تواجه دبلوماسية التسويف في اتخاذ القرار التي تشتهر بها الصين اختبارا صعبا نتيجة النزاع بين الكوريتين الشمالية والجنوبية ولكن من المرجح ان تتصدي الصين للضغوط وتحمي حليفتها كوريا الشمالية. وسيكون قصف كوريا الشمالية لجزيرة كورية جنوبية يوم الثلاثاء الماضي ما اسفر عن سقوط قتلى اختبارا هاما لكيفية تحقيق الصين التوازن بين دورها كحليف رئيسي وحيد لبيونجيانج والمطالب الدولية بالضغط على كوريا الشمالية بل ومعاقبتها بسبب اسوأ قصف تشهده شبه الجزيرة الكورية منذ عام 1953 . وفي النهاية من المرجح ان تتغلب اهمية بيونجيانج لدرء اي مساع لاحتواء الصين اقليميا او في حالة نشوب صراع في المنطقة على دعوات ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما وحلفاء الولايات لرد فعل قوي من بكين يمكن ان يزعج كوريا الشمالية. وقال شو قوانغ يو وهو ميجر جنرال متقاعد في جيش التحرير الشعبي الصيني ويعمل حاليا في الجمعية الصينية للحد من التسلح ونزع السلاح التابعة للحكومة "لن يكون هناك اي تغيير في الهيكل الكلي للعلاقات بسبب مثل هذه المشكلة الداخلية." وتابع "هدفنا الاكبر الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. لن نحقق هذا الهدف بالتخلي عن كوريا الشمالية. "مواقف الصين لن تتغير. ستدعو الى ضبط النفس. تخشى التصعيد ولكن لن يكون هناك أي تغيير جوهري." وفي حالة مقاومة الصين المطالب بتوجيه توبيخ اقوى لبيونجيانج قد تتأثر مكانتها الاقليمية وهو مبعث قلق قد يؤثر ايضا على اسلوب تفكير المسؤولين في بكين. وشكا مسؤولون امريكيون من رد فعل الصين الواهي ازاء القصف الذي اسفر عن سقوط اربعة قتلى. ومن المقرر ان يزور الرئيس الصيني هو جين تاو واشنطن في اوائل 2011 ومن الممكن ان يزيد ذلك من الضغط على بكين لانتقاد الشمال. وقال مسؤول أمريكي بارز في واشنطن لرويترز "لم يكن رد فعل الصين على النحو الذي نعتقد انه مفيد لمساعي تحقيق الاستقرار الاقليمي." كما حثت اليابانبكين على تبني "رد فعل ملائم". وانزعجت سول وطوكيو بالفعل من موقف الصين المتجاهل لغرق سفينة بحرية كورية جنوبية في مارس اذار. واتهمت سول كوريا الشمالية بتفجيرها. هذه المرة ربما تتحرك الصين اسرع لتوبيخ الشمال وبشكلة أكثر حدة ولكن واشنطن وحلفاءها سيطالبون بأكثر من ذلك على الارجح. ربما يريدون من الصين ان تعزز انتقادها لكوريا الشمالية بعقوبات من المحتمل ان تكون من خلال مجلس الامن. وهنا سيبدو الانقسام اشد حدة. وقال سكوت سنايدر خبير الشؤون الكورية في مجلس العلاقات الخارجية في تعليق ارسله عبر البريد الالكتروني "ربما يكون الضغط من أجل استصدار قرار عقوبات جديد في الاممالمتحدة ضروريا كاختبار جديد لمعرفة ما اذا كان المجتمع الدولي يواجه مشكلة خاصة بكوريا الشمالية او خاصة بالصين." وتعتبر الصين كوريا الشمالية واقيا استراتيجيا في مواجهة الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة وعلى مدار العام اظهر الرئيس الصيني مدى استعداده لاستثمار مكانة سياسية ومعونات اقتصادية في بيونجيانج. وفي اوائل مايو ايار زار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اي الصين في أول رحلة للخارج منذ عام 2006 وزار بكين مرة اخرى في اغسطس اب قبل ان يطرح ابنه كيم جونج اون كخليفة محتمل في الدولة التي يحكمها حزب واحد. ومنذ ذلك الحين زار مسؤولون صينيون بارزون بيونجيانج. وتمتد حدود الصين مع كوريا الشمالية لمسافة 1415 كيلومترا واجزاء منها انهار تتجمد في الشتاء وتخشى الصين ان تصبح الحدود ممرا للاجئين والاضطرابات اذا ما انهار النظام في بيونجيانج. وربما يكون لاحجام الصين عن الضغط أكثر على كوريا الشمالية علاقة بالمناورات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية التي تهدف لاستعراض القوة والاصرار. وقال مسؤولون امريكيون في سول يوم الاربعاء الماضي ان واشنطن سترسل مجموعة حاملة طائرات بقيادة السفينة جورج واشنطن التي تعمل بالطاقة النووية من أجل المناورات مع كوريا الجنوبية التي تبدأ يوم الاحد وتستمر حتى يوم الاربعاء. واغضبت المناورات البحرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية قبالة سواحل كوريا الجنوبية بكين في وقت سابق من العام رغم اعلان واشنطن وسول انها تستهدف تحذير كوريا الشمالية. وقال شو الميجر جنرال المتقاعد "لن ترحب الصين بمشاركة حاملة طائرات امريكية في المناورات لان مثل هذه الخطوة يمكن ان تؤدي لتصعيد التوترات لا تهدئتها. "لذا اتوقع ان تحث الصين الولاياتالمتحدة والدول الاخري لابداء ضبط النفس." من كريس باكلي ومايكل مارتينا (شارك في التغطية ميشيل نيكولز في نيويورك وروس كولفن في واشنطن)