلاد منذ استقلالها سنة 1958. وبعد ان حكم عليه بالاعدام في عهد الرئيس مدى الحياة احمد سيكو توري (1958-1984) سجن كوندي لاكثر من سنتين في عهد الجنرال لانسانا كونتي (1984-2008). ومن المصادفة ان الفا كوندي سيقسم اليمين في قصر الشعب امام القاضي محمدو سيلا الذي حكم عليه سنة 2000 بالسجن خمس سنوات بتهمة "المس بامن الدولة" والذي يراس حاليا المحكمة العليا. وفي ذلك القصر نفسه نصب لانسانا كونتي نفسه سنة 2004 بعد انتخابات مزورة حصل فيها على 95% من الاصوات متنافسا مع مرشح وحيد مجهول تقريبا. وحكم كونتي البلاد ما مجمله 24 سنة حتى وفاته في كانون الاول/ديسمبر 2008، اليت تلاها انقلاب تولى اثره الكابتن موسى داديس كامارا الحكم على رأس نظام عسكري لمدة سنة تقريبا تخللتها مجازر راح ضحيتها اكثر من 150 معارض حتى تعرضه لمحاولة اغتيال. وفي مطلع العام 2010 كلف الانقلابي السابق سيكوبا كوناتي بتنظيم اول انتخابات حرة في البلاد. وفي مرسوم نشر مساء الاثنين اكد الجنرال كوناتي ان الفترة الانتقالية قد انتهت وان تنصيب كوندي يشكل "العودة الى النظام الدستوري". وحصل الفا كوندي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر على 52,5% من الاصوات مقابل 47,5% لرئيس الوزراء السابق سيلو دالاين ديالو الذي قبل النتائج النهائية رغم انتقاده حصول بعض التزوير. ولن يحضر ديالو المتواجد حاليا في الخارج، تنصيب خصمه السابق وسبق ان اعلن انه لا يريد "العمل معه". ومن المفترض ان يشكل الفا كوندي سريعا "حكومة وحدة وطنية" ستضم، كما قال، "كافة شرائح الامة" في انتظار تحديد موعد الانتخابات التشريعية. ودعا كوندي الى عقد "مؤتمر مصالحة ليتمكن الغينيون من قول الحقيقة حول الجرائم المرتكبة منذ الاستقلال. كما اعرب عن عزمه على "اصلاح الجيش" الكثير العدد والذي يستهلك ثلث ميزانية الدولة. وسمحت هذه الانتخابات الديمقراطية الاولى باعادة غينيا الى عضوية الاتحاد الافريقي بعد تعليقها لمدة سنتين. ويامل البلد الفقير رغم تمتعه بثروات معدنية كبيرة تتنازع عليها شركات دولية، ان يستفيد اخيرا من مئات ملايين الدولارات من المساعدات الخارجية المجمدة منذ انقلاب 2008.