واشنطن (رويترز) - ينطلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة بعدما أحبطته الخسائر الكبيرة للحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي في زيارة لاسيا تستمر عشرة أيام ويتصدر جدول أعمالها الامن والتجارة ومسائل اقتصادية أخرى. وسيزور أوباما الهند واندونيسيا وكوريا الجنوبيةواليابان ثم يعود الى واشنطن في 14 نوفمبر تشرين الثاني. وفيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة التي تتعلق بجولة أوباما والمسائل التي من المتوقع اثارتها في كل محطة من المحطات: لماذا سيزور أوباما الهند؟ قال مسؤولون بالبيت الابيض ان أوباما سيزور الهند من السادس الى الثامن من نوفمبر لان هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة باتت قوة صاعدة ومن الديمقراطيات والدول التي تقيم معها الولاياتالمتحدة شراكة استراتيجية. وهناك مجموعة من القضايا على جدول الاعمال حيث لم يجعل أوباما الهند أول محطة في جولته فحسب بل أطول زيارة له لاي دولة أجنبية كرئيس. وتنظر واشنطن الى الهند باعتبارها قوة معادلة في مواجهة الصين وتريد أن تعزز التجارة مع نيودلهي بشكل ملموس وتطور علاقتها معها. وقال والتر اندرسن وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الامريكية يعمل حاليا في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز "هناك الصين الصاعدة التي بدأت تصبح شرسة بعض الشيء تجاه جيرانها." وتابع "الهند قوة موازنة. ليس هناك الكثير منها في اسيا.. اليابان والهند وهذا كل شيء تقريبا." وبلغت التجارة بين الولاياتالمتحدة والهند 33 مليار دولار فقط في الاشهر الثمانية الاولى من 2010 مقارنة مع تجارة الولاياتالمتحدة والصين التي بلغت 296 مليار دولار والتي تميل بقوة الى كفة الصادرات الصينية. وستشارك أكثر من 200 شركة أمريكية في اجتماع لقادة الاعمال في مومباي في اطار حملة تعزيز التجارة ومن المتوقع الاعلان عن عقود كبيرة خلال الزيارة. وتريد الولاياتالمتحدة والهند أيضا تعميق علاقاتهما في الامن ومكافحة الارهاب. وستكون أول محطة في زيارة أوباما هي النصب التذكاري لهجوم 2008 الذي استهدف فندق تاج محل في مومباي حيث سيمكث أوباما. ماذا على جدول أعماله في اندونيسيا؟ تأتي زيارة أوباما لاندونيسيا في التاسع والعاشر من نوفمبر بعدما ألغى في السابق زيارتين مزمعتين لاكبر بلد اسلامي. وقال جيفري بادر كبير مستشاري أوباما في الشؤون الاسيوية ان أوباما سيعلن "شراكة شاملة" مع اندونيسيا في المسائل الامنية والاقتصادية والمسائل المشتركة بين الشعبين. ومن المتوقع أيضا أن يناقش أوباما -الذي يعتزم العودة الى اندونيسيا في 2011 للمشاركة في قمة اسيوية- خطط زيارة الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو للولايات المتحدة. وسيغتنم أوباما -الذي عاش في اندونيسيا أربع سنوات خلال طفولته ومازال يتمتع بشعبية كبيرة هناك- هذه الزيارة لتعزيز التواصل مع العالم الاسلامي. وسيزور مسجد الاستقلال أحد أكبر المساجد في العالم ويلقي خطابا مهما في الهواء الطلق قال مساعدوه انه من المتوقع أن يجتذب حشودا كبيرة. وترافق السيدة الاولى ميشيل أوباما الرئيس الامريكي في زيارته لكل من الهند واندونيسيا. ما الذي ستسفر عنه زيارة سول؟ ستهيمن قمة مجموعة العشرين على وقت أوباما في سول التي يزورها في 11 و12 نوفمبر لكنه سيعقد أيضا اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك الحليف الوثيق. ويتوقع الخبراء أن تخرج الولاياتالمتحدة من القمة على الاقل ببعض عبارات التأييد من القادة الاخرين فيما يتعلق بالعملة الصينية. ودعا أوباما الصين الى السماح بارتفاع عملتها اليوان الذي يقول مسؤولون أمريكيون انه مقوم بأقل من قيمته عن عمد وهو ما يؤثر سلبا على الوظائف والتنافسية في الولاياتالمتحدة. وقال ارنست باور مدير برنامج جنوب شرق اسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "في كوريا سيكون المعيار بوجه عام هو اجتماع جيد لمجموعة العشرين." وتابع "هذا يعني بعض الاصوات (المؤيدة) بشأن العملة." وسيعقد أوباما اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الصيني هو جين تاو على هامش قمة العشرين هو السابع بين الزعيمين. وقال مساعدون للرئيس الامريكي ان أوباما سيثير مسألة العملة الصينية في كل محطات جولته الاسيوية. وأكبر مسألة على جدول الاعمال المشترك في سول ستكون اتفاقية التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة كوريا الجنوبية التي تم توقيعها في 2007 لكنها مازالت قابعة في الكونجرس الامريكي. ويبذل المفاوضون "أقصى الجهود" لازالة الاعتراضات على الاتفاقية قبل وصول أوباما الى سول. وقد تعزز مكاسب الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت يوم الثلاثاء حظوظ الاتفاقية لان المعارضة الرئيسية لها جاءت من بعض رجال الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه أوباما. وقال مساعدون ان لي وأوباما سيناقشان أيضا جهود حث كوريا الشمالية على ايقاف برنامج الاسلحة النووية لكن المسائل الاقتصادية ستكون محور الزيارة. لماذا سيزور يوكوهاما؟ سيزور أوباما يوكوهاما في اليابان في 13 و14 نوفمبر للمشاركة في مؤتمر لقادة منطقة اسيا والمحيط الهادي سيمنحه الفرصة أيضا للقاء رئيس الوزراء الياباني الجديد ناوتو كان. ومن المتوقع أن يجدد أوباما وكان التأكيد على أهمية التحالف الامريكي الياباني. وتوترت العلاقة في العام الماضي بسبب خلاف بشأن موقع جديد لنقل قاعدة فوتينما الجوية لمشاة البحرية الامريكية في اوكيناوا وبسبب الخوف من أن تعهد الحزب الديمقراطي الياباني باتخاذ موقف دبلوماسي أكثر استقلالية عن واشنطن قد يعني أنها ستولي مزيدا من الاهتمام للصين. لكن المخاوف الاخيرة بشأن أنشطة الصين البحرية قد تساعد على تقوية العلاقات الامريكيةاليابانية وتعيد طوكيو مجددا الى كنف واشنطن الامني. ويميل كان الى الموافقة على الانضمام الى الشراكة عبر المحيط الهادي -وهي مبادرة لتجارة الحرة تقودها الولاياتالمتحدة- رغم انتقادات بعض نواب حزبه الحاكم القلقين من احتمال الحاق الضرر بالنقابات الزراعية ذات النفوذ السياسي. وسيكون الهدف الرئيسي لاوباما في منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي (أبك) هو الحصول على تطمينات بأن القادة الاخرين في التجمع الذي يضم 21 دولة سيشاركون في قمة ابك للعام المقبل التي ستعقد في هاواي وتهيئة الساحة لاحراز بعض التقدم هناك. وقال باور "ينبغي أن تتطلع الى التوسع والالتزام في الشراكة عبر الهادي" مثل الحصول على التزامات من اليابان وكوريا الجنوبية بالانضمام.