باريس (رويترز) - ردت فرنسا يوم الاربعاء على انتقادات من فيفيان ريدينج مفوضة العدل بالاتحاد الاوروبي لاجراءات صارمة اتخذتها باريس ضد مهاجري الروما قائلة انها "غير مقبولة" وهو ما دفع ريدينج الي القول بأنها تأسف لان تعليقاتها جرى تفسيرها على انها تشبه فرنسابالمانيا النازية. وقال بيير لولوش وزير الشؤون الاوروبية الفرنسي ان ريدينج تجاوزت الحد عندما اتهمت فرنسا يوم الثلاثاء بخرق قانون الاتحاد الاوروبي الذي يكفل حرية انتقال الاشخاص باعادتها مهاجري الروما الى رومانيا وبلغاريا. ومشيرة الى اضطهاد المانيا النازية للغجر اثناء الحرب العالمية الثانية قالت ريدينج انها تخشى من عودة الى الاستهداف العرقي والماضي المظلم الذي عاشته اوروبا. وقال لولوش "مثل هذا الهياج ليس مناسب... هناك حدود لصبري" مرددا ما قالته ريدينج في انتقادها لفرنسا. واضاف قائلا "تذكرة عودة على طائرة الي بلد المنشأ بالاتحاد الاوروبي ليس مماثلا لقطارات الموت وغرف الغاز." ووصف مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تصريحات ريدنج بأنها "غير مقبولة بأي حال". وفي محاولة لتهدئة التوترات عشية اجتماع لزعماء الاتحاد الاوروبي في بروكسل أبلغت ريدينج الصحفيين انها لم تقصد عقد اي مقارنة بين النظام النازي والحكومة الفرنسية الحالية. وقالت في تعليقات اصدرها مكتبها "انا اسفة ان تعليقاتي فسرت بطريقة حولت الاهتمام عن المشكلة التي علينا أن نحلها." واضافت ان المفوضية ستقدم ما توصلت اليها من نتائج بشأن الموضوع في غضون اسبوعين وستتخذ اجراءات مناسبة .. مخففة بذلك من لهجتها بعد ان كانت هددت يوم الثلاثاء باتخاذ اجراء قانوني ضد فرنسا. وتلقت فرنسا مساندة قوية من رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي يواجه ائتلافه المحافظ خلافات مع بروكسل بشأن حملة على موجة هجرة واسعة غير قانونية من شمال افريقيا. وقال برلسكوني لصحيفة لوفيجارو الفرنسية "كان من الافضل للسيدة ريدينج ان تناقش هذا الموضوع بشكل غير علني مع المسؤولين الفرنسيين... مشكلة الروما لا تخص فرنسا وحدها. انها تهم اوروبا بأسرها." لكن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو دافع عن ريدينج قائلا انها عرضت تصريحاتها عليه قبل أن تدلي بها لكنها ربما تحدثت بشكل عاطفي بشأن بعض المسائل. وقال للصحفيين "ربما يكون هناك تعبير أو اخر من التعبيرات المستخدمة في سخونة اللحظة أديا لسوء الفهم... لم ترغب ريدينج في عقد أي مقارنة بين ما حدث في الحرب العالمية الثانية والوقت الحالي." وكثفت فرنسا طرد مهاجري الروما هذا الصيف باعتقال اسر في مخيمات غير قانونية وتقديم حافز مالي لهم لمغادرة البلاد في اطار مبادرة لساركوزي لاحكام الامن. وتم طرد أكثر من ثمانية الاف منهم هذا العام. وادانت جماعات لحقوق الانسان والكنيسة الكاثوليكية وحتى بعض الوزراء في حكومة ساركوزي عمليات الطرد قائلين انها جزء من مساعي ساركوزي لدعم شعبيته الهابطة قبل انتخابات 2012 .