اسلام أباد (رويترز) - أكد قائد رفيع لطالبان باكستان علاقات جماعته مع تنظيم القاعدة متعهدا بالقتال من أجل فرض الشريعة الاسلامية في مختلف أنحاء العالم. وجاءت هذه التصريحات بلسان ولي الرحمن زعيم حركة طالبان باكستان في جنوب وزيرستان في مقابلة مصورة حصلت عليها رويترز. وتؤكد المقابلة على الجهود الدؤوبة التي تبذلها الحركة من أجل ممارسة نشاطها خارج حدود باكستان التي تشن فيها هجمات دامية. وقال ولي الرحمن الذي كان جالسا على الارض بين حارسين شخصيين "القاعدة تنظيم عالمي له فروع منتشرة في شتى أنحاء العالم.. في الدول العربية.. في أوروبا.. في أمريكا أو شبه القارة (الهندية)." وأضاف بينما كانت هناك بندقية كلاشنيكوف عند قدميه "كثير من التنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة. ونحن نتفق تماما مع فكره وبرنامجه.. وسنوسع هذه الحرب خلال السنوات العشر المقبلة." وأجرى هذه المقابلة صحفي باكستاني في شمال وزيرستان يعمل لدى صحفي أجنبي أعطى هذا التسجيل حصريا لرويترز. وقال خبير في التسجيلات الخاصة بالمتشددين ان تصريحات ولي الرحمن تظهر تنامي طموح حركة طالبان باكستان وانه ينبغي أخذها على محمل الجد. وأضاف بن فينزكي رئيس مجلس ادارة انتل سنتر في واشنطن "لقد كرر ولي الرحمن نقطة أن حركة طالبان باكستان معنية بفرض الشريعة في العالم وليس في باكستان وحسب مما يؤكد على التهديد الذي تمثله الحركة في الولاياتالمتحدة وأوروبا." وأكد أن المتحدث هو ولي الرحمن. وتابع قائلا "لا يمكن بعد الان اعتبار حركة طالبان باكستان مصدر تهديد على المستوى المحلي." وفي مطلع سبتمبر أيلول وجه الادعاء الامريكي لحكيم الله محسود زعيم طالبان باكستان تهمة التخطيط لقتل سبعة من موظفي وكالة المخابرات المركزية الامريكية في قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان في ديسمبر كانون الاول الماضي. واتهم مسعود الذي يعتقد أنه مختبئ في المناطق القبلية في باكستان بالتآمر لقتل أمريكيين في الخارج والتآمر لاستخدام أسلحة للدمار الشامل. وأعلنت حركة طالبان باكستان تنظيما ارهابيا أجنبيا ورصدت مكافات بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على محسود وولي الرحمن. وقال ولي الرحمن وهو مساعد مقرب من محسود خلال المقابلة ان أسامة بن لادن حي ومستمر في ادارة العمليات. وأضاف "يمكنني القول بثقة وبصدق انه حي ونشط للغاية وعلى اتصال دائم مع مساعديه المقربين ويصدر اليهم التوجيهات." وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولاياتالمتحدة تعتقد أن ابن لادن وغيره من زعماء القاعدة مختبئون في شمال غرب باكستان. وأصدرت حركة طالبان باكستان عدة تهديدات ضد أهداف أمريكية وأوروبية ولكنها لم تنفذ حتى الان أي هجوم خارج باكستان. وكانت المحاولة التي قام بها الامريكي الباكستاني فيصل شاه زاد لتنفيذ تفجير في ميدان تايمز سكوير والتي ربطت بطالبان باكستان المحاولة الاقرب للنجاح خارج باكستان. وفي المقابلة التي استغرقت 65 دقيقة يذكر ولي الرحمن الفيضانات العارمة التي شهدتها باكستان وأرسل التهاني بالاعياد والتعازي لشعب باكستان مما يدل على أن المقابلة أجريت في أواخر أغسطس اب أو مطلع سبتمبر أيلول. وقال الصحفي ان ولي الرحمن يغطي رأسه ببطانية حينما يكون في الخارج لتفادي الكاميرات عالية الوضوح الموجودة في الطائرات الامريكية بدون طيار والتي قتلت نحو مئة متشدد في الشهر الحالي وحده. ولا توجد وسيلة للتحقق من التدابير الامنية التي يتخذها ولي الرحمن. ويقول الصحفي انه خلال المقابلة كانت هناك طائرتان بدون طيار تحلقان في المنطقة ولكنهما لم تطلقا النار. وقال ولي الرحمن ان الطائرات تعطي دفعة لجماعته لان الغضب الذي تشعله يساعد في تجنيد المزيد من الناس لدى الحركة. وأضاف "بسبب الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار يأتي كثير من الناس من مختلف أنحاء العالم للانضمام لنا.. من ناحية خسرنا الكثير بسبب الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار ومن ناحية أخرى نحن مستمرون في استقبال المتعاطفين معنا من دول مختلفة." وسرت تكهنات اعلامية في بريطانيا بأن زيادة الهجمات بطائرات بدون طيار في باكستان هدفه احباط مخططات محددة ضد مدن أوروبية. وقال ولي الرحمن انه كان هناك 2500 مقاتل على الاقل في جنوب وزيرستان يشغلون الجيش الباكستاني وهناك 18 ألفا من مقاتلي حركة طالبان باكستان في مختلف أنحاء البلاد. "نحن واثقون ان شاء الله من أننا سنهزم الجيش الباكستاني في يوم من الايام.. لقد فرضوا حربا أمريكية علينا. بدلا من أن يغزوا كشمير يحاولون غزونا."