الامم المتحدة (رويترز) - قال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان يوم الثلاثاء إن التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يمكن ان يستغرق عدة عقود من الزمن وعرض خطته التي تسعى للتخلص من أكبر عدد ممكن من عرب اسرائيل في مبادلة للارض. وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى التنصل مما جاء في كلمة ليبرمان امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الامر الذي يكشف مرة اخرى عن مدي عمق الخلافات بين نتنياهو ووزير خارجيته فيما يتعلق بفرص السلام. وذكر بيان صادر من مكتب نتنياهو في القدس ان "محتوى كلمة وزير الخارجية في الاممالمتحدة لم يتم التنسيق له مع رئيس الوزراء. ورئيس الوزراء نتنياهو هو الشخص الذي يدير المفاوضات السياسية لدولة اسرائيل." كان نتنياهو قد بدأ في وقت سابق من الشهر الحالي محادثات تحت اشراف الولاياتالمتحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف التوصل الى اتفاق خلال عام ينهي صراع الشرق الاوسط المستمر منذ 62 عاما. ولا يخفي ليبرمان المتشدد للغاية رغبته في ان يرى عرب اسرائيل الذين يريدون البقاء في اسرائيل يؤدون قسم الولاء للدولة اليهودية أو نقل هؤلاء الى دولة فلسطينية في المستقبل من خلال تحريك الحدود الحالية. وأبرزت هذه الواقعة حجم الخلافات داخل الحكومة الائتلافية لنتنياهو المؤلفة من خمسة أحزاب من بينها حزب اسرائيل بيتنا الذي ينتمي اليه ليبرمان كشريك رئيسي في الائتلاف. كما تسببت كلمة ليبرمان في انسحاب مندوبين فلسطينيين من اجتماع الجمعية العامة. وقال رياض منصور المندوب الفلسطيني الدائم لدى الاممالمتحدة لرويترز ان التصريحات كانت مهينة للغاية لا يمكن التسامح بشأنها وان هذا الرجل (ليبرمان) منعزل تماما عن الواقع السياسي. جاءت كلمة ليبرمان في وقت تواجه فيه محادثات السلام وقتا عصيبا بعد ان رفض نتنياهو تمديد تجميد جزئي للبناء في المستوطنات قال الفلسطينيون انها خطوة اساسية لمواصلة المحادثات. وانتهي التجميد الجزئي يوم الاحد الماضي. وأرجأ عباس يوم الاثنين قرار التهديد بالانسحاب من المحادثات قائلا انه سيتشاور مع الحلفاء العرب. وقال ليبرمان للجمعية العامة ان الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين لا يتعلق بمجرد قضايا عملية وانما "بمشاكل مشحونة بالعواطف" مثل "الانعدام الكامل للثقة بين الجانبين". وقال "وهذا هو السبب ايضا في ان الحل يجب ان يكون على مرحلتين." وأضاف "يجب ان نركز على التوصل الى اتفاق وسيط طويل الاجل وهو الامر الذي يمكن ان يستغرق عدة عقود." وأضاف ليبرمان "نحتاج الى تنشئة جيل جديد بالكامل لديه ثقة متبادلة ولا يتأثر بالتحريض والرسائل المتطرفة." وقال أيضا ان المبدأ الاسترشادي لاتفاق نهائي يجب ألا يكون " مقايضةالارض بالسلام" - وهي ما يكرره منذ فترة طويلة صناع السلام في الشرق الاوسط - "وانما مبادلة أراض مأهولة بالسكان". وقال ليبرمان "دعوني أكون واضحا تماما.. انني لا اتحدث عن نقل سكان وانما تحريك الحدود لتعكس بطريقة أفضل الواقع الجغرافي السكاني" مضيفا ان هذا "أقل اثارة للجدل بكثير مما قد يسعى البعض للمطالبة به." لكن في صفعة واضحة لاراء ليبرمان قال مكتب نتنياهو ان " القضايا المختلفة لاتفاق سلام لن يتم بحثها وتحديدها الا على مائدة التفاوض وليس في أي مكان اخر."