طالب لوران غباغبو، احد الرئيسين المعلنين في ساحل العاج، السبت برحيل قوات مهمة الاممالمتحدة في بلاده وكذلك القوة الفرنسية (ليكورن)، في حين امره المجتمع الدولي بالتخلي عن السلطة في اسرع وقت لخصمه الحسن وتارا. وياتي هذا الاعلان في حين تزداد خشية ابناء ساحل العاج والخارج من استئناف شبه الحرب الاهلية التي وقعت في 2002-2003 - والتي ادت الى ارسال قوات التدخل هذه. وبعد الانتخابات المثيرة للجدل في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، يتنازع غباغبو ووتارا الذي اعترف به المجتمع الدولي رئيسا وفرنسا خصوصا، السلطة. وقد ادى خلافهما الخميس الى اعمال عنف اوقعت احد عشر قتيلا والى مسارح حرب في ابيدجان وداخل البلاد. وقال بيان لحكومة غباغبو تلته عبر تلفزيون الدولة "آر تي آي" جاكلين لوهويس اوبل المتحدثة باسم الحكومة ان "رئيس جمهورية ساحل العاج طالب للتو بالرحيل الفوري لقوات الاممالمتحدة والقوات الفرنسية التي تدعمها عن اراضي ساحل العاج". واضافت ان "ذلك يعني ان حكومة ساحل العاج باتت تعارض التجديد لهذه البعثة التي ينتهي تفويضها (الاثنين) 20 كانون الاول/ديسمبر 2010". واستنادا الى البيان فان "حكومة ساحل العاج تعتبر ان بعثة الاممالمتحدة اخفقت بشدة في مهمتها بالقيام باعمال لا تتفق مع تفويضها" واتهمها بدعم القوات المتمردة السابقة المتحالفة مع الحسن وتارا منافس غباغبو. ويشارك في مهمة الاممالمتحدة نحو عشرة الاف جندي وفي قوة ليكورن الفرنسية حوالي 900 جندي. من جهته توعد شارل بلي غودي زعيم الشبيبة الموالية لغباغبو ببدء المواجهة الحقيقية مع الرئيس الاخر المعلن. وقال غودي زعيم "الشبيبة الوطنية" ووزير الشباب في حكومة غباغبو، ان "الاستراحة قد انتهت". وقال لوكالة فرانس برس "سندافع عن كرامة بلدنا وسيادته حتى آخر قطرة من عرقنا". واضاف غودي الذي كان محرك التظاهرات العنيفة ضد الفرنسيين في 2003 و2004 بعد اندلاع الازمة الناجمة عن الانقلاب الفاشل في 2002 "اطلب من جميع العاجيين الاستعداد لخوض هذه المعركة، وسنحرر بلادنا بالكامل". مضيفا انها "معركة ضد المجتمع الدولي من اجل سيادة ساحل العاج". ويخضع غودي لعقوبات الاممالمتحدة. ومن المقرر تنظيم تجمع "للشبيبة الوطنية" بعد ظهر السبت في حي يوبوغون الموالي لغباغبو في ابيدجان. وكدليل اخر على تصعيد التوتر، تعرض مقر بعثة الاممالمتحدة في ساحل العاج لاطلاق نار من "مسلحين يرتدون زيا عسكريا" ليل الجمعة السبت في ابيدجان، على ما اعلنت البعثة الدولية. وقالت البعثة في بيان "ان دورية تابعة لعملية الاممالمتحدة في ساحل العاج كانت في مهمة روتينية في ابيدجان تبعتها مجموعة من ستة رجال مسلحين يرتدون زيا عسكريا كانوا في سيارة مدنية". واضاف البيان "لدى وصول الدورية الى مقر البعثة اطلق ركاب السيارة المدنية النار باتجاه الدورية حين كان عناصرها يدخلون مقرها". وتابع "واصل المهاجمون اطلاق النار على طول سور المقر ما اضطر الحارس الى الرد"، دون مزيد من التوضيح. وقد شددت الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اضافة الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي هددت بفرض عقوبات، اللهجة في الساعات الاخيرة لدفع غباغبو الى الرحيل. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان على غباغبو التنحي "قبل نهاية الاسبوع"، وإلا فانه سيدرج مع زوجته في لائحة الاشخاص الذين تشملهم عقوبات الاممالمتحدة. ويقيم في ساحل العاج 15 الف فرنسي. والسبت، تظاهر مئات الاشخاص من انصار الرئيس لوران غباغبو في لندن احتجاجا على "تدخل" فرنساوالاممالمتحدة في شؤون ساحل العاج، بعد اعلانهما عدم الاعتراف بشرعية الرئيس المنتهية ولايته. ورفع المتظاهرون الذين بلغ عددهم 600 بحسب المنظمين لافتات كتب عليها "فرنسا، ابعدي يديك" و"ساحل العاج بلد سيد" و"عار على فرنسا" و"عار على ساركوزي". وسار المتظاهرون هاتفين "ساركوزي ارهابي" و"يعيش غباغبو!" تحت الثلج الكثيف من سفارة ساحل العاج الى مقر رئاسة الوزراء البريطانية لتسليم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون رسالة تدعوه الى اتخاذ موقف مؤيد لغباغبو. من جهته، اكتفى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ الذي زار الجمعة ابيدجان، بتسليم لوران غباغبو رسالة تطلب منه التنحي عن السلطة، كما اعلن السبت مصدر قريب من الاتحاد الافريقي. واوضح هذا المصدر ان بينغ الذي غادر ابيدجان مساء الجمعة "سلم" غباغبو رسالة من غودلاك جوناتان الرئيس النيجيري والرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. وفي معسكر وتارا، من غير الوارد تخفيف الضغوط على رغم فشل محاولة القيام بمسيرة الى التلفزيون الرسمي ومقر الحكومة اللذين يسيطر عليهما الفريق الخصم. وقامت القوات الموالية لغباغبو بقمع المسيرة بالقوة الخميس، وبلغت الحصيلة ما بين 11 و30 قتيلا من المتظاهرين، كما ذكرت مصادر مختلفة. واذا كان انصار وتارا لازموا منازلهم الجمعة، فان التحالف الذي يؤيده دعاهم مع ذلك الى البقاء في "حالة استنفار". وكانت ابيدجان الجمعة مدينة شبه ميتة، لكنها بدات صباح السبت تستعيد بعض الحيوية وخاصة في الاحياء الشعبية مثل تريشفيل (جنوب). كما ازداد عدد السيارات في الشوارع وفتحت بعض المتاجر ابوابها، كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس.