يمثل الجندي الاميركي جيريمي مورلوك (22 عاما) الاثنين امام القضاء العسكري في تاكوما بولاية واشنطن (شمال غرب الولاياتالمتحدة) ليكون الاول من بين خمسة جنود متهمين بقتل مدنيين افغان عمدا بين كانون الثاني/يناير وايار/مايو 2010. وستجرى الجلسة التمهيدية في قاعدة لويس ماكشورد العسكرية على بعد بضعة كيلومترات من تاكوما جنوب سياتل، اعتبارا من الساعة 9,00 بالتوقيت المحلي (16,00 ت غ). وهذه الجلسة ستسمح بمعرفة ما اذا كان هناك عناصر كافية لاجراء محاكمة امام محكمة عسكرية. وهذه القضية تعتبر حساسة بالنسبة للجيش الاميركي الذي يلقى صعوبة في كسب ثقة الشعب الافغاني وخصوصا في ولاية قندهار معقل طالبان حيث يعتقد ان الوقائع حدثت خلال اشهر عدة. وجيريمي مورلوك المتحدر من واسيلا بولاية الاسكا (شمال غرب) هو الاول من مجموعة من خمسة جنود الذي يمثل امام القضاء. ويتهم جميع هؤلاء الجنود بقتل ثلاثة افغان عن عمد. كما يتهم سبعة اخرون باعاقة التحقيق. وكان هؤلاء الجنود يخدمون في قاعدة متقدمة في ولاية قندهار وكانوا يتبعون اللواء القتالي الخامس سترايكر في فرقة المشاة الثانية. كذلك يتهم مورلوك وجنود اخرون بضرب احد رفاقهم في محاولة لطمس تحقيق حول استهلاك حشيشة الكيف ضمن مجموعتهم. ويشير ملف الاتهام الى ان مورلوكك "هدد بقتله ان تحدث عن استهلاك الحشيشة" امام القيادة واظهر له "اصابع قطعت من جثة". وكان مسؤولون صرحوا لوكالة فرانس برس في ايار/مايو ان الجندي الذي كشف الوقائع لقيادته تعرض لضرب مبرح "كاد يودي بحياته" بحسب احد المصادر. لكن الدوافع الكامنة وراء عملية القتل وكذلك تفاصيل كثيرة لا تزال غامضة، فيما تواجه السلطات العسكرية اتهامات تشير الى انه تم اخطارها بهذه الفظائع لكنها تأخرت في الرد. وقال والد ادم وينفيلد احد المتهمين بعملية القتل لوسائل الاعلام الاميركية ان ابنه ابلغه عبر موقع فيسبوك بان وحدته قتلت مدنيا افغانيا بدون سبب وتستعد لتكرار فعلتها. واكد الوالد كريستوفر وينفيلد انه ابلغ السلطات العسكرية وكذلك برلمانيا من فلوريدا. وتتهم السلطات جنديا اخر يدعى مايكل غانون بانه احتفظ بجمجمة احدى الجثث. كما تتهم اخر يدعى كوري مور بانه طعن احدى الجثث، وجنودا اخرين بانهم التقطوا صورا للجثث. وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل في مطلع ايلول/سبتمبر ان التهم لم تثبت لكنها "خطيرة في مجمل الاحوال". واقر موريل بان التهم حتى وان تبين عدم صحتها فان هذه القضية "لا تساعد". واضاف "ان الناس في المنطقة حيث وقعت هذه الاحداث على ما يبدو سيكون لديهم صورة اخرى عنا بسبب ذلك" مؤكدا في الوقت نفسه ان القضية تشكل "استثناء" داخل قوة اميركية تعد نحو مئة الف عنصر في افغانستان. وتكبدت الوحدات القتالية في اللواء الخامس سترايكر (باسم آلياتهم المصفحة) خسائر كبيرة بعد انتشارها في ولاية قندهار صيف العام 2009. وقد طرحت تساؤلات حول طريقة تعامل قادة قاعدة لويس-ماكشورد مع مشكلة الجنود الذين اصيبوا بالصدمة من جراء المعارك. وفي اب/اغسطس اقتحم احد جنود اللواء اثر عودته من افغانستان وهو مدجج بالسلاح احد الفنادق في سالت ليك سيتي (ولاية اوتاه. غرب) حيث قتل اثر تبادل اطلاق نار مع الشرطة.