جنيف (رويترز) - فندت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة انتقادات من أصدقاء وخصوم على السواء لسجلها لحقوق الانسان في مناقشة بالاممالمتحدة قاطعتها في الماضي ادارة بوش السابقة ونعتها بالنفاق. ودافع مسؤولون امريكيون كبار عن الولاياتالمتحدة ضد ادعاءات بأنها استخدمت التعذيب. وقالوا ان ادارة الرئيس اوباما بدأت "تطوي الصفحة" الخاصة بممارسات ادارة بوش التي تسبب في غضب عالمي عارم. وكانت حكومة الرئيس بوش السابقة قد رفضت التعامل مع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة وقالت انها لا تود أن تتعرض لسخرية من قبل دول كسوريا وكوبا اللتين لهما سجل ضعيف في مجال حقوق الانسان. كما اتهمت المجلس بأنه منحاز ضد اسرائيل. لكن سلوك الولاياتالمتحدة خلال حربيها في العراق وافغانستان وخلال حملتها ضد الارهاب--لا سيما تعاملها مع نزلاء سجن أبو غريب القريب من بغداد--صار محل انتقادات مكثفة من جانب العديد من المنظمات الحقوقية في السنوات الاخيرة. وقال هارولد كوه المستشار القانوني لوزارة الخارجية الامريكية ""يجب الا يكون هناك اي شك. الولاياتالمتحدة لا تعذب ولن تعذب." وقال مسؤولون أمريكيون ان ادارة اوباما ملتزمة باغلاق معتقل جوانتانامو الامريكي في جنوب شرق كوبا وبضمان التعامل بادمية مع كافة المعتقلين المحتجزين في الداخل أو على صلة بالحرب على الارهاب. وقال كوه "أجرينا مئات التحقيقات المتعلقة بمزاعم تعرض معتقلين لانتهاكات بين العراق وافغانستان وجوانتامامو وهذه أدت الى مئات من الاجراءات التأديبية." وجاء بحث المجلس في سجل حقوق الانسان الامريكي للمرة الاولى في اطار مراجعة ستتم على مراحل لاداء كافة أعضاء الاممالمتحدة وعددهم 192 في غضون فترة تستغرق اربع سنوات. وانهال دبلوماسيون من دول على خلاف مع واشنطن على الوفد الامريكي بالانتقاد بسبب انتهاكات مزعومة واصطف بعضهم في صفوف ليل الخميس ليكونوا من أول المتحدثين. وتحدث السفير الكوبي رودولفو رييس رودريجيس اولا داعيا واشنطن الى انهاء الحصار على بلاده واحترام حق الشعب الكوبي في تقرير المصير. وقال مندوب فنزويلا جيرمان موندارين ارنانديز ان امريكا " اغلاق جوانتانامو ومراكز الاعتقال السرية في أنحاء العالم ومعاقبة من يقومون بتعذيب واعدام المعتقلين بشكل تعسفي وتقديم تعويضات للضحايا." وأتهم وفد ايرانالولاياتالمتحدة بانتهاك حقوق الانسان من خلال عمليات سرية خارجية نفذتها وكالة المخابرات المركزية الامريكية "بذريعة مكافحة الارهاب." وانتقد الحلفاء أيضا الولاياتالمتحدة. وقالت دول أوروبية انه يتعين على واشنطن أن تلغي عقوبة الاعدام. وحثتها المكسيك على وقف استغلال القوة الفتاكة في السيطرة على الهجرة غير الشرعية عند حدودها. وشككت اتهامات عديدة في قانوينة استخدام الولاياتالمتحدة للقوة في افغانستان ومناطق اخرى. وقال كوه العميد السابق لمدرسة القانون بجامعة ييل الامريكية ان استخدام الطائرات من دون طيار--التي تضرب متشددين مشتبها بهم في أفغانستان وباكستان--ينسجم مع القانون الدولي. واضاف "استخدام القوة على هذه الشاكلة أمر قانوني ولا يشكل قتلا خارجا عن القانون او اغتيالا سياسيا." وأضاف أن اغلاق المعتقل الحربي الامريكي في جنوب شرق كوبا الذي يوجد به الان 174 معتقلا امر مقعد يتطلب مساعدة من حلفاء الولاياتالمتحدة والمحاكم الامريكية والكونجرس. وقال مايكل بوزنر مساعد وكيل وزارة الخارجية الامريكية لشؤون الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل في افادة صحفية بعد النقاش الذي استغرق ثلاث ساعات "نشعر أننا شهدنا جلسة نزيهة. هذه حلقة من عملية مستمرة حاليا للتواصل مع المجلس (حقوق الانسان) والاممالمتحدة."