منح المنشق الصيني المعتقل ليو تشياوبو الجمعة جائزة نوبل للسلام، وهو الخيار الذي ادانته بكين التي استدعت السفير النروجي لديها لكنه اطلق دعوات من جميع انحاء العالم تطالب باطلاق سراحه. وعقب اعلان لجنة نوبل النروجيه منح الجائزة للمنشق الصيني سارعت بكين بالتنديد بهذا الاختيار الذي اعتبرت انه مخالف لمبادئ جائزة نوبل واستدعت السفير النروجي لديها للتعبير عن "غضبها" بحسب ما اعلن في اوسلو. وقالت بكين ان "ليو تشياوبو مجرم ادانه الجهاز القضائي الصيني لانتهاكه القوانين الصينية". وخضع نبأ حصول تشياوبو على نوبل للسلام التي تمنح لاول مرة لصيني يقيم في الصين للرقابة على مواقع الانترنت الرئيسية في البلاد. ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة بمنح تشياوبو الجائزة ودعا بكين الى اطلاق سراحه، وذلك بعد عام من حصوله هو نفسه على هذه الجائزة العريقة. وقال اوباما في بيان ان المثقف الصيني الذي حكم عليه في اواخر 2009 بالسجن 11 عاما لانه طالب بالديموقراطية في بلاده "ضحى بحريته من اجل قناعاته". واضاف ان "لجنة نوبل بمنحها الجائزة لليو اختارت ناطقا مفوها وشجاعا باسم قضية الدفاع عن القيم العالمية بالوسائل السلمية وليس بالعنف، وخاصة الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الانسان ودولة القانون". من جانبها دعت فرنسا والمانيا وايضا ليو شيا، زوجة لياو تشياوبو، الى الافراج عن هذا المنشق الذي يقضي حكما بالسجن 11 سنة بتهمة محاولة "قلب نظام الدولة". كما دعا الزعيم الروحي للتيبيتيين الدالاي لاما، الذي سبق ان اثار حصوله هو ايضا على نوبل للسلام عام 1989 غضب بكين، الى اطلاق سراح تشياوبو في الحال. فيما هنات تايوان والامم المتحدة الفائز. من جهة اخرى هنا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الحائز على نوبل وراى في ذلك "رسالة قوية لكل الذين يناضلون، عبر العالم، من اجل الحرية وحقوق الانسان" لكنه لم يدع الى الافراج عن لياو تشياوبو. كما اعربت منظمة العفو الدولية في بيان عن الامل في ان يؤدي منح ليو جائزة نوبل الى "تشديد الضغوط الدولية من اجل الافراج عنه وعن العديد من المعتقلين السياسيين" في الصين. واعتبرت ان ذلك "يسلط الاضواء على انتهاكات حقوق الانسان في الصين". واعرب شانغ باوجون محامي لياو تشياوبو عن امله في الافراج سريعا عن موكله معتبرا منح موكله جائزة نوبل "خبرا سارا جدا". وقال "آمل ان يفرج عنه سريعا بفضل هذا القرار حتى وان كان من السابق اوانه التحدث عن ذلك" مضيفا "آمل ان تزداد الصين انفتاحا وان ترفض القيود على حرية التعبير". وبعد ان اشار الى ان الصين تحولت الى "ثاني اقتصاد عالمي" قال رئيس لجنة نوبل ثوربيورن ياغلاند ان "العظمة تفرض مسؤوليات". وكان النظام الصيني قد حذر مسبقا لجنة نوبل من "خطوة غير ودية" من شانها ان تسيء الى العلاقات بين الصين والنروج. وحكم على ليو تشياوبو (54 سنة) استاذ الادب والشخصية البارزة في حركة تيان انمين الديمقرايطة سنة 1989، بالسجن 11 عاما يوم عيد الميلاد سنة 2009، بتهمة "المساس بسلطة الدولة". واخذ عليه انه احد الموقعين ال300 على "ميثاق 08" الذي يطالب بصين ديمقراطية. وهذا الميثاق مستوحى من "ميثاق 77" الذي دعا الى ارساء الديمقراطية في تشيكسلوفاكيا الشيوعية ووقعه سنة 1977 عدد من المثقفين من بينهم فاتسلاف هافل. وقد دعا هذا المنشق السابق الذي اصبح رئيسا لجمهورية تشيكيا، الى منح ليو تشياوبو جائزة نوبل. وقال ياغلاند ان "حركة المطالبة بفرض حقوق الانسان في الصين يقودها العديد من الصينيين سواء داخل الصين او خارجها". وتابع انه "من خلال العقوبة التي وقعت عليه اصبح ليو الرمز الاساسي لتلك الجهود الواسعة من اجل حقوق الانسان في الصين". وياتي منح ليو تشياوبو جائزة نوبل للسلام بعد سنتين من تنظيم دورة الالعاب الاولمبية في بكين والتي قالت منظمات غير الحكومية انها لم تات بالتحسينات المرجوة في مجال حقوق الانسان. ويرى المعلقون ان هذه الجائزة يمكن ان تقضي على امال النروج في ان تصبح قبل في نهاية هذا العام اول بلد اوروبي يعقد اتفاقية تبادل حر مع الصين. وقال رئيس الوزراء النروجي يانس ستولتنبرغ ان "علاقاتنا عريقة ومستمرة (...) والمناقشات حول حقوق الانسان تندرج في اطار تلك العلاقات". واعضاء لجنة نوبل الخمسة يختارهم البرلمان النروجي الا انهم مستقلون عن الحكومة والمجلس. وليو تشياوبو متزوج لكن ليس له ابناء وقد امضى قسما كبيرا من حياته في السجون الصينية. فبعد المشاركة في تظاهرات تيان انمين سنة 1989 ومحاولته التوسط بين الجيش والطلاب، اعتقل هذا المثقف المعارض للنظام، سنة ونصف السنة. وبين 1996 و1999، احتجز ليو تشياوبو ايضا في معسكر اعادة تربية "من خلال العمل" لانه طالب باصلاحات سياسية وبالافراج عن الذين ما زالوا قيد الاعتقال بعد حركة 1989. واقر رئيس لجنة نوبل بانه لا يعلم من الذي سياتي لتسلم جائزة نوبل وقال انه "ليس بالامر الذي ناخذه في الاعتبار عندما نختار الفائز". ومع المنشقة البورمية اونغ سان سو تشي عام 1991 وداعية السلام الالماني كارل فون اوسيتسكي عام 1935، يكون ليو تشياوبو ثالث فائز بنوبل للسلام يمنح هذه الجائزة وهو في السجن. وتمنح الجائزة عادة في اوسلو في العاشر من كانون الاول/ديسمبر ذكرى وفاة مؤسسها السويدي الفريد نوبل. وتتمثل في ميدالية وشهادة وشيك بمبلغ عشرة ملايين كورونة سويدية (نحو مليون يورو).