بورتلاند (الولاياتالمتحدة) (ا ف ب) - اتهم القضاء الاميركي شابا اميركيا صوماليا في التاسعة عشرة من العمر بمحاولة تفجير سيارة مفخخة في احتفال مزدحم بمناسبة عيد الميلاد في مدينة بورتلاند في ولاية اوريغون شمال غرب الولاياتالمتحدة. ومثل محمد عثمان محمود امام المحكمة بعد توقيفه الجمعة بينما كان يستعد لتفجير شاحنة يعتقد انها مفخخة قرب احتفال تقليدي سنوي لاضاءة شجرة عيد الميلاد في بورتلاند. ورأت هيئة كبيرة لمحلفين ان محمود "حاول استخدام سلاح للدمار الشامل وخصوصا عبوة مدمرة او قنبلة، ضد اشخاص وممتلكات". وكانت القنبلة مزيفة وسلمها له عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) كانوا مكلفين مراقبته واتصلوا به مدعين انهم يريدون ان يكونوا شركاء له. وقال عميل الاف بي آي آرثر باليزان قبل بدء جلسة الاستماع التمهيدية ان "التهديد كان واقعيا جدا. تحقيقاتنا كشفت ان محمود مصمم على شن هجوم واسع". لكن محامي الشاب الصومالي الاصل قال ان عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي دفعوا موكله الى هذا العمل. وصرح المحامي ستيفن سادي ان "المعلومات التي كشفتها الحكومة تثير قلقا كبيرا (بشأن) من تلفيق الحكومة للجرائم او توريطها" اشخاص. واشار الى ان "عملاء الحكومة اقترحوا على الشاب تحركاته الاساسية وانفقوا آلاف الدولارات عليه وعلى المواد، واقتادوه الى المكان وكانوا ادوات في اثارة حوادث الجمعة". ويمكن ان يحكم على محمود بالسجن مدى الحياة اذا ادين خلال محاكمته التي ستبدا في 11 شباط/فبراير وتستمر 15 يوما. وقبل بدء جلسة الاستماع التي استمرت 15 دقيقة، صافح محمود مبتسما محاميه الذي دفع ببراءته. واعتقل محمد عثمان محمود الجمعة فيما كان يحاول تفجير شاحنة صغيرة متوقفة قرب مكان كان يشهد احتفالا بعيد الميلاد معتقدا انها تحوي متفجرات. والواقع ان العبوة كانت قنبلة مقلدة مصدرها الشرطة الفدرالية الاميركية. وكان باليزان اوضح بعد الاعتقال ان العبوة الناسفة التي كان محمود يعتقد انه كان سيفجرها لم تكن مؤذية "لكن التهديد كان حقيقيا". واضاف ان "تحقيقنا اظهر ان محمود كان ينوي فعلا ارتكاب اعتداء واسع النطاق" على صلة بشخص في باكستان. وابلغ محمود عناصر الاف بي آي بانه يحلم منذ كان في عامه الخامس عشر بالمشاركة في الجهاد ضد كفار. وكان محمد عثمان محمود يخضع لمراقبة. ويفيد اعلان خطي تستند اليه الدعوى انه تبادل في آب/اغسطس 2009 رسائل الكترونية مع شخص في الخارج يشتبه بتورطه في نشاطات ارهابية. وحدد مكان هذا الشخص في الولاية الشمالية الغربية في باكستان، المنطقة القبلية المدمرة والمعزولة بعد الفيضانات الاخيرة والتي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ 2009. وكان محمود ينوي في كانون الاول/ديسمبر 2009 التوجه الى باكستان للمشاركة في الجهاد وقام في الاشهر التي تلت بمحاولات للاتصال بالشخص نفسه من دون جدوى. وفي حزيران/يونيو الماضي، ادعى عناصر من الاف بي آي انهم شركاء للشخص الذي اتصل به. والتقى محمود احدهم في بورتلاند في تموز/يوليو الماضي وابلغه انه دعا على احد المواقع الجهادية على الانترنت "جهاد ريكوليكشن"، المسلمين الى العنف ضد غير المسلمين. وقد اسر محمود لعناصر التحقيقات الفردالي بعد ذلك انه يحلم منذ سن الخامسة عشرة بالمشاركة في الجهاد ضد الكفار وانه وجد هدفا ممكنا هو شجرة عيد الميلاد في بورتلاند. وقد حذره رجال الاف بي آي من خطته مؤكدين ان عددا كبيرا من الاطفال سيحضرون الحفل. لكنه اكد انه يريد ضرب "حشد كبير سيهاجمه في حياته اليومية بينما تكون العائلات في عطلة"، بحسب ما ورد في المحضر نفسه. وفي الاشهر التالية اختار محمود مكانا لوضع القنبلة وسلم مكوناتها الى عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي معتقدا انهم سيقومون بتجميع العبوة. كما سلمهم صور هوية للحصول على جواز سفر ليتمكن من الفرار من الولاياتالمتحدة بعد الهجوم. ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر، توجه محمود وعناصر الاف بي آي الى مكان ناء في اوريغون حيث قاموا بتفجير قنبلة مخبأة في حقيبة بعد ايهامه بانه يشارك في تجربة للهجوم. وقال حينذاك "لا يهم من سيكون هناك. اريد ان يسقط قتلى وجرحى". كما سجل شريط فيديو تلا فيه نصا مكتوبا يبرر هجومه.