واشنطن (رويترز) - قال يوسف بطرس غالي وزير المالية المصري ورئيس اللجنة النقدية والمالية بصندوق النقد الدولي ان السبيل الوحيد لكسر الجمود بشأن كيفية منح الدول الناشئة نفوذا أكبر بالصندوق هو ضمان أن يخرج الجميع وهو يشعر أنه فائز. وقال غالي في مقابلة مع رويترز يوم الاربعاء انه ما لم تشعر الاسواق الناشئة بأن لها صوتا مسموعا داخل الصندوق فلن يكون الصندوق فعالا في التصدي لموضوعات عالمية صعبة مثل التوترات بشأن أسعار صرف العملة. وتطالب الاسواق الناشئة بتمثيل يتناسب مع نفوذها الاقتصادي المتنامي لكن الدول الاوروبية لا تريد أن تفقد مقاعدها في المجلس التنفيذي للصندوق ولا يريد الامريكيون التنازل عن حق النقض. وقال غالي قبيل اجتماع اللجنة النقدية والمالية بالصندوق يوم السبت في اطار اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين التي تجري مرتين سنويا "دعنا نتفق على حزمة من الاجراءات نستطيع جميعا ويستطيع كل واحد منا أن يجد بها بعض عناصر الفوز." ويجب أن تتفق الدول الاعضاء في الصندوق وعددها 187 دولة على مجموعة من الاصلاحات تشمل اعادة توزيع حصص التمثيل بالصندوق وهو ما يحدد القوة التصويتية لكل دولة كما تشمل تشكيل مجلس الصندوق الذي تهيمن عليه حاليا الدول الاوروبية. وقال غالي انه بدلا من التعامل مع كل موضوع على حدة ينبغي جمع كل هذه المواضيع في حزمة واحدة حتى يكون هناك مجال للتنازلات المتبادلة. وفي الشهر الماضي رفضت الولاياتالمتحدة -التي أحبطها رفض أوروبا تقاسم مزيد من السلطة- تأييد قرار كان من شأنه أن يبقي على الهيمنة الاوروبية على مجلس الصندوق. وتهيمن الدول الاوروبية والولاياتالمتحدة على صندوق النقد الدولي انسجاما مع النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية والذي يواجه الان منافسة بصعود دول مثل الصين. واقترحت أوروبا أن تمنح اثنين من مقاعدها التسعة في مجلس الصندوق لدول ناشئة بالتناوب لكن من المستبعد أن تقبل الولاياتالمتحدة ذلك لانه ليس اصلاحا ذا مغزى. وقال غالي "لا يمكن تسوية مسألة المجلس بشكل منفصل لان هناك فائزا وخاسرا. الخاسر لن يقبل الخسارة والفائز يمكنه الانتظار." وأضاف غالي أنه يريد من الدول الاعضاء أن تقلص قائمة مطالبها حتى يتسنى الوصول الى توافق في الاراء مطلع الاسبوع المقبل على حل يرضي جميع الاطراف من شأنه أن يكسر الجمود قبيل اجتماع قادة دول مجموعة العشرين في سول في نوفمبر تشرين الثاني. وتعهد صندوق النقد الدولي بالانتهاء من خطط الاصلاح الخاصة به بحلول يناير كانون الثاني. وتابع غالي أن الصندوق لن يكون له دور فعال بدون ادخال تعديلات تمنح الاسواق الناشئة نفوذا أكبر. وقال "(الاقتصادات الناشئة) لن تنتظر بل ستذهب ويمضي كل في طريقه وعندما نحتاج اليها لوضع اطار عمل لن يكون لصندوق النقد الدولي دور لانه تجاهل القوى الاساسية المحركة للنظام." وأضاف "سيمضون في طريقهم ويتركونك وراءهم." وأوضح غالي أن صندوق النقد هو المحفل الوحيد الذي يتيح لدول من مختلف أنحاء العالم أن تلتقي لحل خلافاتها الاقتصادية. وتابع قائلا ان مجموعة العشرين للدول الغنية والناشئة لا تكون لها فاعلية الا عندما تتفق الدول الاعضاء بشأن القضايا التي تناقشها مضيفا أنه عندما لا تتفق هذه الدول يصبح من المنطقي أن يتدخل صندوق النقد كجهة فصل محايدة لكن الصندوق لا يمكنه لعب هذا الدور الا عندما تحترم جميع الاطراف سلطته. وقال "عندما يتفقون جميعا يكون الامر سهلا لكن عندما يختلفون فماذا نفعل.." وأضاف غالي أنه ينبغي تحديث صندوق النقد الدولي وان يمنح الادوات التي تجعله ليس فقط قادرا على رصد الازمات في عالم يحظى بمزيد من التكامل ولكن تمنحه أيضا سلطة التصدي للمشاكل الاقتصادية. وقال "صندوق النقد الدولي هو المنتدى المثالي لمناقشة أسعار صرف العملة وتنسيق سياسة العملة."