أيد الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاثنين مطلب الهند المطروح منذ فترة طويلة للحصول على مقعد دائم بمجلس الامن التابع للامم المتحدة وهي خطوة رمزية ربما تشكل ضغطا دبلوماسيا على الصين المنافس الاقليمي لنيودلهي . وتقول الهند ان مقعدا في المجلس سيظهر الثقل المتزايد للهند العضو في مجموعة العشرين في الوقت الذي يساعد فيه اقتصادها الذي يبلغ حجمه تريليون دولار على تحفيز النمو الاقتصادي العالمي كما أصبح لحكومتها نفوذ متزايد في قضايا مختلفة من مفاوضات جولة الدوحة التجارية وحتى محادثات التغير المناخي. وقال أوباما في كلمة موجهة للبرلمان الهندي في نيودلهي "في السنوات المقبلة.. أتطلع الى مجلس أمن تابع للامم المتحدة معدل يضم الهند كعضو دائم." واضاف "دعوني أقول انه مع زيادة السلطة تأتي زيادة المسؤولية". جاء ذلك في ختام المحطة الاولى من جولته الاسيوية التي تستغرق عشرة أيام والتي ينظر اليها أيضا على أنها تستهدف حشد التأييد من دول مثل الهند لممارسة الضغوط على الصين فيما يتعلق بعملتها. وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي بالبيت الابيض في مؤتمر صحفي قبل الكلمة التي ألقاها أوباما كان "هذا تأييدا كاملا" لعضوية الهند الدائمة في مجلس الامن المعدل. لكن ربما تظل تلك المسألة بعيدة المنال ومن المرجح أن تواجه مقاومة من بعض الدول التي لا ترغب في الحد من سلطة الدول الخمس الدائمة العضوية .. بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة. ومنذ تأسيس مجلس الامن لم تتغير الدول دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض (الفيتو). ووجهت انتقادات للمجلس لانه لا يعكس القوة العالمية في القرن الحادي والعشرين. وأبرزت رحلة أوباما التي كان يصاحبه خلالها أكثر من 200 من كبار رجال الاعمال واعلان تأييده لعضوية الهند الاهمية المتزايدة لنيودلهي التي من المتوقع أن تكون واحدة من أكبر خمس اقتصادات في العالم بحلول عام 2020 الى جانب الصين واليابان. كما سيزور أوباما اندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان في الجولة التي تحث خلالها واشنطن الدول على عدم خفض قيمة عملاتها من جانب واحد بهدف حماية صادراتها وهو ما يمثل قضية رئيسية في اجتماع مجموعة العشرين في سول هذا الاسبوع. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ في وقت سابق يوم الاثنين "لا أعتقد أن الهند في سبيلها للصعود. لقد صعدت بالفعل. الهند لاعب رئيسي على الساحة الدولية." وفي جولته بالهند التي استمرت ثلاثة أيام -وهي أطول فترة يقضيها الرئيس أوباما في أي بلد أجنبي- أعلن الرئيس الامريكي صفقات تجارية قيمتها عشرة مليارات دولار بهدف طمأنة الناخبين أن دولا مثل الهند تمثل فائدة لفرص العمل بالولاياتالمتحدة أكثر من الضرر الذي يحدث من خلال الاستعانة بالعمالة الهندية الرخيصة على حساب العمالة الامريكية. كما أعلن أوباما أن الولاياتالمتحدة ستخفف القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الحساسة وهو مطلب اخر للهند. وقال الرئيس الامريكي انه سيؤيد عضوية الهند في أربع منظمات عالمية لحظر الانتشار النووي في خطوة ستطمئن نيودلهي -المستبعدة من تلك المنظمات بعد تجارب نووية أجرتها في 1998- على أن واشنطن تدرك ثقلها العالمي. ولم يتضح حجم الوعود الجديدة التي ستحصل عليها واشنطن من الهند. وما زالت قطاعات مثل البيع بالتجزئة والخدمات المالية مقيدة بشدة أمام المستثمرين الاجانب وليس هناك مؤشرات تذكر على أن حزب المؤتمر الحاكم لديه خطط لادخال أي اصلاحات كبرى قريبا. ورغم كل الحديث عن عضوية الهند في مجلس الامن فان تحقيق ذلك ربما يستغرق ما يصل الى 10 سنوات. ويتشكك البعض بالولاياتالمتحدة من منح الهند مقعدا نظرا لانها كثيرا ما كانت تقف ضد الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة. ولاقت رحلة أوباما تغطية ايجابية في بلد أصبح فيه للثقافة الامريكية نفوذ متزايد كما تتنامى فيه الطبقة المتوسطة التي تتكون من ملايين المستهلكين. وبدا ذلك سواء من خلال الرد على أسئلة من الطلبة فيما يتعلق بباكستان أو التحدث مع المزارعين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وواجه أوباما بعض الانتقادات في الداخل لسفره عقب خسائر الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لكنه لاقى استقبالا جيدا في الهند وتعهد برفع قيود على الصادرات. ويحاول أوباما تحقيق توازن دقيق في نيودلهي اذ يحاول من ناحية أن يعزز من الروابط الدبلوماسية والتجارية مع الهند وفي الوقت ذاته ضمان استقرار العلاقات مع باكستان والصين المنافستين للهند. ودعا أوباما يوم الاحد الهند وباكستان اللتين خاضتا ثلاثة حروب منذ الاستقلال عام 1947 الى اتخاذ خطوات بسيطة لتحسين العلاقات بينهما لكن سينغ استبعد تحسن العلاقات بين البلدين قريبا. وتلقي الهند باللوم على باكستان في دعم المتشددين وتقول ان عناصر في دولة باكستان وراء هجمات مومباي عندما قتل مسلحون متمركزون في باكستان 166 شخصا في هجوم في مومباي المركز المالي للهند. وقال سينغ في المؤتمر الصحفي المشترك "لا يمكن أن تكون هناك محادثات وفي الوقت ذاته تدور الة الارهاب كما كانت سابقا." وأضاف "بمجرد أن تحجم باكستان عن انتهاج هذه الاساليب الداعمة للارهاب يسعدنا للغاية أن نتفاهم بشكل مثمر مع باكستان لحل كل القضايا العالقة." ويعبر مسؤولون هنود عن شكوكهم بشان جدوى الدعم الامريكي لباكستان قائلين ان اسلام اباد تخدع واشنطن بالحصول على المساعدات وفي الوقت ذاته تدعم المسلحين في أفغانستان. من باتريشيا زنجيرلي واليستير سكراتون