عزل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الثلاثاء فجأة يوري لوجكوف رئيس بلدية موسكو المحنك وهو معارض سياسي قوي انتقد الكرملين ثم تحدى الضغوط التي تطالبه بالاستقالة. ويحكم لوجكوف وهو من أعمدة الحزب الحاكم العاصمة الروسية منذ عام 1992 لكنه أغضب ميدفيديف عندما لمح الى أن البلاد في حاجة الى زعيم أكثر قوة وحسما في تصريح اعتبر أنه يفضل بذلك الرئيس السابق فلاديمير بوتين. واستغل لوجكوف ميزانية المدينة التي تبلغ 37 مليار دولار للابقاء على المعدلات المرتفعة لمعاشات التقاعد والخدمات العامة مما ساعد على الاحتفاظ بشعبيته رغم اتهامات الفساد التي ينفيها دائما. وينظر لهذا الخلاف وهو حدث نادر بين النخبة في روسيا التي تحيط نفسها بالسرية على نطاق واسع على أنه اختبار لمدى عزيمة ميدفيديف قبل الانتخابات الرئاسية في 2012 . وخلال زيارة دولة الى الصين أصدر ميدفيديف مرسوما يجرد فيه لوجكوف من منصبه. وقالت وكالات أنباء روسية ان لوجكوف كان في مكتبه عندما وردت الانباء وعرف بأمر الاقالة من خلال تقرير تلفزيوني. وقال ميدفيديف للصحفيين خلال زيارته الى شنغهاي "باعتباري رئيسا لروسيا.. فقدت ثقتي في يوري ميخائيلوفيتش لوجكوف كرئيس لبلدية موسكو." ومضى يقول "سأقرر من الذي سيقود موسكو." وفي حين أن الدستور الروسي يتيح للرئيس عزل رئيس بلدية موسكو وحكام الاقاليم بنفسه ويعين اخرين دون انتخابات فان المسؤولين الكبار هم الذين دائما تقريبا يستقيلون قبل عزلهم من مناصبهم. ولم يتحدث لوجكوف للاعلام بخصوص اقالته وشوهد وهو يغادر مكتبه بعد خمس ساعات من ورود الانباء. وقالت وكالة انترفاكس انه قدم استقالته الى حزب روسياالمتحدة الذي ينتمي اليه بوتين ونقلت عن مصدر قوله ان لوجكوف لا يعتزم مغادرة البلاد. وكان لوجكوف (74 عاما) قد عاد الى البلاد يوم الاثنين بعد عطلة أسبوع قضاها في الخارج متعهدا بعدم الاستقالة من تلقاء نفسه وهو تحد لم يكن للكرملين أن يتجاهله. وشابت الفترة التي قضاها لوجكوف في منصبه مزاعم متكررة بأن زوجته ييلينا باتورينا المليارديرة استفادت من منصبه وهي المزاعم التي ينفيها الاثنان بشدة. وظلت برامج تلفزيونية تركز على تلميحات الفساد في حملة موجهة في الشبكات التلفزيونية الحكومية بشكل مفاجيء هذا الشهر بعد أن استهدف لوجكوف ميدفيديف بانتقادات لا تخفى على أحد في مقال نشر بصحيفة حكومية. وانتقد لوجكوف كفاءة ادارة ميدفيديف وقال "الحكومة الروسية تحتاج لاستعادة سلطتها ومعناها الحقيقي" في المقال الذي نشر في صحيفة روسوسكايا جازيتا في السادس من سبتمبر أيلول.