تزايدت المخاوف الاثنين ازاء احتمال حصول اعمال ترهيب وتزوير في الانتخابات التشريعية الافغانية التي جرت السبت في وقت اشارت فيه اتهامات الى تسجيل تجاوزات في انحاء مختلفة في افغانستان. وادلى ملايين الافغان السبت باصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد في 2001 واطاح بنظام طالبان، وسط تهديدات وهجمات من المتمردين. ومع البدء في فرز الاصوات وتوقعات بظهور اول نتائج الاربعاء، تعكف لجنة الشكاوى الانتخابية على جمع تقارير عن حصول مخالفات تمهيدا للمصادقة على النتائج النهائية بحلول 31 تشرين الاول/اكتوبر. وقال نادر نادري رئيس المؤسسة الافغانية للانتخابات الحرة والنزيهة والمؤلفة من مجموعة مستقلة من مراقبي الانتخابات الافغانية ان مؤسسته ستدعو الى الغاء اية اصوات مشتبه بها. وتسلمت المؤسسة مجموعة من الشكاوى عن تاخر فتح مراكز اقتراع وعمليات ترهيب وناخبين لا يحق لهم الانتخاب واساءة استخدام بطاقات تسجيل وعمليات تصويت بالنيابة عن اخرين وسوء نوعية الحبر ونقص في بطاقات الانتخاب، حسب نادري. وقال نادري ان "المضايقات كانت واحدة من اهم القضايا التي تقلقنا".واضاف "في بعض الولايات راينا ان مستوى اعمال الترهيب اثر على قرار الناخبين في تلك المناطق ويجب النظر في تلك المسالة بدقة". وتعد افغانستان من اكثر الدول فسادا في العالم وكان من المتوقع حدوث عمليات تزوير في هذه الانتخابات بعد عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات الرئاسية العام الماضي والتي ادت الى الغاء اكثر من مليون صوت بسبب تزويرها. وذكر مسؤولون حكوميون انه من المتوقع تلقي الاف الشكاوى قبل مهلة ال72 ساعة بعد اغلاق التصويت نظرا لان 2500 مرشح يتنافسون على 249 مقعدا في مجلس النواب. وذكرت اللجنة المستقلة للانتخابات التي تشرف على الانتخابات وعملية الفرز ان الارقام الاولية تظهر ان اربعة ملايين شخص ادلوا باصواتهم اي ان نسبة المشاركة وصلت الى 40%. وراى بعض المراقبين ان هذا الرقم غير دقيق نظرا لانه لا يعرف بالضبط عدد سكان افغانستان لعدم وجود احصاء. وقالت مارتن فان بيليرت المحللة في مؤسسة شبكة المحللين في افغانستان "ان نسبة 40% هي نسبة الاشخاص الذي صوتوا في مراكز الاقتراع التي كانت مفتوحة، وبالتالي فانها ليست 40% من الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب". وصرحت لوكالة فرانس برس "من الجيد استخدام مثل هذا الرقم، ولكن ذلك رقم مضلل لانه يبدو اكبر مما هو في الحقيقة". وقالت ان الارقام الاولية تظهر ان اكثر من 1200 مركز اقتراع لم تفتح ابوابها للتصويت لاسباب من اهمها الامن. وصرح جيد اوبر رئيس مجموعة "الديموقراطية الدولية" للمراقبين والتي مقرها الولاياتالمتحدة ان "اللجنة الانتخابية لا يزال امامها الكثير من العمل، ولم تظهر بعد النزاهة المطلقة لهذه العملية". وبدوره اشاد الرئيس حميد كرزاي ب"شجاعة السكان" المتمثلة بتوجههم الى مراكز الاقتراع رغم تهديدات طالبان وقال انه يجب تقييم مزاعم التزوير بسرعة للسماح بنشر النتائج النهائية. وفي الانتخابات الرئاسية للعام الماضي قدرت المشاركة بنسبة 38,8% طبقا للجنة الانتخابية. الا ان لجنة الشكاوى قالت انها الغت اكثر من 1,2 مليون صوت بسبب التزوير وكان معظم هذه الاصوات لصالح كرزاي. وصرح حلف الاطلسي ان 22 شخصا قتلوا في اعمال عنف متعلقة بالانتخابات. وذكرت اللجنة الانتخابية انه عثر على جثث ثلاثة من موظفي الانتخابات الاحد في ولاية بلخ الشمالية حيث تصاعد العنف خلال العام الماضي. وقصف المسلحون بالصواريخ العديد من المدن. واكد حاكم ولاية قندهار، التي تعد معقلا لطالبان، انه نجا من هجوم تفجيري استهدف قافلته، فيما ذكر مسؤولون انه تم احباط العديد من الهجمات. وشهدت الانتخابات السبت 294 حادثا، مقابل 479 في انتخابات 2009. وينتشر نحو 150 الف من قوات حلف الاطلسي والقوات الاميركية في افغانستان لقتال المتمردين. والاثنين اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان قواتها سلمت ليلا الاميركيين السيطرة على سانغين معقل طالبان ومسرح المعارك الدامية في ولاية هلمند جنوبافغانستان. واشاد قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس السبت بمشاركة الافغان في الانتخابات التشريعية التي بلغت نسبة الاقتراع فيها اربعين في المئة رغم تهديدات طالبان. قال بترايوس في بيان اصدرته قوة ايساف الدولية التابعة للحلف الاطلسي ان "الشعب الافغاني وجه رسالة قوية" بالنسبة الى مستقبل البلاد، مؤكدا ان "صوت مستقبل افغانستان ليس ملك المتطرفين والشبكات الارهابية بل هو م