اذا كانت اوروبا تشهد عاصفة ثلجية وموجة صقيع غير مألوفتين لهذه الفترة من السنة، يمتد فصل الصيف في الشرق الاوسط حيث يستفيد الناس من درجات حرارة دافئة لكنهم يعربون عن قلقهم من الا يتساقط المطر. وتتعرض اسرائيل التي تكافح في الوقت الراهن اسوأ حريق في تاريخها، لموجة جفاف استثنائية منذ بضعة اسابيع هي الاسوأ منذ 2001، وقد زادت من خطورتها درجات حرارة مرتفعة بلغت 31 الخميس في منطقة حيفا. وكان تساقط الامطار فوق اسرائيل والاراضي الفلسطينية ادنى من المتوسط منذ خمس سنوات. وفي الشمال، بلغ منسوب المياه في بحيرة طبرية ادنى مستوياته منذ 80 عاما، وبات مستوى المياه في البحيرة التي تعد الخزان الاساسي للمياه العذبة في البلاد، 1,6 متر تحت عتبة مستوى الخطر. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، سجلت القدس 7 ملم من تساقط الامطار، في مقابل متوسط بلغ 60 ملم في السنوات الاخيرة التي تعتبر جافة. وشهد الاردن البلد الصحراوي ايضا تراجع هطول الامطار في السنوات الخمس الاخيرة، بحيث بات يسجل عجزا بلغ 500 مليون متر مكعب من المياه سنويا، اي ما يناهز ثلث حاجاته تقريبا، كما ذكرت وزارة المياه. وفي لبنان، الذي عادة ما تتوافر لديه موارد مائية غزيرة، "يهدد تأخر سقوط الامطار بعضا من مورادنا الاساسية، حيث تصبح المياه سلعة نادرة اكثر فأكثر"، كما قال فؤاد حوشا عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الاميركية. وتقول مصلحة الارصاد الجوية ان لبنان سجل منذ ايلول/سبتمبر نسبة تساقط امطار لم تتعد 51,2 ملم في مقابل 214,8 ملم في الفترة نفسها من العام الماضي. وزادت من خطورة الوضع درجات الحرارة الصيفية التي اقتربت من 30 في نهاية الخريف. ويهدد الجفاف موسم القمح والارز ايضا رمز لبنان منذ قرون. وفي جزيرة قبرص المجاورة التي شهدت درجات حرارة قياسية هذا الصيف بلغت 46 في نيقوسيا، زادت الحرارة عن معدلها المعتاد في تشرين الثاني/نوفمبر بنحو 5 الى 10 درجات، حيث بلغت هذا الاسبوع من 27 الى 30 درجة. ولم تشهد قبرص سقوط نقطة مطر واحدة في تشرين الثاني/نوفمبر، فيما كانت تتوقع كمية مطر يبلغ متوسطها 53 ملم خلال ذلك الشهر. وجاء في تقرير للوكالة الاوروبية للبيئة ان فترات الجفاف الطويلة هذه قد تزداد في قبرص وتؤدي الى تصحر في الجزيرة. وتشمل هذه الظاهرة حتى الان سوريا حيث غادرت مجموعات ريفية كثيرة المناطق الشمالية. ولمواجهة هذا الوضع، يقيم الناس الصلوات. فقد دعي الاردنيون الى اقامة صلاة الاستسقاء الجمعة. وفي لبنان، انضم رجال دين مسيحيين الى رجال دين مسلمين لاقامة صلاة مماثلة. وفي القدس، رفع حاخامات مؤخرا صلوات من اجل هطول الامطار قرب حائط المبكى. وفي خطوة نادرة، اجتمع يهود ومسلمون ومسيحيون الشهر الماضي في احدى قرى الضفة الغربية لرفع صلاة مشتركة حتى تتساقط الامطار على الاراضي المقدسة. الا ان كل بلدان المنطقة لا تواجه النقص ذاته في تساقط الامطار. فقد سجلت تركيا تساقط امطار فاقت المستويات العادية.