اشاد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الخميس بالانتعاش الاقتصادي في روسيا ووعد بان "يقمع بشدة اي شكل من اشكال التطرف"، وذلك خلال جلسة الاسئلة والاجوبة التلفزيونية السنوية مع المواطنين. وبوتين، الذي بدا كعادته شديد التركيز خلال هذه اللقاءات التلفزيونية التي يجريها سنويا منذ عقد وتستمر ساعات عدة، استهل حديثه بعرض مطول للوضع الاقتصادي. وقال "اننا نعيد اجمالي الناتج المحلي الى مستويات ما قبل الازمة" وهو ما سيتحقق "في النصف الاول من عام 2012"، معتبرا ان روسيا ستسجل نموا اقتصاديا نسبته 3,8% هذا العام. ورأى ان "الانتعاش الاقتصادي محسوم لكن الاهم هو المحافظة عليه"، بعد ان سجلت روسيا التي تعتمد بشكل كبير على اسعار المواد الاولية تراجعا في اجمالي ناتجها المحلي بواقع 7,9% عام 2009. واشار خصوصا الى ارتفاع الرواتب وتراجع الفقر، وهو مجال لا ترقى فيه بلاده الى مستوى اوروبا الغربية الا انه "ليس اسوا" مما تشهده بلدان مثل لاتفيا ورومانيا. وهذا العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسية (كاي جي بي)، الذي يجري سنويا هذا اللقاء المتلفز الذي يستمر ساعات عدة ويجيب خلاله على اسئلة جمهور يتم اختياره مسبقا، قدم اجابات واضحة ومختارة بعناية لكنها غير حاسمة ايضا على عشرات الاسئلة عن مناطق مختلفة من البلاد. وتطرق في هذا السياق الى اعمال العنف المعادية للاجانب التي شهدتها روسيا في الايام الماضية بين قوميين روس وبين قوقازيين. وقال بوتين "يجب قمع اي مظاهرة تطرف بشدة ايا كان مصدرها". وانتقد بوتين المعارضة الليبرالية والمدافعين عن حقوق الانسان الذي يلقوم باللوم على قوات الامن وقال "ليس على افراد نخبتنا الليبرالية المثقفة سوى ارتداء نظاراتهم واعتمار خوذة والذهاب لمواجهة المتطرفين بانفسهم". وكان نحو 40 شخصا جرحوا السبت خلال مظاهرة لمشجعي كرة قدم قوميين كانوا يطالبون بالعدالة لواحد منهم قتل خلال اشتباكات مع قوقازيين. واوقفت الشرطة الاربعاء مئات الاشخاص في موسكو وفي سان بطرسبورغ (شمال غرب) وكراسنودار (جنوب) التي كانت في حالة استنفار كبير لتفادي اي مواجهات بين الشبان القوميين والقوقازيين. وفي مقابلة نشرت الخميس، وجه احد المقربين من بوتين وهو الرئيس المساعد لادارة الكرملين فلاديسلاف سوركوف اتهاما لليبراليين الروس بانها "اطلقوا موضة المظاهرات" في روسيا. وتطرق بوتين من جديد الى قضية رجل الاعمال ميخائيل خودوركوفسكي. وقال "يجب وضع كل لص في السجن". واعتبر ان "جرائم خودوركوفسكي تم اثباتها"، وذلك بعد تأجيل النطق بالحكم في المحاكمة الثانية لهذا المدير السابق للمجموعة النفطية يوكوس المسجون منذ العام 2003 والذي يواجه عقوبة السجن 14 عاما بتهمة تهريب كميات من النفطي. واكد بوتين، الذي اشارت الصحافة الليبرالية الروسية الى نزاع شخصي بينه وبين خودوركوفسكي، ان هذا الاخير متورط برايه في جرائم قتل. واضاف بوتين ان القرار الاتهامي الصادر في اعقاب المحاكمة الثانية التي انتهت في تشرين الثاني/نوفمبر "يتحدث عن مئات مليارات الروبل المحولة". واشار الى ان الاميركي برنارد مادوف حكم عليه بالسجن 150 عاما "لجرائم مشابهة"، مضيفا ان "قضاءنا اكثر ليبرالية بكثير". وخلص الى انه "علينا الانطلاق من مبدأ ان جرائم خودوركوفسكي تم اثباتها قضائيا". ودين اليكسي بيتشوغين رئيس الجهاز الامني في يوكوس عام 2005 بالاشتراك في جرائم قتل ينفي دائما ارتكابها، الا انه لم يتم اثبات اي اتهام من هذا النوع على خودوركوفسكي في الدعوى القضائية المرفوعة ضده والتي يرى فيها كثيرون في روسيا والغرب قضية سياسية. وانتقد يوري شميت احد محامي خودوركوفسكي "التدخل المباشر" لفلاديمير بوتين في المحاكمة. وقال لفرانس برس "اذا ما تمت ادانة خودوركوفسكي في الدعوى التي سنرفعها امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، سنسجل ان رئيس الوزراء قال انه تم اثبات ادانته في الوقت الذي كانت المحكمة ما زالت تكتب حكمها". وقال محام اخر لخودوركوفسكي وهو فاديم كليوفغانت ساخرا "شكرا جزيلا يا بوتين لانك اوضحت من يمارس الضغط على المحكمة ولماذا". وردا على اسئلة للصحافيين بعد اللقاء، رفض بوتين هذه الاتهامات. وقال "ليس هناك من ضغط، تم طرح السؤال وكنت مرغما على الاجابة". من جهتها اعتربت انا سيفورتيان من منظمة هيومن رايتس ووتش ان "هذا الموقف سيعقد صدور حكم عادل". يشار الى ان بوتين، الذي تولى بين عامي 2000 و2008 الولايتين الرئاسيتين المتتاليتين اللتين يسمح بهما الدستور، المح الى امكانية عودته الى الكرملين من بوابة الانتخابات الرئاسية عام 2012 بعد انقضاء ولاية ديمتري مدفيديف.