طالب الاتحاد الاوروبي جيش ساحل العاج بالتخلي عن الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو والانضمام لمنافسه المطالب بالرئاسة الحسن واتارا يوم الجمعة بعد يوم من اشتباكات في الشوارع خلفت 20 قتيلا على الاقل. وتشهد الدولة الواقعة في غرب افريقيا اضطرابات منذ الانتخابات التي جرت في 28 نوفمبر تشرين الثاني والتي ادعى جباجبو الفوز بها بدعم من اعلى هيئة قانونية في البلاد رغم ان نتائج مفوضية الانتخابات اظهرت خسارته لصالح واتارا بفارق حوالي عشر نقاط. وقال زعماء الاتحاد الاوروبي في بيان بعد قمة في بروكسل "دعا المجلس الاوروبي جميع زعماء ساحل العاج .. المدنيين والعسكريين الذين لم يفعلوا ذلك حتى الان .. الى وضع أنفسهم تحت سلطة الرئيس المنتخب ديمقراطيا الحسن واتارا." ويعتبر الجيش منقسما غير أنه موال لجباجبو من الناحية الرسمية. لكن الحرس الرئاسي لجباجبو الذي لا يعرف عدده بالضبط يؤيده بشدة. وفي نفس الوقت فشلت دعوة من حلفاء واتارا لشن احتجاجات جديدة في جعل الناس يخرجون الى الشوارع في وقت مبكر يوم الجمعة بعد يوم من الاجراءات المشددة التي اتخذتها قوات موالية لجباجبو. ووصل جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الى ساحل العاج لعقد محادثات بشأن النزاع الانتخابي الذي اعاد فتح جراح الحرب الاهلية التي دارت رحاها في عامي 2002 و2003 ودفع الاممالمتحدة للتحذير من ازمة لاجئين في المنطقة اذا تصاعد العنف. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الجمعة ان جباجبو يجب ان يتنحى وان يسلم السلطة الى واتارا. واضاف للصحفيين في نيويورك ان محاولات جباجبو للتشبث بالسلطة والبقاء رئيسا للبلاد "لا يمكن السماح لها بالاستمرار". وحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جباجبو على ترك منصب " استولى عليه عنوة" بعدما اظهرت نتائج مفوضية الانتخابات ان واتارا هو الفائز فيما وجه رئيس وزراء كينيا رايلا اودينجا نداء مباشرا للدول الافريقية للاطاحة بجباجبو بالقوة اذا لزم الامر. وقال اودينجا في مؤتمر صحفي في نيروبي "ينبغي اجبار السيد جباجبو حتى اذا كان هذا يعني استخدام الوسائل العسكرية للتخلص منه لانه يعتمد الان على القوة العسكرية فقط وليست قوة الشعب لترويع الناس." واضاف "يجب على الاتحاد الافريقي ان يكشر عن انيابه." وخلفت محاولة فاشلة من جانب معسكر واتارا لاحتلال مبنى الاذاعة الحكومية يوم الخميس عشرة قتلى على الاقل من بين المحتجين الذين اشتبكوا مع قوات امن مسلحة بذخيرة حية في حين دخلت قوات مؤيدة لواتارا في معركة قصيرة بالاسلحة النارية مع جنود موالين لجباجبو وسط ابيدجان. وحث متحدث باسم واتارا في وقت متأخر يوم الخميس على خروج احتجاجات جديدة للضغط على جباجبو للتنحي. لكن بحلول منتصف يوم الجمعة كانت المدينة هادئة في الاغلب مع وجود القليل من الناس او السيارات في الشوارع. وتردد اطلاق نار متقطع في ضاحية كوكودي التي شهدت معظم اشتباكات يوم الخميس. واقام الجيش نقاط تفتيش على امتداد الطرق الرئيسية ومنع الوصول الى فندق جولف حيث اقام واتارا مقره الذي تحميه الاممالمتحدة. وطالبت الاممالمتحدة وواشنطن ودول افريقية واخرون جباجبو بالتنحي بعد انتخابات 28 نوفمبر تشرين الثاني التي يقولون ان واتارا فاز بها لكن جباجبو يصر على ان المتمردين الذين ما زالوا يسيطرون على الشمال بعد الحرب الاهلية زوروا الانتخابات. وفي جنيف قالت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها تقوم بعمل خطط طوارىء لاحتمال تدفق مئات الالاف من اللاجئين خارج ساحل العاج اذا ما تصاعد القتال. وقالت ان حوالي اربعة الاف شخص فروا بالفعل الى ليبيريا. ويشير نجاح قوات جباجبو في صد مسيرة يوم الخميس نحو التلفزيون والاذاعة الحكومية الى انه يحتفظ بقبضة قوية على الحرس الرئاسي الذي قال شهود انه لعب دورا رئيسيا في فرض الاجراءات الصارمة. وقالت متحدثة باسم حكومة جباجبو ان 20 شخصا على الاقل قتلوا في احتجاجات الشوارع المناهضة لجباجبو يوم الخميس في ابيدجان بينهم عشرة من المتظاهرين وعشرة من قوات الامن. وتقول حكومة واتارا المنافسة ان قوات الامن قتلت 14 محتجا حين فتحت النار عليهم.