اثارت دعوة معسكر الحسن وتارا الى مسيرة الخميس والجمعة للسيطرة على التلفزيون العام ومقر الحكومة في ابيدجان اللذين يسيطر عليهما حاليا خصمه لوران غباغبو، مخاوف من اندلاع مواجهات في عاصمة ساحل العاج. ولاحظ مراسل فرانس برس في حي ابوبو الذي صوتت الاغلبية الساحقة من سكانه للحسن وتارا انتشارا واضحا لقوات الامن (شرطة ودرك وعسكر) امام مقر البلدية واهم مفترقات الطرق. ووقف رجل في السوق يقرا الصحف عبر مكبر صوت امام نحو ستين شخصا بلغة المالنكي المستعملة في شمال ساحل العاج معقل الحسن وتارا الذي اعلنته اللجنة الانتخابية المستقلة فائزا بالانتخابات الرئاسية واعترفت به الاسرة الدولية برمتها تقريبا. وتوقع احد سكان الحي باكاري كوني (50 سنة) ان تكون "التعبئة" الخميس والجمعة "شاملة"، وقال "قررنا ان ننام في مقر الاذاعة والتلفزيون العام هذه الليلة واننا ننتظر تعليمات" غيوم سورو مضيفا "اما ان نتخاذل ويبقى غباغبو هناك الى الابد واما ان نهب لتنحيته". ولم يلاحظ مراسل فرانس برس اي تعزيزات امنية الاربعاء امام مقر الاذاعة والتلفزيون لكن الطريق التي تمر امامه ويحرسها رجال الدرك ظلت كالعادة مغلقة امام حركة السير. وتخضع هيئة الاذاعة والتلفزيون التي تعتبر وسيلة اعلام اساسية في ابيدجان، كليا لمعسكر غباغبو الذي اعلنه المجلس الدستوري فائزا بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. ولم يسمح لاي صوت من معسكر الحسن وتارة بان يعبر عن رايه فيها منذ بداية كانون الاول/ديسمبر. ويريد غيوم سورو رئيس وزراء الحسن وتارا التوجه الى هناك مع وزرائه وانصاره لتنصيب المدير العام الجديد للهيئة مع نية السيطرة الجمعة على المقرات الرسمية للحكومة التي يسيطر عليها رئيس وزراء غباغبو اكي نغوبو. وتعتبر المحاولتان محفوفتين بالمخاطر لانها قد تؤدي الى مواجهات عنيفة بين انصار المعسكرين. وتناقلت الصحف الموالية للحسن وتارا دعوة الاحزاب والحركات التي تسانده الى حشد اعداد كبيرة من الانصار لمرافقة غيوم سورو. وكتبت احداها "لو باتريوت" ان "الخميس هو يوم تحرير الاذاعة والتلفزيون العاجيين". وقرر شارل بلي غوديه، احد قياديي التظاهرات المعادية لفرنسا في 2003 و2004 في ابيدجان مع "الشباب الوطني" -وهو من اكثر انصار لوران غباغبو حماسة- التواصل مع شبان حي تريفيل في ابيدجان عشية المسيرة الى مقر الاذاعة. وتجمع نحو الفي شاب في دار الثقافة في الحي لسماعه يشرح السياسة التي ينوي انتهاجها كوزير للشباب والتوظيف في حكومة غباغبو. وقد صرح مساء الثلاثاء للاذاعة انه "لا يعتمد سياسة عدائية". واعلن وزير الدفاع الفرنسي آلان جوبيه الاربعاء انه اذا حصلت مواجهات الخميس والجمعة بين انصار المعسكرين فان فرنسا "لا تنوي التدخل عسكريا" مؤكدا ان "على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته". من جانبه دعا المغني العاجي المشهور الفا بلوندي من باريس العاجيين الى "احترام نتيجة صناديق الاقتراع" و"الرئيس الحسن وتارا الى ان يكون متواضعا مع انه الفائز" رغم انه كان يدعم غباغبو. وكان نجم موسيقى الريغي العاجي تيكن جاه فاكولي دعا الاحد لوران غباغبو الى "الاعتراف بهزيمته والتنحي عن الحكم".