قتل 12 من عناصر القاعدة وجنديان موريتانيان في هجوم شنه مساء الجمعة الجيش الموريتاني في شمال مالي واستأنفه السبت على القاعدة التي يشتبه في ضلوعها في خطف خمسة فرنسيين وافريقيين مساء الخميس. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى في نواكشوط لوكالة فرانس برس "قتل جيشنا 12 ارهابيا مسلحا واصاب عددا مماثلا في مواجهات الجمعة"، مشيرا الى ان الامر يتعلق ب "حصيلة اولية". واضاف "قتل عسكريان موريتانيان واصيب اربعة اخرون بجروح". وتعذر التأكد من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة. وتابع المصدر العسكري ان "الجيش حاصر 20 عربة للعناصر المسلحة لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي قرب بلدة عريش هندي المالية غير بعيد من حاسي سيدي (مئة كلم شمالي تمبوكتو) حيث جرت معارك الجمعة". ويأتي هجوم الجيش الموريتاني بعد نحو شهرين من عملية عسكرية فرنسية موريتانية ضد موقع للمتطرفين الاسلاميين المسلحين في صحراء شمال مالي قتل فيه سبعة عناصر من القاعدة. وبحسب باريس فان هجوم 22 تموز/يوليو هدف الى تحرير ميشال جيرمان (78 عاما) الذي كان خطف قبل اشهر في شمال النيجر. غير ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعلنت في 25 تموز/يوليو انها اعدمت الرهينة انتقاما لمقتل عناصرها في الهجوم. الا ان تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي اعلن في 25 تموز/يوليو انه قتل الرهينة الفرنسي انتقاما لمقتل عناصره. كما دعا تنظيم القاعدة بعيد ذلك الى الانتقام من فرنسا ووصف رئيسها نيكولا ساركوزي في رسالة الكترونية بانه "عدو الله". وقال ابو انس الشنقيطي احد قادة هذا التنظيم في بيان نشرته مواقع اسلامية على الانترنت "إلى عدو الله ساركوزي أقول: لقد ضيعت الفرصة على نفسك وفتحت باب البلاء على بلدك". وتأتي هذه المعارك الجديدة في صحراء مالي في الوقت الذي يشتبه فيه في ضلوع القاعدة في عملية خطف جديدة في الساحل استهدفت خمسة فرنسيين وتوغولي وملغاشي خطفوا الخميس شمال النيجر. وكان مسؤول امني نيجري تحدث عن تورط القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي التنظيم الذي قام بعمليات خطف في الماضي في شريط الساحل والصحراء الواسع. وقال هذا المصدر ان "بين الخاطفين عنصر من مجموعة عبد الحميد ابو زيد بينما يتحرك الآخرون كمرتزقة"، موضحا ان ابو زيد هو من امر بتنفيذ عملية الخطف. ويقود الجزائري عبد الحميد ابو زيد خلية القاعدة التي قامت باحتجاز الفرنسي ميشال جرمانو (78 عاما) الذي اعلنت قتله في 25 تموز/يوليو. واكد مصدر قريب من المحققين في النيجر لوكالة فرانس برس ان خاطفي الرهائن كانت لهم اتصالات مع "اشخاص من داخل" قوى الامن التي تحمي ارليت. وقال شقيق احد الرهائن دانيال لاريب ان اخاه "كان يشعر بالخوف ومخاوفه تحققت". واضاف "كان يردد باستمرار ان عمله في النيجر يزداد صعوبة". وكانت مصادر امنية ذكرت ان معارك بين الجيش الموريتاني وعناصر من القاعدة في المغرب الاسلامي تواصلت مساء الجمعة "في الاراضي المالية" على بعد نحو مئة كيلومتر شمال تومبوكتو. وقال مصدر امني مالي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس قرابة الساعة 22,30 (بالتوقيت المحلي وبتوقيت غرينيتش) ان "المواجهات بدأت على الحدود بين موريتانيا ومالي لكنها انتقلت الى حاسي سيدي على بعد نحو مئة كلم شمال تومبوكتو". وكان مصدر عسكري في نواكشوط صرح لفرانس برس ان "معارك عنيفة بين جيشنا وارهابيين من القاعدة في المغرب الاسلامي تتواصل". واكد ان هذه المعارك الجديدة تظهر "تصميم جيشنا على اجتثاث الارهاب الذي استهدف جيشنا مرات عدة واعتدى على امننا"، في اشارة الى محاولة الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ضد ثكنة للجيش في النعمة (جنوب شرق) في 25 اب/اغسطس. ولم يوضح اي من المصادر ما اذا كانت المواجهات مرتبطة بخطف سبعة اجانب في النيجر الخميس. وخطف الرهائن السبعة وهم خمسة فرنسيين وافريقيان يعمل معظمهم لحساب مجموعتي اريفا وساتوم الفرنسيتين، الخميس في ارليت (الف كلم شمال شرقي نيامي) موقع استخراج اليورانيوم. وقالت مصادر امنية في النيجر لوكالة فرانس برس الجمعة ان الخاطفين ورهائنهم "عبروا الحدود" بين النيجر ومالي واصبحوا في صحراء مالي. من جهة اخرى، اكد سكان في منطقة كيدال (على بعد 1600 كلم شمال شرق باماكو) انهم شاهدوا طائرة يرجح انها فرنسية تحلق في سماء المنطقة. واكد مصدر جزائري مطلع ان الطائرة هي طائرة عسكرية فرنسية. وقد اختصر وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران زيارته لكندا للعودة الى باريس من اجل المشاركة في ادارة قضية الرهائن الفرنسيين في النيجر. وقبيل منتصف ليل الجمعة السبت بالتوقيت المحلي (4,00 تغ)، قالت مصادر قريبة من موران في اتصال هاتفي ان وزير الدفاع سيغادر على الفور هاليفاكس حيث التقى نظيره الكندي بيتر ماكاي على عشاء. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية من جهتها انها لم تتلق اي مطالب او طلب فدية ولا يمكنها وضع نتائج نهائية حول الخاطفين مع انها تشتبه بانهم من تنظيم القاعدة. الا ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير صرح لاذاعة اوروبا-1 "نتصور انها المجموعات نفسها (التي تورطت في قضايا الخطف الاخرى) على الاقل تيار القاعدة".