اعتقلت القوات التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان (ايساف) ثلاثة صحافيين افغان، بينهم مصوران يعملان لحساب قناة الجزيرة الفضائية القطرية التي اتهمت القوات الدولية بالسعي ل"وضع حد" لتغطيتها للحرب في هذا البلد. واتهمت الجزيرة في بيان قوات ايساف بمحاولة "وضع حد لتغطيتنا الشاملة للحرب في افغانستان" من خلال اعتقال المصورين الافغانيين العاملين في القناة محمد نادر ورحمة الله نيكزاد. وطالبت الجزيرة التي غالبا ما تنتقد حلف شمال الاطلسي والحكومة الافغانية بالافراج الفوري عن المصورين العاملين لديها. وتم توقيف صحافي افغاني ثالث، حجةالله مجددي مدير اذاعة "كابيسا اف ام"، صباح السبت في ولاية كابيسا. واعتقل رحمة الله نيكزاد، المصور المستقل الذي يعمل لصالح الجزيرة، ليل الاحد الاثنين في ولاية غزنة التي تعد من معاقل طالبان في وسط شرق افغانستان. ووصفت قيادة القوات الدولية في بيان نيكزاد بانه من مروجي الدعاية لحركة طالبان صور مشاهد لهجمات نفذها المسلحون يوم الانتخابات التشريعية الاخيرة. ولم يأت الحلف الاطلسي على ذكر صفة نيكزاد الصحافية كما لم يشر الى عمله لحساب قناة الجزيرة. ولفت الحلف الاطلسي الى ان جنوده عثروا على "قنابل يدوية وذخائر عدة" في منزل نيكزاد. واوضحت قناة الجزيرة لفرانس برس ان قيادة حلف شمال الاطلسي اكدت لها اعتقال مصوريها بتهمة "المساعدة في الترويج لدعاية طالبان". ونفت الفضائية القطرية هذه الاتهامات مؤكدة "براءة" الرجلين. وافاد شقيق نيكزاد، عبدالله رحمني فرانس برس ان جنودا تابعين للقوات الدولية اقتحموا المنزل عنوة وفتشوا ما في داخله "تاركين الكلاب ترهب النساء والاطفال". واضاف "لقد اقتادوا شقيقي موثوق اليدين ومعصوب العينين ومنذ ذلك الوقت لا نملك اي معلومات عنه". وكان نيكزاد الذي يقيم اتصالات مع متمردي طالبان اعتقل لفترة وجيزة العام 2008 على يد اجهزة الاستخبارات الافغانية بعد تصويره اعدام طالبان لامراتين متهمتين بالزنى. واعتقل المصور الثاني، محمد نادر ليل الاربعاء في منزله في قندهار التي تعد مهد حركة طالبان في جنوب البلاد. وذكرت زوجة نادر لقناة الجزيرة ان جنودا اقتحموا منزلهما خلال الليل وسحبوا زوجها من السرير. وقال حاكم الولاية توريالا ويسا ان نادر اعتقل مع اشخاص اخرين، مضيفا "اننا نبذل ما في وسعنا للافراج عنه في اسرع وقت ممكن". من جهته راى المتحدث باسم حاكمية قندهار انه "من الطبيعي ان يقيم صحافي اتصالات مع طرفي النزاع للحصول على تغطية متوازنة". وبموازاة ذلك، اعتقل عناصر من اجهزة الاستخبارات الافغانية حجةالله مجددي، الصحافي السابق في الاذاعة الوطنية ومدير اذاعة "كابيسا اف ام"، خلال تغطيته السبت مجريات العملية الانتخابية في كابيسا. وقال صاحب القناة العامة الافانية "ار تي ايه" احمد شاه خادم لفرانس برس "لقد اعتقل (مجددي) عند التاسعة صباحا واقتيد الى كابول لسبب مجهول". وبحسب احد زملائه، احمد ناويد وقف، فان مجددي اعتقل خلال وجوده داخل مكتب انتخابي حيث كان حاكم الولاية يدلي بصوته. واعربت جمعية صحافيي ولايات الشمال عن قلقها لاعتقال مجددي، مطالبة السلطات بالكشف عن مكان اعتقاله. كما نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" الفرنسية المعنية بالدفاع عن حقوق الصحافيين بالاعتقالات الثلاثة، ودعت الرئيس الافغاني حميد كرزاي الى التدخل "للتاكد من ان الموضوع ليس ثلاثة اخطاء خطيرة". وطلب كرزاي من وزير الثقافة والاعلام الافغاني متابعة القضية والحصول على "الافراج الفوري عن الصحافيين الثلاثة". وكتبت المنظمة "يهمنا التذكير بان للصحافيين الحق في التكلم، من دون قلق، مع جميع افرقاء النزاع. نخشى ان يكون الصحافيون اعتقلوا في هذه القضايا الثلاث لمجرد انهم اتصلوا بطالبان".