دبى - أكد معالي يوسف عمير بن يوسف، الأمين العام للمجلس الأعلى للبترول، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطني أدنوك أن المجموعة تخصص نحو 220 مليار درهم (60 مليار دولار) للاستثمار في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات خلال الأعوام العشرة المقبلة. وقال معاليه في حوار أجرته معه الاتحاد إن أدنوك تسير ضمن مجموعة من المشاريع باتجاه زيادة إنتاج النفط إلى 3,5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2017، من 2,5 مليون حاليا، عن طريق زيادة إنتاج الحقول الحالية وتطوير حقول جديدة. وأكد أن ميزانية أدنوك ومجموعة شركاتها لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية. وزاد الازمة الاقتصادية كانت حافزا لنا للاستفادة من الفرص المتاحة في السوق العالمي خلال فترة الركود وخاصة في مجالي الخدمات والامداد، وقد أدت جهودنا ثمارها في التقليل من النفقات وتكلفة المشاريع التي هي بصدد الإنشاء، ولكن لم تقلل من حجم المشاريع. وبالتفصيل، تعمل شركة زادكو على زيادة إنتاجها من حقل زاكوم العلوي من حوالي 500 ألف برميل إلى 750 ألف برميل يوميا، بينما ستواصل "أدكو" زيادة طاقتها الانتاجية من جميع الحقول البرية، لتصل إلى 1,8 مليون برميل يوميا. وستقوم أدما العاملة بزيادة إنتاج حقولها الحالية (زاكم السفلي وأم الشيف) إضافة إلى تطوير الحقول الجديدة ومنها نصر وأم اللولو وسطح الرازبوت، حيث تزيد سقف طاقتها الإنتاجية الكلية إلى حوالي مليون برميل يوميا. وقال معاليه من المتوقع أن تستمر وتيرة هذا الاستثمار على مدى السنين المقبلة بحيث من المقدر أن تبلغ حوالي 60 مليار دولار تقريبا لجميع القطاعات الرئيسية في مجموعة شركات أدنوك. أما بالنسبة للبويليفين، فقد زادت "أدنوك" إنتاجها من هذه المادة ثلاث مرات ووصل حجمها إلى مليوني طن سنويا من 600 ألف طن من خلال إنتاج مشروع بروج-2 الذي تم تشغيله هذا العام. كما أنه من المتوقع زيادة القدرة على الإنتاج اكثر من سبع مرات أي إلى 4,5 مليون طن سنويا، وذلك عندما يبدأ العمل في مشروع بروج-3 والذي من المتوقع البدء به خلال الربع الأول من عام 2014 بتكلفة استثمارية إجمالية تتراوح بين 4,2 و4,5 مليار دولار. ومن ناحية أخرى، فقد تمت ترسية عقد مشروع فرتيل-2 في الربع الرابع لعام 2009 بتكلفة إجمالية قدرها 1,2 مليار دولار. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج خلال الربع الرابع عام 2012، وبالتالي سيتم الوصول إلى ثلاثة أضعاف قدرة "فرتيل" على إنتاج الأسمدة تقريبا بالمقارنة مع قدرتها اليوم، بحسب ابن عمير. وحول صناعة النفط والغاز والبيتروكيماويات في إمارة أبوظبي قال معاليه إنها قطعت عدة مراحل مهمة على مدى العقود الماضية، وأنجزت سلسلة من الإنجازات التي أسهمت بدور كبير في التنمية الاقتصادية للإمارة والتي شملت العديد من القطاعات. وقال إيماننا بدورنا المهم كأكبر شركة بترول وطنية في دولة الإمارات ومن كبرى الشركات الإقليمية والدولية، يدفعنا الى المزيد من التقدم ليس من باب تحقيق النمو فقط، بل النمو المؤدي الى التنمية المستدامة. وأكد التزام المجموعة بتوسيع عملياتها بما يضمن تحقيق التزام بعيد المدى مع شركائها، علما بأن أبوظبي تتمتع بالعديد من المزايا الاستراتيجية كتوافر المخزون والقرب من الاسواق والمركز المالي المرموق، إضافة إلى البيئة الصالحة للعمل. وقال "تملك أبوظبي القدرة على التفوق التنافسي لتسويق المنتجات والصناعات البيتروكيماوية إلى الاسواق، وعليه فنحن مستمرون في الاستثمار في المشاريع الحيوية البتروكيماوية في المستقبل وعلى المدى الطويل". وأضاف "نظرا للرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بضرورة الالتزام بقواعد التنمية المستدامة فإن حصول الأزمة الاقتصادية العالمية وإن كان سببا في إبطاء النمو لدى الكثير من دول العالم، إلا أننا أردنا أن نستفيد من جميع الفرص المتاحة لنا للاستمرار في مشاريعنا ومحاولة إنجازها بتكلفة أقل، بحيث نكون في وضع مستعد للاستجابة لاحتياجات السوق الدولي وخاصة بعد أن يتعافى الاقتصاد العالمي والذي يأمل الجميع أن يكون قريبا". وحول استراتيجية أدنوك للعام المقبل، قال ابن عمير تستلهم أدنوك استراتيجيتها من إرشادات المجلس الأعلى للبترول الذي يضع الخطوط العريضة لسياسة التطوير بهدف تحقيق التنمية المستدامة، التي تعتمد على تحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية للدولة عن طريق زيادة عائداتها من النفط والغاز والبتروكيماويات، وخدمة المجتمع المدني للدولة بجميع كياناته والمساهمة في تطوير البنية التحتية للإمارة، والمحافظة على البيئة ومنع التلوث الضار بالحياة البحرية أو النباتية والالتزام بأعلى معايير السلامة أثناء القيام بمهامنا المتاحة. وفيما يخص مشروع تطوير حقل شاه للغاز الحامضي قال معاليه "بعد انسحاب شركة كونوكو فيليبس، فإن أدنوك مستمرة في خطط تطوير. وزاد انسحاب كونوكو فيليبس لن يؤثر في هذه الخطة، كما يجري حاليا النقاش حول إمكانية انضمام شريك أو شركاء جدد إذا وجد ذلك مناسبا ويفي بالمعايير الموضوعة، ويشكل إضافة مهمة للمشروع. وكانت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" أكدت أن عمليات تطوير حقل شاه البري للغاز بأبوظبي تسير كالمعتاد، ولن تتأثر بانسحاب شركة كونوكوفيلبس الأميركية التي كانت شريكة بحصة 40% في المشروع. وانسحبت كونوكوفيلبس من المشروع المشترك تحت مظلة شركة أبوظبي لتطوير الغاز المحدودة والبالغة قيمته 10 مليارات دولار في أبريل الماضي. وقال ابن عمير أود أن أذكر بأن أدنوك قامت منفردة بمنح العديد من الحزم لمقاولين عالميين، وذلك تأكيدا لالتزامها ونيتها الجادة بتطوير حقل شاه، على سبيل المثال وليس الحصر تم منح الإدارة الاستشارية للمشروع لشركتين أميركيتين (فلور وفيكو) بينما تم منح تنفيذ حزم المشروع إلى مجموعة من المقاولين مثل الشركة الاسبانية تيكنيكاس ري أوناديس وشركة سايبيم الإيطالية وشركة سامسونج إنجينيرنج ليميتيد الكورية الجنوبية إضافة إلى شركة الجابر المحلية. وحول التوطين، قال ابن عمير "مع التوسع الكبير الذي زاد من حجم الوظائف بأدنوك ومجموعة شركاتها، تم تمديد نسبة التوطين إلى 75% لغاية سنة 2014. أما بالنسبة للعنصر النسائي، فهناك دعم بتطوير القدرات المهنية للمرأة الإماراتية حفزها على دراسة التخصصات العملية لمقابلة متطلبات سوق العمل، من خلال التحاقها بالمعهد البترولي والتوعية الإعلامية بأهمية وجدوى عمل المرأة في شركات النفط والغاز والبيتروكيماويات.