اعلنت الولاياتالمتحدة انها ستحول عشرة ملايين دولار اضافية كمساهمة منها في تمويل المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بحسب ما افاد بيان صادر عن بعثتها في نيويورك وزعته السفارة الاميركية في بيروت الاربعاء. وجاء في بيان السفارة "اصدرت بعثة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة بيانا اعلنت فيه تقديم عشرة ملايين دولار اضافية الى المحكمة الخاصة بلبنان كي تواصل عملها لتقديم مرتكبي الاغتيال السياسي الى العدالة". واشاد البيان بحسب النص باللغة العربية، "بالعمل الشجاع الذي لا يكل لاعضاء هيئة المحكمة المستمرين في اداء مهامهم باسلوب مهني وغير سياسي". وقال "نحن واثقون بان عمل المحكمة سيستمر في المساعدة على منع وقوع مزيد من العنف ووضع حد للفترة المأساوية لافلات مرتكبي الاغتيال السياسي في لبنان من العقاب"، مضيفا "الى ان يتمكن لبنان من تحقيق هذا، سيكون من الصعب تأمين السلام والاستقرار اللذين يستحقهما كل الشعب اللبناني". واعتبر ان "الهجوم الذي تعرض له ثلاثة من موظفي هيئة المحكمة في بيروت محاولة اخرى لخلق اختيار زائف بين العدالة والاستقرار في لبنان والحيلولة دون قيام المحكمة المستقلة بالمهمة الموكلة اليها من مجلس الامن الدولي". وشجبت واشنطن "هذه الاعمال"، مؤكدة وجوب "عدم التسامح مع جهود زعزعة الثقة بعمل المحكمة وتعطيله او التأثير عليه". واضاف بيان البعثة "ينبغي ان تستمر المحكمة في العمل وفق أعلى معايير الاستقلال والنزاهة القضائية، ولدينا كل الثقة في قدرتها على فعل ذلك". وتعرض فريق من المحققين التابعين للمحكمة الخاصة بلبنان الاربعاء الماضي لتهجم بالشتم والسباب والضرب والسرقة من مجموعة من النساء في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما حال دون حصوله على معلومات كان قد طلبها من طبيبة عيادة نسائية حول عدد من مريضاتها. وتلت هذه الحادثة دعوة من الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وجهها الى المسؤولين والمواطنين اللبنانيين "لمقاطعة محققي المحكمة الدولية". ويشهد لبنان توترا سياسيا بسبب تنامي الخلاف بين حزب الله الذي يخشى توجيه الاتهام اليه في جريمة اغتيال الحريري ويطالب برفض اي قرار ظني "جائر" يصدر عن المحكمة الدولية من جهة، والاكثرية النيابية بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري التي تتمسك بالمحكمة من جهة ثانية. واكد الحريري في مقابلة صحافية معه في لندن الثلاثاء دعمه الكامل لعمل المحكمة التي تنظر في اغتيال والده، مؤكدا انه لن يقطع العلاقات معها. وقال الحريري في حديث الى تلفزيون "بي بي سي" باللغة الانكليزية تم بثه ليل الثلاثاء "ان عمل المحكمة مستمر وهناك العديد من المحققين في لبنان وهم يقومون بعملهم الخاص". وردا على سؤال عما اذا كان يدعم المحكمة بنسبة مئة في المئة، قال "نعم"، مشيرا الى انه لن يقطع العلاقات مع المحكمة. وقلل الحريري في حديثه الى "بي بي سي" من احتمالات حصول اعمال عنف على خلفية التوتر الحالي، معتبرا ان عدم قطع العلاقات مع المحكمة كما يطلب حزب الله، لا يشكل خطرا على استقرار لبنان. واضاف "اعتقد ان الخطر يكمن في عدم الحوار حول المسائل الصعبة فعلا في البلاد، واعتقد ان هذه هي احدى المسائل الصعبة في لبنان".