التقى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة في الوقت الذي كشفت مراسلات اميركية نشرها موقع ويكيليكس عن قلق اميركي متزايد بشان العلاقة التي تربط برلوسكوني بموسكو. وارغمت التسريبات الزعيمين على التحدث عن التقييمات الاميركية للعلاقة التي تعتقد واشنطن انها تضر بمصالح الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة. وقال مدفيديف ان البرقيات التي وصفه فيها مسؤولون اميركيون بانه اشبه بشخصية "روبن بالنسبة لرئيس الوزراء بوتين الذي هو بمثابة باتمان" تعكس "السخرية" في طريقة التفكير الاميركية. وقال مدفيديف في تصريحات متلفزة "لسنا مصابين بعقدة الاضطهاد. نحن لا نربط العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة باي تسريبات (..) ولكن في الوقت نفسه، لهذا الامر دلالة". واضاف ان التسريبات تظهر "مدى الخبث في هذه التقييمات وهذه الاحكام السائدة في السياسات الخارجية لمختلف الحكومات -- وفي هذه الحالة انا اتحدث عن الولاياتالمتحدة". اما برلوسكوني فقد وصف المزاعم المزعجة بان علاقاته مع "زميله قطب الاعمال" بوتين هي مجرد ملاحظات لا معنى لها كتبها بيروقراطيون غير مؤهلين. وقال برلوسكوني عبر مترجم روسي "انهم ياخذون اول شيء يرونه على الصفحة الاولى من صحيفة ما ويحولونه الى برقية دبلوماسية تبدو مهمة للغاية". واضاف "يجب ان لا نعلق اهمية كبيرة على مثل هذه الامور، رغم انها مزعجة". ولكن يبدو ان علاقة برلوسكوني مع بوتين هي التي استقطبت اهتمام واشنطن. وذكرت التسريبات ان الزعيمين كانا يتحدثان بشكل يومي خلال الحرب الروسية في جورجيا التي استمرت خمسة ايام عام 2008 ولقيت ادانة في الغرب، ويعتقد بحسب التسريبات ان برلوسكوني يتصل ببوتين اكثر منه باي زعيم اخر في العالم. ووصف برلوسكوني في البرقيات بانه "بوق" يتحدث باسم بوتين "ويستفيد شخصيا وبشكل كبير" بالمقابل. وكتبت السفارة الاميركية في روما في احدى المراسلات انه "من الصعب تحديد اساس الصداقة، الا ان العديدين اخبرونا ان برلوسكوني يعتقد ان بوتين الذي هو +قطب اعمال زميل+ له، يثق ببرلوسكوني اكثر من ثقته باي زعيم اخر". وقال مسؤولون اميركيون ان هذه العلاقة افادت ايطاليا في مجال التجارة، كما انها افادت برلوسكوني شخصيا حيث انها ساعدته على ترسيخ موقعه كقوة يعتد بها امام واشنطن ووسيط مهم بالنسبة للاتحاد الاوروبي. واضافت برقية السفارة الاميركية من روما ان السياسة الخارجية الايطالية "تتفهم بشكل كبير الجهود الروسية لاكتساب نفوذ سياسي اكبر في الاتحاد الاوروبي كما تدعم جهود روسيا لتخفيف المصالح الامنية الاميركية في اوروبا". وجاء في البرقية ان "من العوامل المهمة الاخرى رغبة برلوسكوني في ان ينظر اليه كلاعب مهم في السياسة الخارجية الاوروبية مما سيمكنه من اقتحام المجالات التي لا يجرأ غيره على اقتحامها". واعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون شخصيا عن هذه المخاوف في وثيقة بعنوان "طلب معلومات عن العلاقات الايطالية الروسية". وسألت كلينتون عن اساس الصداقة بين الزعيمين وما اذا كانت الحكومة الايطالية "اتخذت قرارات بمراعاة قطاع الاعمال الايطالي او المصالح التجارية الايطالية على حساب المخاوف السياسية بشان سياسة الطاقة". ويبدو ان هذا الاستفسار كان يتعلق بشركة "اي ان اي" المملوكة جزئيا للحكومة الايطالية والتي اختارتها روسيا كشريك في مشاريع الغاز الطبيعي المربحة بما فيها خط انابيب ساوث ستريم المنافس لمشروع نابوكو. وجاء في احد البرقيات الاميركية ان "تواجد +اي ان اي+ في روسيا يتجاوز تواجد السفارة الايطالية في روسيا والتي تعاني من نقص الموظفين"، واضافت انه لا يزال غير واضح "مدى التنسيق الذي حدث بين اي ان اي والهياكل السياسية الروسية". وقال مدفيديف ان مشروع ساوث ستريم والتعاون الاوسع في مجال الطاقة كان واحدا من المسائل الاولى المطروحة على اجندة الجمعة. الا انه لم يكشف عن تفاصيل بل اكد على ان ايطاليا لا تزال "حليفا استراتيجيا" سيوسع مشاركة في الطاقة مع روسيا. وسعى برلوسكوني جاهدا الى تصوير روسيا على انها شريك يمكن الوثوق به يستحق أن تكون له كلمة واحترام. وقال ان اداء مدفيديف مؤخرا في قمة حلف الاطلسي في لشبونه اثبت ان "روسيا عضو في الحضارة الغربية".