حث الاتحاد الاوروبي الصين يوم الاربعاء على تعديل ممارساتها التجارية لمنع سرقة التكنولوجيا وتقليد المنتجات والتمييز ضد الشركات الاجنبية بعدما أخفق الاتحاد في حمل بكين على تغيير موقفها بشأن سعر صرف عملتها. وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية في افتتاح قمة تستمر يوما واحدا مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو ان التجارة الاوروبية الصينية التي بلغ حجمها 327 مليار يورو (453 مليار دولار) في عام 2009 واحدة من أهم العلاقات التجارية في العالم وتعد حيوية للاقتصاد العالمي. واجتمعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل زعيمة أكبر دولة مصدرة في أوروبا مع ون مساء الثلاثاء وتعهدت بالعمل على أن تحصل الصين على تصنيف "اقتصاد السوق" من الاتحاد الاوروبي بحلول عام 2016. وسيمنح هذا بكين حماية أفضل من عقوبات مكافحة الاغراق التي تشكل مصدر ازعاج رئيسيا للصينيين. لكن مفوض التجارة بالاتحاد الاوروبي كاريل دي جوشت ذكر سلسلة من الشكاوى الاوروبية التي قال انه يتعين على الصين احراز تقدم بشأنها اذا أرادت هذا التصنيف قبل موعد حصولها عليه تلقائيا في 2016 بموجب لوائح منظمة التجارة العالمية. وقال دي جوشت في حديث مع صحيفة لوموند الفرنسية "يتعين بحث هذه المسألة على أساس التزامات واضحة فيما يتعلق مثلا بدخول السوق الصينية والمشتريات العامة وحماية الملكية الفكرية وحتى سعر الصرف." وحث صناع السياسة الاوروبيون رئيس الوزراء الصيني يوم الثلاثاء على السماح بارتفاع اليوان بوتيرة أسرع. لكنه رفض بشكل مهذب وجدد التأكيد على نهج بكين المتبع في تعزيز استقرار العملة. من ناحية أخرى وقع الاتحاد الاوروبي يوم الاربعاء اتفاقية للتجارة الحرة مع كوريا الجنوبية هي الاولى من نوعها مع شريك اسيوي بعدما أعلن يوم الثلاثاء بدء محادثات للتوصل الى اتفاقية مماثلة مع ماليزيا. وحثت الولاياتالمتحدة الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع على أن يحذو حذوها في ممارسة ضغط على مستوى رفيع على الصين لتغيير سياستها الخاصة بحقوق الملكية الفكرية والاستثمار الاجنبي. وفي حين يريد بعض رؤساء الشركات الاوروبية أن يضع الاتحاد الاوروبي وسائل دفاعية تجارية جديدة يمكن أن تستخدم كأداة لتغيير الممارسات الصينية الا أن اخرين يرفضون هذه العقوبات التي ستؤدي الى انقسام الدول الاعضاء. وتراجع العجز التجاري للاتحاد الاوروبي مع الصين الى 133.1 مليار يورو في 2009 من 169.5 مليار يورو في 2008 وهو ما يرجع بشكل رئيسي الى الركود الاقتصادي العالمي. لكن الصناعة الاوروبية حذرت من أن الصين ستستفيد من الانتعاش الاقتصادي الاوروبي وتعزز طاقتها الانتاجية لتلبية الطلب الاوروبي على المواد الاولية الصناعية الرخيصة والسلع الاستهلاكية وتغزو أسواق التكنولوجيا المتطورة الاوروبية. وفي الاشهر الاخيرة أثار الاتحاد الاوروبي العديد من قضايا مكافحة الاغراق التي قد تفضي الى فرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية من الالياف الزجاجية المستخدمة في صناعة توربينات الرياح والسيارات خفيفة الوزن الى اطارات السيارات وأجهزة المودم اللاسلكية. وقال دي جوشت ان أوروبا تدرس الضغط بقوة للمطالبة بمعاملة متكافئة في العقود الحكومية.