شنت الصين الخميس حملة اخيرة قبل تنظيم حفل تسليم جائزة نوبل للسلام رمزيا للمنشق الصيني ليو تشياوبو الجمعة في اوسلو معتبرة تقديم نواب اميركيين دعمهم له بانه خطوة "متغطرسة وغير عقلانية". واستهدفت جولة الانتقادات الجديدة ايضا لجنة نوبل التي تتخذ من اوسلو مقرا لها وتاتي عشية حفل تكريم المنشق الصيني الذي حكم عليه في كانون الاول/ديسمبر 2009 بالسجن 11 عاما بتهم التخريب بسبب مطالبته بالديموقراطية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو للصحافيين "على اعضاء لجنة نوبل ان يقروا بانهم يشكلون اقلية. الشعب الصيني والغالبية الساحقة من الناس في العالم يعارضون ما يقومون به". واضافت "اي محاولة لممارسة ضغط على الصين لا يمكن ان تنجح". وكانت جيانغ وصفت في وقت سابق هذا الاسبوع اعضاء لجنة نوبل بانهم "مهرجون". وقد حكم على ليو (54 عاما) في كانون الاول/ديسمبر 2009 بالسجن 11 عاما بتهم التخريب بعدما شارك في توقيع ميثاق 08 وهي عريضة جريئة تدعو الى اصلاح ديموقراطي في الصين. وفي واشنطن اشاد مجلس النواب الاميركي الاربعاء بحائز جائزة نوبل للسلام للعام 2010 المسجون في الصين، ودعا السلطات الصينية الى الافراج عنه فورا في قرار غير ملزم تبناه بغالبية 402 صوت مقابل صوت واحد. واشاد النواب في هذا القرار بمعركة تشياوبو من اجل "الاصلاحات الديموقراطية في الصين وكذلك بالشجاعة التي يتحلى بها خلال اعتقاله". وردت جيانغ بالقول ان "الصين تعبر عن معارضتها الشديدة". واضافت "نحث النواب الاميركيين المعنيين على تغيير موقفهم المتغطرس وغير العقلاني واظهار الاحترام المستحق للشعب الصيني وسيادة النظام القضائي في الصين". ومن غير المتوقع ان يحضر اي ممثل عن المنشق الصيني لتسلم الجائزة التي منحت الى تشياوبو في تشرين الاول/اكتوبر تتويجا "لمعركة طويلة وغير عنيفة من اجل حقوق الانسان الاساسية في الصين". وقد فرضت على زوجته ليو تشيا الاقامة الجبرية منذ ذلك الحين ويتعرض افراد اخرون من العائلة لضغوط من اجل عدم التحدث علنا فيما تلقى الكثير من المنشقين من زملاء ليو تحذيرات بعدم الحضور او حتى منعوا من مغادرة الصين كما قال ناشطون. وقال دبلوماسيون ايضا ان الصين التي احرجت كثيرا بسبب الجائزة مارست ضغوطات على حكومات اخرى لكي لا ترسل ممثلين الى الحفل. وقررت 19 دولة بينها روسيا وكوبا وفنزويلا والفيليبين والصين نفسها مقاطعة الحفل. وقالت جيانغ الخميس "نامل في ان تتمكن تلك الدول التي تسلمت الدعوات من التمييز بين الخطأ والصواب، انها ليست قضية حقوق انسان وانما مسالة تدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى". واستخدمت الصين المؤتمرات الصحافية الرسمية ووسائل الاعلام الرسمية لشن الحملة على لجنة نوبل ورئيسها ثوربيورن ياغلاند معتبرة ان تكريم ليو يشبه "تشجيع الجريمة". واشارت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية في تعليق لها الخميس الى "مؤامرة" غربية ضد بكين. وكتبت ان "الغرب اظهر قدرا كبيرا من الابتكار في اطار تآمره ضد الصين". وقالت ان "الغرب لم يتوقف عن مضايقة الصين بكل انواع الخدع مثل جائزة نوبل للسلام" متساءلة "هل هناك +مؤامرة+ في الدول الغربية ضد الصين". من جانب اخر تعذر دخول مواقع عدة وسائل اعلام اجنبية على الانترنت كما يبدو في الصين. وباءت محاولات من مراسلي وكالة فرانس برس لدخول مواقع "بي بي سي" و"سي ان ان" او التلفزيون النروجي بالفشل ما يذكر بما حصل قبل شهرين عند منح الجائزة للمعارض الصيني.