قالت السلطات السويدية الجمعة ان الانتحاري الذي فجر نفسه في وسط ستوكهولم السبت الماضي كان يعتزم تفجير عبوته الناسفة في شارع مكتظ، بينما تبحث السلطات عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك عن شركاء محتملين للانتحاري. وقال رئيس المفتشين في الاستخبارات السويدية يان غارتون لوكالة فرانس برس ان "نظريتنا الراهنة بشأن التحركات الاخيرة لمنفذ الاعتداء هي انه واجه صعوبات في تفجير عبوته ولهذا السبب كان يروح ويجيء" قرب جادة دروتنينغاتان الشارع التجاري المكتظ المجاور لمكان حصول الانفجار. واضاف ان هذه النظرية تفسر لماذا فجر الانتحاري نفسه في شارع غير مزدحم وليس في الشارع الآخر الذي كان في حينه مكتظا بالمشاة عشية الاعياد. وغروب شمس السبت فجر الانتحاري تيمور عبد الوهاب عبوة ناسفة كانت بحوزته في وسط ستوكهولم، بحسب ما افادت المدعية العامة التي اكدت ان الانتحاري كان يريد قتل "اكبر عدد ممكن من الناس". واصيب اثنان من المارة بجروح طفيفة في انفجار اول وقع في سيارة الانتحاري قبيل دقائق من الانفجار الذي اودى بحياته ووقع على بعد حوالى 300 متر من السيارة. وتلقت الاستخبارات السويدية ووكالة الانباء "تي تي" قبيل دقائق من التفجير رسالة الكترونية تتضمن تسجيلا صوتيا اعلن فيه الانتحاري المفترض نيته القيام "باعمال" ضد السويد بسبب وجودها العسكري في افغانستان ودعمها للرسام لارس فيلكس صاحب رسم كاريكاتوري مسيء للنبي محمد. وافادت وسائل اعلام سويدية الخميس ان التسجيل الصوتي للانتحاري يتضمن اصوات شركاء محتملين في العملية، تتحدث عن صلات محتملة بينه وبين الامام المتشدد ابو حمزة المصري في بريطانيا. وقال مهندس الصوت يوهان اوغرين في تصريحات نقلتها قناة تي في 4 التلفزيونية "ثمة شخصان على الاقل" يمكن سماعهما في التسجيل الصوتي. واضاف "من غير الممكن التحدث والتنفس في ان معا. يمكن بوضوح سماع شخص اخر في الغرفة". وتعليقا على هذه المعلومة قال اندرس يورنبرغ، المفوض في الاستخبارات السويدية، خلال مؤتمر صحافي "هذا خيط مهم ونحن نحقق فيه". بدوره قال غارتون ان "معرفة ما اذا كان (الانتحاري) قام بفعلته لوحده او مع متآمرين امر له اولوية قصوى بالنسبة للتحقيق، ولكن هذا كل ما بوسعي ان اقوله حتى الان". واكدت ماريا سفينسون الناطقة باسم الاستخبارات السويدية لفرانس برس ان الاستخبارات تبحث عن طريق موقع فيسبوك عن شركاء محتملين للانتحاري. واضافت انه "من المبكر جدا القول" ما اذا كان هذا البحث سيؤدي الى نتائج بشأن شركاء لتيمور عبد الوهاب، الشاب السويدي العراقي الاصل البالغ من العمر 28 عاما الي قالت السلطات انها تأكدت "بنسبة 98 بالمئة" انه الانتحاري. من جهة ثانية قالت المدعية العامة المكلفة التحقيق في القضية انييثا هايلدينغ كفارنستروم ان المحققين السويديين الذين تلقوا في عملهم مساعدة من سبعة خبراء متفجرات اميركيين هم ايضا "متأكدون من نوع المتفجرات التي استخدمت" في تنفيذ العملية الانتحارية، رافضا الكشف عنها. وامام الضغوط التي تمارسها وسائل الاعلام على المحققين للادلاء بمعلومات عن الهجوم، دعا غارتون الى منح المحققين بعض الوقت لكشف ملابسات الاعتداء. وقال "اريد ان يدرك الناس ان التحقيق في جريمة من هذا النوع يتطلب وقتا". من جهته، قال اندرز ثورنبرغ مفوض قسم التحقيق في الاستخبارات انه "من المبكر جدا قول اي شىء وان كنت على علم به. لا استطيع الرد لاسباب تقنية مرتبطة بالتحقيق". وذكرت الصحيفة السويدية داغنز نيهيتير نقلا عن الموقع الاسرائيلي انترنت هاغانا ان تيمور عبد الوهاب مرتبط بشكل غير مباشر على فيسبوك بسمير خان وهو اميركي يعتقد انه مسؤول عن موقع مؤيد للجهاد هدد الرسام لارس فيلكس بالقتل في الماضي. واضاف الموقع نفسه ان الانتحاري المفترض وهو سويدي اصوله من الشرق الاوسط ويقيم قرب لندن، كان لديه على فيسبوك "صديق" بريطاني هو نفسه لديه "ستة من اصدقاء" سمير خان. وافادت صحيفة سفينسكا داغبلاديت نقلا عن مصادر قريبة من الملف ان الشرطة البريطانية تحقق في صلة محتملة بين تيمور عبد الوهاب والامام المتشدد ابو حمزة المصري المسجون حاليا في بريطانيا. وحكم على الامام السابق لمسجد فينسبوري بارك في ضاحية لندن عام 2007 بالسجن سبعة اعوام لادانته بالتحريض على قتل غير المسلمين.