تبرز التحذيرات الامريكية والبريطانية من هجمات محتملة في أوروبا وجود أعداد متزايدة من المتشددين ممن يتجهون من الغرب الى مناطق حروب بعيدة للتدريب استجابة لدعوة من القاعدة عبر الانترنت. وكان السبب المباشر وراء التحذير الذي أصدرته الولاياتالمتحدة وبريطانيا يوم الاحد هو وجود معلومات عن مؤامرة ضد أهداف أوروبية قيل ان وراءها مجموعة من الافراد في المنطقة الجبلية بشمال باكستان ويعتقد أن بعضهم مواطنون أوروبيون. ولا تتوفر تفاصيل تذكر عن المؤامرة لكنها تشبه فيما يبدو المؤامرات التي يعتقد مسؤولون غربيون أنها تمثل الخطر الاكبر حاليا وتتضمن الاستعانة بمتشددين ليس لهم تاريخ سابق في التطرف. ويقول خبراء ان قيادة القاعدة التي تحد ضربات الطائرات الامريكية بلا طيار في شمال غرب باكستان من نشاطها بشكل متزايد تولي هؤلاء المجندين المحليين أهمية كبيرة لانهم يحملون جوازات سفر غربية ويمكنهم السفر بسهولة. ولا تتوفر أرقام محددة لكن بعض الخبراء يعتقدون أن تدفق مقاتلي المستقبل على دول مثل باكستان واليمن زاد خاصة خلال العامين المنصرمين رغم تكثيف بعض الحكومات الغربية جهودها لمحاربة التشدد بين الجاليات المسلمة. وقال ادوين بيكر خبير شؤون الامن والصراعات في معهد العلاقات الدولية بهولندا "انها ظاهرة خطيرة في أوروبا خاصة في بريطانيا والمانيا." ومضى يقول "الدافع ليس التطرف الاسلامي دائما بل ان هناك أفرادا يسافرون في بعض الاحيان بحثا لانفسهم عن قضية أو عن اثارة." وأصدرت وزارة الخارجية الامريكية يوم الاحد تحذيرا لرعاياها طلبت منهم فيه توخي الحذر أثناء السفر في أوروبا. كما رفعت بريطانيا مستوى التهديد الارهابي الى "مرتفع" بعد أن كان "عاما" بالنسبة لمواطنيها المتجهين الى المانيا وفرنسا. وقالت مصادر مخابراتية الاسبوع الماضي ان هناك مؤامرة وراءها القاعدة ومتشددون متحالفون معها ربما بينهم مواطنون أو سكان من أوروبا. وأضافت ان المتشددين يخططون لتوجيه هجمات منسقة الى مدن أوروبية. وزادت بشدة خلال العامين الماضيين الاستعانة لدى التخطيط لهجمات بمتشددين مقيمين في الغرب بعد أن يتبنوا أفكارا متشددة عبر غرف الدردشة على الانترنت أو من خلال تبادل رسائل بالبريد الالكتروني مع دعاة متشددين. ومن أبرز الهجمات الفاشلة في الغرب ذلك الهجوم الذي كان يهدف الى تفجير ساحة تايمز سكوير في نيويورك والذي قام به المواطن الامريكي الباكستاني المولد فيصل شاه زاد في الاول من مايو ايار. وقال يورج تسيركه رئيس مكتب الجريمة الاتحادي في المانيا في الشهر الماضي ان أكثر من 400 متشدد اسلامي يعيشون في المانيا وان بعضهم تلقى تدريبات في معسكرات في الخارج ومنهم من لديه خبرة في القتال في افغانستان. وقال جيل دي كيرشوف منسق مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي لرويترز يوم الجمعة ان المؤامرة تظهر أن على أوروبا بذل مجهود أكبر لمنع المتطرفين من السفر الى الخارج لتلقي التدريب. ومضى يقول "هناك عدد.. عدد ليس كبيرا من الافراد الخطرين فعلا يتحرك حولنا." وأردف قائلا "كانت هناك لفترة مخاوف حقيقية تجاه سفر أفراد من مواليد أو سكان أوروبا الى مناطق صراع جهادي مثل أفغانستان-باكستان.. الصومال.. اليمن." وفي تقرير صدر الى حكومات الاتحاد الاوروبي في يونيو حزيران قال كيرشوف ان القاعدة ما زالت أكبر مصدر خطر بالنسبة للاتحاد الاوروبي وحث على فرض رقابة أكبر على تحركات الارهابيين المحتملين في دول الاتحاد. وفي بريطانيا قال جوناثان ايفانز رئيس جهاز مكافحة التجسس (ام.اي 5) الشهر الماضي ان هناك احتمالا كبيرا في حدوث هجوم فتاك وان المتشددين في اليمن والصومال يمثلون خطرا متزايدا. ويهدف الكثير من المتشددين الذين يتجهون الى باكستان وكثيرا ما يكونون أوروبيين من أصول اسيوية أو عربية أو تركية الى عبور الحدود الى أفغانستان ومحاربة القوات الغربية هناك. لكن خبراء يقولون ان القاعدة تسعى من حين لاخر الى اقناعهم بالعودة الى بلادهم ومهاجمة أهداف غربية هناك. وحققت هذه الجهود قدرا من النجاح. وقال بول كرويكشانج وهو زميل في مركز القانون والامن التابع لكلية الحقوق بجامعة نيويورك في تقرير انه في الجزء الاغلب من 21 مؤامرة خطيرة استهدفت الغرب منذ عام 2004 كان المتآمرون يتلقون توجيهات أو تدريبات من القاعدة أو حلفائها في باكستان . وجاء في التقرير الذي صدر في فبراير شباط 2010 نقلا عن مسؤولين غربيين في مكافحة الارهاب أنه يعتقد أن ما بين 100 و150 غربيا توجهوا الى المنطقة لتلقي تدريبات عسكرية خلال العام الماضي. وقال تقرير مشترك أصدره معهد سياسات الامن الداخلي بجامعة جورج واشنطنالامريكية وكلية الدفاع الوطني السويدية في الاول من أكتوبر تشرين الاول ان بعض الذين يتوجهون لتلك الدول حديثو العهد بهذا المجال ويعتبرون هذه الرحلات جواز مرور في حين أن اخرين مقاتلون محنكون يتوقون للشهادة. وذكر التقرير أن أجهزة المخابرات الغربية تتكتم الاعداد المحددة للمقاتلين الاجانب الذين يتدفقون على مناطق الصراعات لكن من الواضح أن "خطر المقاتلين الاجانب يتزايد الان سريعا من حيث الحجم والانتشار." وأظهر تقرير من بروس هوفمان وبيتر بيرجن وهما خبيران أمريكيان في شؤون الارهاب في العاشر من سبتمبر أيلول أن خطر القاعدة أصبح أكثر تعقيدا وأن مواطنين أمريكيين وسكانا بالولاياتالمتحدة يقومون بدور متزايد في التخطيط والعمليات بالقاعدة. وأصبحت قدرة الجماعة على تنفيذ هجوم كبير مماثل لهجمات 11 سبتمبر أيلول أصبحت أقل مما كانت عليه في 2001 لكن التنظيم ربما يكون قادرا على قصف أهداف أمريكية لها أهمية كبيرة مثل مترو أنفاق مانهاتن في هجمات تودي بحياة العشرات. وقال التقرير "من المرجح أن يستمر مستوى الخطر هذا لسنوات مقبلة." من وليام ماكلين مراسل الشؤون الامنية