تهدف التحذيرات من احتمال وقوع عمل ارهابي في اوروبا الى تحقيق توازن دقيق بين رفع درجة اليقظة الامنية وعدم الكشف عما يعرفه الغرب فعلا للاعداء. لكن في غياب التفاصيل عن مؤامرة ذكرت تقارير انها دبرت في باكستان يصبح من الصعب قياس مدى ازدياد التهديد الذي تواجهه اوروبا . وفيما يلي أسئلة وأجوبة اعتمادا على ما نشر من معلومات في محاولة للفصل بين ما هو حقيقة وما هو غير مؤكد وما هو مجرد تكهن او تعليق. ما هو الدليل المادي على وجود مخطط؟ الحقيقة: قالت مصادر مخابرات ان اسلاميا متشددا من ألمانيا تحتجزه القوات الامريكية في أفغانستان وتستجوبه منذ يوليو تموز كشف عن تفاصيل خطط لشن هجمات على أهداف في اوروبا. وفي الرابع من سبتمبر ايلول قالت صحيفة دير شبيجل ان الرجل الماني من أصل أفغاني ويدعى أحمد اس. من الحركة الاسلامية لاوزبكستان وهي جماعة متشددة في وسط اسيا وكان يعمل على تجنيد أعضاء جدد في المانيا. وفيما بعد تم تعريفه باسم احمد صديقي وهو الماني من أصل أفغاني ضمن مجموعة من عشرة او 11 متشددا غادروا هامبورج لتلقي تدريب مسلح في شمال غرب باكستان في مارس اذار 2009 . معلومات غير مؤكدة.. يقول خبراء أمنيون ان مجموعة هامبورج واحدة من أربع مجموعات على الاقل من الاسلاميين المتشددين المولودين في المانيا او المقيمين بها الذين ذهبوا من برلين وبون وهامبورج الى باكستان فيما بين 2008 و 2010 . وذكرت تقارير اعلامية ان الاشخاص الضالعين في المؤامرة كان بينهم مجموعة هامبورج وأعضاء متشددين من مجموعة اسلامية وتمركزوا في مسجد في مدينة ارتبطت لفترة طويلة بهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة. ونقلت صحيفة دير شبيجل عن صديقي قوله انه بعد وصولهم الى باكستان قام المسؤول بتنظيم القاعدة يونس الموريتاني بتجنيد بعض أعضاء المجموعة لشن هجوم في اوروبا. وتعتقد الشرطة الالمانية أن المجموعات الاسلامية كتلك الموجودة في مسجد هامبورج أفرزت ما يصل الى 100 متشدد اجنبي مدرب موجودين الان داخل المانيا ويمثلون تهديدا أمنيا كبيرا. ويعتقد أن كثيرين تلقوا تدريبا مسلحا في شمال غرب باكستان. تعليق: قال بيتر نيومان من المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن انه قبل عام مضى عاد نحو 50 متشددا الى المانيا بعد تلقي تدريب في باكستان من جملة 200 ذهبوا الى هناك في أشهر سابقة. وكتب نيومان هذا الشهر في مدونته على الانترنت "اذا تبين صدق التقارير بوجود هجوم وشيك على اوروبا دبرته خلية من المقيمين في المانيا فيجب الا تكون هذه مفاجأة." وأضاف "النشاط الجهادي في المانيا في تزايد خاصة منذ أصبحت المشاركة العسكرية للبلاد في أفغانستان أداة لتجنيد الشبان المسلمين الالمان ممن يشعرون بالسخط. كم عدد المتشددين الذين ذهبوا الى باكستان وماذا فعلوا؟ الحقيقة: لا توجد احصاءات متفق عليها بشأن أعداد المتشددين الذين ذهبوا من اوروبا الى باكستان للتدريب وليس هناك سوى اجماع على أن العدد ارتفع في الاونة الاخيرة. ولا يوجد اتفاق على ما فعلته مجموعة هامبورج هناك تحديدا سوى اجماع على أن بعض الاجانب وصلوا مؤخرا وانضموا الى مجموعة جهادية أجنبية هناك. وربما يكون من بين مؤشرات تزايد وجود المتشددين هناك تكثيف الغارات بطائرات امريكية بدون طيار في سبتمبر ايلول. معلومات غير مؤكدة: تقول مصادر مخابرات ان المخطط ربما يهدف الى محاكاة هجمات 2008 على مومباي التي أسفرت عن مقتل 166 شخصا. وذكرت وسائل اعلام ألمانية أن صديقي واثنين اخرين في خلية هامبورج هما شهاب دشتي ونعمان مزيش التقيا مع سعيد بهاجي -أحد اخر المشاركين المزعومين في مؤامرة هجمات 11 سبتمبر أيلول والذي مازال طليقا- في مايو ايار او يونيو حزيران في مير علي بوزيرستان الشمالية. وظهر دشتي في تسجيل فيديو عام 2009 أعدته الحركة الاسلامية لاوزبكستان دافع فيه عن المقاومة المسلحة. ومن الصعوبة بمكان معرفة ما يفعله المتشددون تحديدا في شمال غرب باكستان لان عمليات التجسس التقليدية بالاستعانة بالعناصر البشرية وباستخدام غرباء ينطوي على مجازفة شديدة رغم أن السلطات الباكستانية لها عملاء بالمنطقة. ويعقد محاولة فهم التشدد في جنوب اسيا تشرذم بعض الجماعات المسلحة فيما يبدو حيث باتت الملامح المميزة بين بعض المجموعات غير واضحة. ومن العوامل الاخرى ظهور اسلاميين ولدوا في الغرب يتطوعون للعمل دون أن تكون لهم صلات سابقة بتنظيمات متشددة. وبالتالي فانهم غير معروفين لاجهزة الامن. ويتناول بحث للاكاديمي الالماني جيدو شتاينبرج كيف أثرت هذه الاتجاهات على الجماعات الالمانية المتشددة. التكهنات: قالت مؤسسة اسيا والمحيط الهادي البحثية في لندن ان أعضاء عدة جماعات منبثقة عن تنظيم القاعدة قاموا بزيارة وزيرستان الشمالية في اغسطس اب وسبتمبر ايلول وعقدوا "قمة" لمحاولة التخطيط لهجمات باسم التنظيم. وأضافت أن الموريتاني واليمني فهد محمد احمد القوسو المطلوب القاء القبض عليه في تفجير المدمرة الامريكية كول باليمن عام 2000 قتلا في الغارات الاخيرة التي نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار فضلا عن بريطاني وعدد من الالمان. وقالت دير شبيجل ان القتلى الالمان من بينهم دشتي ومزيش. وهناك درجة من التوافق على أن زعماء القاعدة يريدون تنفيذ هجوم كبير في الغرب لاستعادة مصداقية القاعدة كتنظيم متشدد لا مجرد تنظيم دعائي. وهناك بعض الادلة الظرفية التي تؤيد هذا. ما مدى خطورة شن هجوم على غرار هجوم مومباي؟ الحقيقة: سيسبب تنفيذ هجمات ناجحة على غرار هجمات مومباي ارتباكا كبيرا ويوفر دعاية هائلة. التعليق: تتمتع المدن الغربية بدفاعات اكثر احكاما من بعض نظيراتها الاسيوية بفضل قوانين حمل السلاح الاكثر صرامة والمراقبة الافضل والمتابعة المنهجية لاي استخدام لمنشات على الارض. وعلى الرغم من هذا سعت العواصم الاوروبية الى رفع درجة استعدادها خوفا من أن يحاول المتشددون يوما محاكاة هجمات مومباي. ويقول بعض الخبراء ان الهجمات البدائية التي يحتمل أن ينفذها مسلحون بمفردهم هي المرجحة عن الهجمات المعقدة المتزامنة التي تتطلب تدريبا عسكريا قائما على العمل الجماعي.