اكدت كوريا الشمالية السبت ان "الوضع في شبه الجزيرة الكورية سينفجر" اذا ما اجرت سيول التدريبات المدفعية بالذخيرة الحية التي تعتزم القيام بها في جزيرة يونبيونغ التي يتنازع البلدان السيادة عليها، متهمة واشنطن بالوقوف وراء هذه المناورات. ونقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن بيان لوزارة الخارجية الكورية الشمالية قولها "اذا تجرأت كوريا الجنوبية على تنفيذ مناوراتها بالذخيرة الحية فان الوضع في شبه الجزيرة الكورية سينفجر وعندها لن يكون بالامكان تجنب المصير الكارثي". كما اتهمت كوريا الشمالية الولاياتالمتحدة بانها تزود جارتها الجنوبية ب"درع بشرية" في المناورات المدفعية التي تعتزم سيول تنفيذها. وقالت الخارجية الكورية الشمالية في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية ان المساعدة التقنية التي ستقدمها الولاياتالمتحدة للمناورات التي تعتزم كوريا الجنوبية تنفيذها في جزيرة يونبيونغ بمثابة "درع بشرية". ومن المقرر ان يقدم حوالى 20 جنديا اميركيا مساعدة فنية للبحرية الكورية الجنوبية خلال هذه التدريبات المدفعية بالذخيرة الحية التي تعتزم سيول تنفيذها بين 18 و21 الجاري في جزيرة يونبيونغ. وجاء في بيان الخارجية الكورية الشمالية ان "وزارة الخارجية الاميركية ارسلت رسالة تهديد الى الجمهورية الديموقراطية الشعبية الكورية، ذكرت فيها بالحاح بان مواطنين اميركيين وصحافيين اجانب موجودون في الجزيرة. ان الولاياتالمتحدة تقدم بذلك درعا بشرية". واضاف البيان "ان هذا الامر يظهر ان اميركا لن تتردد في اغراق بلد هادئ ومستقر في الفوضى". وستجري هذه التدريبات المدفعية في جزيرة يونبيونغ الواقعة قرب الخط الفاصل بين الكوريتين في البحر الاصفر. وتطالب كوريا الشمالية بهذه الجزيرة على غرار جزر اخرى تقع على الخط الفاصل بين البلدين الذي تم ترسيمه اثر الحرب (1950-1953). وكانت كوريا الشمالية قصفت هذه الجزيرة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص هم مدنيان وعسكريان، وقد هددت الجمعة بقصفها مجددا اذا ما نفذت سيول مناوراتها. وجددت الخارجية الكورية الشمالية تهديدها السبت، وقالت "لقد سبق لنا وان حذرنا من اننا سنعاقب بلا رحمة وبلا تردد المستفزين الذين سينتهكون سيادة اراضينا. ان جنودنا لا يمزحون". كما اتهمت بيونغ يانغ واشنطن بتصعيد التوتر في المنطقة، مؤكدة على لسان وزارة الخارجية ان المناورات العسكرية الكورية الجنوبية تقررت بعد الزيارة التي قام بها الاسبوع الفائت الى سيول الاميرال الاميركي مايكل مولن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية المشتركة. وقالت الوزارة ان "الجمهورية الديموقراطية الشعبية الكورية ستجعل الولاياتالمتحدة تدفع ثمنا باهظا لكل الاوضاع الحساسة في شبه الجزيرة وتبعاتها". وعلى خط التهدئة واصل السفير الاميركي السابق حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون زيارته الى كوريا الشمالية والرامية الى نزع فتيل الانفجار. واوردت شبكة "سي ان ان" ان ريتشاردسون سلم سلسلة مقترحات الى كوريا الشمالية خلال اللقاء الذي جمعه السبت في بيونغ يانغ بكبير المفاوضين في الملف النووي الكوري الشمالي. وقالت الشبكة الاخبارية الاميركية ان ريتشاردسون، الذي كان سفيرا لبلاده في الاممالمتحدة والموجود في كوريا الشمالية منذ الخميس في محاولة لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية، التقى كبير المفاوضين النوويين الكوريين الشماليين كيم كيي-غوان على مدى 90 دقيقة، مؤكدة ان الحاكم الاميركي سلم محدثه سلسلة مقترحات، من دون ان تكشف عن ماهيتها. وكان ريتشاردسون دعا الجمعة المسؤولين الكوريين الشمالية الى "اقصى درجات ضبط النفس" في شأن التوتر القائم مع كوريا الجنوبية والسماح لسيول باجراء التدريبات المدفعية في جزيرة يونبيونغ. ومن المقرر ان يبقى الدبلوماسي الاميركي في كوريا الشمالية حتى الاثنين، وقد سبق له وان اكد الجمعة انه "نجح في احراز تقدم صغير"، وانه كان "صارما جدا جدا مع المسؤولين في وزارة الخارجية الكورية الشمالية". واشار ريتشاردسون الى انه سيلتقي الاحد مسؤولا عسكريا كبيرا، مشيرا الى ان هذا اللقاء سيساعده على اجراء تقييم افضل للوضع في هذا البلد الشيوعي. وقبل لقائه المفاوض النووي في بيونغ يانغ، اقترح ريتشاردسون اجراء لقاءات بين الشمال والجنوب، او العمل على استئناف المفاوضات السداسية حول الملف النووي الكوري الشمالي، وهي مفاوضات مجمدة حاليا.