برلين/لندن (رويترز) - قالت مصادر أمنية يوم الاربعاء ان ضربات بطائرات بدون طيار بباكستان أدت الى احباط مخطط لمتشددين لتنفيذ هجمات منسقة في أوروبا في مراحله الاولى. ولكن لم يتضح ما اذا كان التهديد قد زال تماما. وقالت ألمانيا يوم الاربعاء ان لديها معلومات مخابرات تشير الى احتمال وقوع هجمات من جانب القاعدة في أوروبا والولاياتالمتحدة. وقالت مصادر في المخابرات ان أجهزة الامن أحبطت خططا لمتشددين مقرهم باكستان لتوجيه ضربات متزامنة في لندن ومدن في فرنساوألمانيا. وأضافت المصادر ان الخطة كانت في مراحلها الاولية وربما كانت ستضم جماعات صغيرة من المهاجمين الذين سيأخذون رهائن ويقتلونهم ربما على غرار هجوم مومباي عام 2008 والذي أسفر عن مقتل 166 شخصا. وقالت انه لم يتضح ما اذا كان جميع المخططين قد جرت تصفيتهم في الهجمات الاخيرة التي شنتها طائرات بدون طيار في المنطقة الحدودية بين باكستانوأفغانستان. واشارت الى أن أجهزة الامن الغربية تعمل عن كثب مواجهة أي تهديد متبق. وكان اخر هجوم ناجح شنه متشددون في الغرب على شبكة النقل في لندن عام 2005 وأسفر عن مقتل 52 شخصا. وتوعدت القاعدة والجماعات المتشددة في جنوب اسيا بمهاجمة أهداف غربية انتقاما من العمل العسكري الامريكي في أفغانستان ومن الضربات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في باكستان. وقالت مصادر في المخابرات ان زيادة الهجمات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار على من يشتبه بأنهم متشددون في باكستان خلال الاسابيع القليلة الماضية جزء من الجهود الغربية لاحباط المخطط. وقال مسؤول أمني في ألمانيا اشترط عدم الافصاح عن اسمه ان هذه التقارير ربما يكون منبعها التحقيقات مع ألماني أفغاني مشتبه به في أفغانستان. والمشتبه به المعتقد أنه وراء هذه المعلومات هو أحمد صديقي وهو ألماني من أصل أفغاني. وقالت وسائل اعلام ألمانية انه من هامبورج وهو معتقل في سجن باجرام العسكري الامريكي في افغانستان منذ يوليو تموز. وفي واشنطن شدد مسؤولون أمريكيون انه لا توجد أدلة على أن هناك مخططا جرى احباطه. وقال مسؤول لرويترز "من الخطأ ببساطة أن يفكر المرء أن المخاوف المتعلقة بالتهديد الحالي قد تراجعت بصفة دائمة.. هذا غير صحيح على الاطلاق." وأيد مسؤول في الامن القومي الامريكي ذلك قائلا "لا أحد داخل الحكومة (الامريكية) يقول ان اللعبة انتهت." وقال مصدر أمني بريطاني لرويترز ان أجهزة المخابرات الامريكية والفرنسية والالمانية والبريطانية "تعمل في هذا الامر منذ فترة طويلة." وقال المصدر ان الهجمات المزمعة من المفترض أن تشمل "ارهابيين انتحاريين" وتشبه الهجوم الذي وقع في مومباي في عام 2008. وقال مصدر منفصل في شرطة مكافحة الارهاب في بريطانيا لرويترز انه "لم تجر اعتقالات ولا توجد اعتقالات مقررة مما يشير الى أن التهديد لا يعتقد أنه وشيك. وأضاف المصدر الامني "لقد كانت فكرة يعملون عليها ولا أعتقد أنهم بدأوا التجهيز بأي شكل وربما لا يكونون حتى في هذه البلدان." وتابع أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أطلع على هذا التهديد قبل أسبوعين. ونفى الجيش الباكستاني المعلومات التي وردت مساء الثلاثاء في محطة سكاي نيوز بوصفها "مبنية على تكهنات". وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني لرويترز " ليست لدينا أي معلومات أو معلومات مخابرات عن أن متشددين تجمعوا هنا (في شمال وزيرستان) ويخططون لشن هجمات. لا توجد معلومات مخابرات بتاتا عن هذا الامر." وقالت وزارة الداخلية الالمانية في بيان انه وصلتها معلومات عن هجمات محتملة وانه جرى تبادل هذه المعلومات مع دول أخرى على أساس أنها " حساسة ومهمة". وقال أربعة مسؤولين أمنيين أمريكيين طلبوا عدم الافصاح عن هوياتهم ان التقارير الاولية المتعلقة بالتهديد ظهرت للمرة الاولى قبل أسبوعين تقريبا قرب موعد ذكرى هجمات 11 سبتمبر أيلول. وفي يناير كانون الثاني رفعت بريطانيا مستوى التهديد الارهابي لديها الى المستوى "شديد" وهو ثاني أعلى مستوى للانذار. وقال رئيس جهاز المخابرات البريطاني (ام.اي. 5) في 16 سبتمبر أيلول انه ما زال "هناك خطر حقيقي من وقوع هجوم مميت." وفي 20 سبتمبر أيلول قال وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتيفو ان فرنسا تواجه تهديدا ارهابيا حقيقيا بتأثير متشددي القاعدة في شمال أفريقيا وفيما تتنامي مخاوف من وقوع هجوم تنفذه خلايا محلية التكوين داخل الحدود الفرنسية. وقالت الشرطة الفرنسية يوم الثلاثاء انه جرى اخلاء برج ايفل والحديقة المحيطة به لفترة قصيرة بسبب انذار بوجود قنبلة. وهذا رابع انذار في تلك المنطقة في أربعة أسابيع. ولكن عملية تفتيش لم تسفر عن العثور على شيء. وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الامريكية في بيان "كما قلنا مرارا نعلم أن القاعدة تريد مهاجمة أوروبا والولاياتالمتحدة. وما زلنا نعمل عن كثب مع حلفائنا الاوروبيين بشأن التهديد القادم من الارهاب الدولي بما في ذلك القاعدة." وقال مسؤول أمريكي ان متشددين في باكستان يخططون لشن هجمات " باستمرار" في المنطقة وخارجها وان الولاياتالمتحدة سترد على ذلك. وأضاف "لا ينبغي أن يتفاجأ أحد من أن تؤدي الصلة بين المخططات ومن يضعونها الى تحرك أمريكي حاسم. سيكون الارهابيون الضالعون في الامر أهدافا.. كما هو متوقع من جانب الجميع. هذا هوالمقصود من كل ذلك." وشنت طائرات أمريكية بدون طيار 21 ضربة في سبتمبر أيلول. وهو أكبر عدد من الضربات التي توجه في شهر واحد. وقال مسؤولو مخابرات باكستانيون ان من المعتقد أن قياديا رفيعا في القاعدة معروف باسم الشيخ الفاتح أو الشيخ فاتح المصري قتل في 26 سبتمبر أيلول.