اعلن مني مناوي زعيم حركة تحرير السودان، منظمة التمرد الوحيدة في دارفور التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية، ان قواته "مستعدة للدفاع عن نفسها من اي هجوم"، بعد ان اعلنت الخرطوم ان هذه الحركة باتت من جديد "هدفا" للقوات السودانية الحكومية. وقال مناوي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في جوبا عاصمة جنوب السودان ان "علاقتنا مع الحكومة في الخرطوم ينظمها اتفاق السلام الموقع بشأن دارفور. الا ان الحكومة الغت الان هذا الاتفاق وتقول ان قواتنا باتت هدفا ... سندافع عن انفسنا من اي هجوم". وتابع "عندما وقعنا اتفاق السلام كنا نعتقد ان هذا الاتفاق سيغير وجه دارفور من جميع النواحي سواء سياسية او اقتصادية او اجتماعية او امنية. الا ان الحكومة لم تنفذ الاتفاق". وكان مني مناوي الوحيد بين زعماء حركات التمرد في دارفور الذي وافق في ايار/مايو 2006 على توقيع اتفاق السلام بشأن دارفور بعد مفاوضات صعبة في ابوجا في نيجيريا مع السلطات السودانية. ورفض يومها كل من عبد الواحد نور حليف مناوي لدى اطلاق جيش تحرير السودان قبل انشقاقه العام 2005، وخليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، التوقيع على اتفاق السلام هذا. وادت موافقة مناوي على التوقيع على اتفاق السلام الى تعيينه في منصب كبير مساعدي الرئيس السوداني عمر البشير، وهو ما يوازي ولو على الورق المسؤول الرقم اربعة في هرمية النظام في الخرطوم. ويبدو ان السلطات السودانية التي تشتبه بقيام الجنوبيين بتقديم مساعدة للتمرد في دارفور، ضاقت ذرعا بوجود مناوي في جوبا منذ اسابيع عدة، فقامت باقفال مكتبه في الخرطوم، وهاجمت القوات السودانية قبل يومين مراكز تابعة لقواته في دارفور. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعيد ان "مجموعة مناوي باتت اليوم هدفا للقوات المسلحة السودانية. ولم يعد يربطنا بها اي اتفاق". واشارت قوات السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور الى قيام القوات الحكومية بشن هجمات الجمعة والسبت على مواقع لرجال مناوي في خور ابيشي وهي قرية في جنوب دارفور. وقال المتحدث باسم القوة الاممية الافريقية كمال سايكي لفرانس برس "سقط قتيل واربعة جرحى مدنيين في المعارك التي وقعت الجمعة"، موضحا ان منازل احرقت وهرب عدد من المدنيين الى قاعدة للقوة الدولية. واعلنت هذه القوة مساء الاحد ان المواجهات التي حصلت السبت اوقعت قتيلا وثمانية جرحى. ومع الاعلان عن تحوله هدفا للقوات الحكومية، لم يعد مناوي يوفر الخرطوم بهجماته. وقال "لقد تغير الوضع وجنوب السودان يستعد للانفصال والانطباع العام لدى الجميع ان الحكومة فشلت تماما في توحيد السودان". ويشارك سكان الجنوب السوداني في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل في استفتاء حول استقلال هذه المنطقة عن السلطة المركزية في الخرطوم مع ترجيح انتصار اصحاب النزعة الانفصالية. وقال مناوي ان "سياسة الحكومة دفعت نحو عشرة ملايين شخص الى مغادرة السودان. وبعد استقلال جنوب السودان فان شمال السودان سيصبح دولة ضعيفة. وبما ان دارفور يشكل جزءا من شمال السودان فلا بد عندها من اعادة تنظيم جذرية لهذه الدولة الضعيفة". وعرض الزعيم التاريخي لجيش تحرير السودان عبد الواحد نور، ورفيق السلاح لمناوي، عقد مؤتمر موسع لحركته في باريس لمناقشة مستقبل السودان ودارفور. وردا على سؤال حول ما اذا كانت حركة تحرير السودان تريد التوحيد، قال مناوي "نعم سنتكلم في الموضوع ونأمل ذلك"، مضيفا "اذا وجهوا الينا الدعوة الى باريس فسنلبي".