كابول (رويترز) - قال قادة منظمات مدنية يوم الاثنين ان المجلس الاعلى للسلام الذي أنشأه الرئيس الافغاني حامد كرزاي بهدف التوسط لاجراء محادثات مع حركة طالبان معيب بسبب الماضي الذي يشينه العنف لبعض أعضائه ولانه لا يمثل المجتمع الافغاني بشكل مناسب. وكان المجلس قد أقر في اجتماع للمجلس الاعلى للقبائل (لويا جيركا) هذا الربيع ليكون خطوة رئيسية في السعي من أجل نهاية تفاوضية للحرب التي بلغت اشد مراحلها دموية منذ اطاحة قوات أفغانية تدعمها الولاياتالمتحدة بنظام حركة طالبان أواخر عام 2001. لكن عندما أعلن كرزاي الاسبوع الماضي أعضاء المجلس وردت في القائمة الكثير من الاسماء غير المالوفة وقال نشطاء أفغان وقادة منظمات حقوقية ان من غير المرجح أن يكون الاعضاء الاكثر شهرة قادرين على تحقيق سلام حقيقي أو حتى راغبين في ذلك. ومن بين أعضاء المجلس مقاتلون سابقون من طالبان وزعماء ميليشيات ورؤساء سابقون وسياسيون محليون. وغاب عن القائمة أعضاء يمثلون المجتمع المدني ومجتمع الاعمال وخبراء في التنمية وأعضاء الجماعات الحقوقية وكبار المسؤولين في صفوف المعارضة والناشطات في مجال المرأة. وقال عزيز رفيع مدير منتدى المجتمع المدني الافغاني في مؤتمر صحفي وبجواره ممثلون لجماعات حقوقية أخرى "الاشخاص الذين وردت أسماؤهم في القائمة كانوا يوما يعارضون بعضهم بل وكانوا في الواقع يقتلون بعضهم بعضا." وأضاف "اليوم هم يقفون على جانبين متعارضين أيضا". وانضم ممثلو اثنتين من الجماعات النسائية الى رفيع في رفض تشكيل المجلس وطالبوا بأن تضمن اي محادثات مع طالبان حقوق النساء في التعليم والتوظيف والتنقل وهي الحقوق التي نجحن في استعادتها بعد انتهاء حكم الحركة. وقالت ثريا برليكه مديرة اتحاد جميع النساء الافغانيات الذي يمثل مظلة للمنظمات النسائية "بعض الاشخاص الموجودين على القائمة لديهم خبرة في الحرب أكثر من صنع السلام." وأضافت "ان مجلسا كهذا سيكون مضيعة للوقت." وتظهر الانتقادات من جانب منظمات المجتمع المدني التحدي الذي يواجه كرزاي في الحصول على تأييد واسع النطاق لمسعاه من أجل التفاوض لانهاء الحرب. ورغم مشاعر السخط تجاه القوات الاجنبية مازال هناك الكثير من الافغان الذين يخشون الاوضاع التي يمكن تفرضها الجماعات المسلحة المتمردة كما يشعرون بالقلق على مدى صمود الاتفاقات مع قادة نقضوا اتفاقات سابقة. وتقول حركة طالبان انها لن تجري محادثات سلام قبل رحيل كل القوات الاجنبية عن أفغانستان. ويعتزم الرئيس الامريكي باراك أوباما البدء في اعادة القوات الامريكية الى أرض الوطن بدءا من منتصف العام القادم وتقول الحكومة الافغانية انها تريد تولي مسؤولية الامن بحلول عام 2014.