قتل ثلاثة مدنيين وفر الالاف الى تايلاند المجاورة اثر معارك بالاسلحة الثقيلة اندلعت الاثنين، غداة الانتخابات، بين متمردين من اتنية كارن والجيش البورمي في شرق البلاد، في تصعيد للتوتر بين المجلس العسكري الحاكم والاقليات الاتنية ما يثير مخاوف من عودة الحرب الاهلية في اطراف البلاد. و ارغمت المعارك حوالى 20 الف شخص للجوء الى تايلاند، حسب ما اعلن مسؤولون تايلانديون الثلاثاء لوكالة فرانس برس. واجتاز سكان من ولاية كارن الحدود عند نقطتين الاولى عند ماي سوت المقابلة لمدية مياوادي البورمية حيث المعارك بدأت صباح الاثنين وعند وادي باغوديس، حوالى 150 كلم الى اقصى الجنوب، حيث اندلعت معارك جديد نهار الاثنين. وقال حاكم ولاية تاك التايلاندية سامارد لويفار "هناك 15 الف قروي بورمي في ماي سوت". واضاف "الليلة الماضية، استقبلنا حوالى خمسة الاف في اقليم سانغكهالا بوري". وقال مصدر رسمي بورمي لوكالة فرانس برس الاثنين ان مدينة مياوادي الحدودية مع تايلاند في ولاية كارن "تعرضت لهجوم" في الصباح الباكر بواسطة "اسلحة ثقيلة". وقال مصدر بورمي آخر ان المعارك اسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين واصابة 11 آخرين في المدينة. وارتفعت حدة التوتر بين هذه الاقلية والنظام الحاكم الاحد عندما تظاهر هؤلاء المتمردون، باسلحتهم، ضد اول انتخابات تجري في البلاد منذ 20 عاما، وهي انتخابات استبعد من المشاركة فيها الملايين ممن ينتمون الى اقليات، لاسباب قالت السلطات انها امنية. ويرفض هؤلاء المتمردون ايضا مشروعا وضعه النظام لارغام المجموعات المسلحة التي وقعت اتفاقات وقف اطلاق نار معه على الانضمام الى قواته المسلحة المكلفة حراسة الحدود ما يضعها عمليا تحت امرته. واذا كانت هذه المعارك قد اندلعت بين الجيش وقسم ضئيل من متمردي كارن، فان المراقبين يخشون ان تتوسع بسبب التوتر الهائل بين النظام وسائر الاقليات الاتنية. واكد حزب اتحاد التضامن والتنمية الذي شكله المجلس العسكري الحاكم في بورما لتمثيله في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد فوزه بحوالى 80% من المقاعد، كما اعلن لوكالة فرانس برس احد كبار مسؤوليه الثلاثاء. وقال المصدر "لقد فزنا بحوالى 80% من المقاعد"، مضيفا ان الرجل الثالث في المجلس العسكري سابقا الجنرال ثورا شوي مان الذي تقاعد من الجيش قبل اسابيع لخوض الانتخابات فاز عن المقعد الذي ترشح له. وندد الكثير من دول العالم، اضافة الى المعارضة البورمية، بالانتخابات التي شابتها عمليات تزوير واسعة النطاق على حد قولها. وكان متوقعا ان تحتل الاحزاب الموالية للمجلس العسكري الحاكم معظم مقاعد البرلمان الجديد، في ظل الحظر الذي فرضه النظام على اونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل، على المشاركة في الانتخابات. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان تلك الانتخابات تفتقر الى القدر الكافي من الشفافية، موجها دعوة جديدة للمجلس العسكري الحاكم الى اطلاق سراح السجناء السياسيين. غير ان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) رحبت بالانتخابات التي جرت في بورما واصفة اياها بانها "خطوة مهمة الى الامام"، كما اعلنت الرئاسة الفيتنامية لهذه المجموعة الاقليمية في بيان نشرته وكالة الانباء الفيتنامية الرسمية الثلاثاء. وجاء في البيان الذي اصدره وزير خارجية فيتنام فام غيا خيم باسم الرابطة ان "آسيان ترحب بالانتخابات التشريعية التي جرت في 7 تشرين الثاني/نوفمبر في بورما وترى فيها خطوة مهمة الى الامام على طريق تطبيق خريطة الطريق ذات النقاط السبع".