دعا وزير الخارجية الاميركية الاسبق هنري كيسنجر الجمعة الدول المجاورة لافغانستان الى مشاركة اكبر في وضع حل للنزاع في هذا البلد معتبرا ان الدور الاحادي للولايات المتحدة "ليس حلا طويل الامد". ورأى كيسنجر في المؤتمر السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حول قضايا الامن العالمي ان دول المنطقة بما فيها الصين والهند وباكستان وحتى ايران يمكن ان تتأثر مصالحها اذا تسلم نظام اصولي السلطة في افغانستان. وقال ان "الدور الاحادي للولايات المتحدة لا يمكن ان يكون حلا طويل الامد". واضاف المسؤول السياسي السابق ان "حلا طويل الامد يتطلب تضافر او تجمع دول يتوجب عليها تحديد (...) او ضمان تحديد وضع افغانستان". واضاف ان "دولا عدة تعتقد انها تستطيع الانتظار بينما تقوم الولاياتالمتحدة بالعمل هناك لكنني ارى ان بدء هذه الجهود قريبا هو الطريقة المثلى لانهاء المهمة". واضاف ان "الامر لا يتعلق بمصالح بسيطة (...) بل بمصالح امنية"، معتبرا ان "وجود دولة ارهاب منتجة للمخدرات في هذا الموقع الجغرافي سيضر كل دولة في المنطقة". وتابع ان ذلك يمكن ان يقوض النظام السياسي في باكستان مثلا وقد تتأثر الهند بنظام اسلامي شيعي بينما "لا يمكن ان تتجاهل الصين الامر مع المشاكل التي تواجهها في اقليم شينجيانغ". وقال كيسنجر انه "حتى ايران كدولة شيعية اذا استطاعت ان تعتبر نفسها امة اكثر من قضية، لا يمكن ان يكون لها مصلحة بوجود نظام اصولي" في افغانستان. واكد وزير الخارجية الاسبق ان "كل هذه الدول لها مصلحة مباشرة في (استتباب) الامن في افغانستان في المستقبل، اكثر من الولاياتالمتحدة". وكان كيسنجر (87 عاما) وزيرا للخارجية من 1973 الى 1977 في عهدي الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. وقبل ذلك كان مستشارا لشؤون الامن القومي للرئيس نيكسون من 1969 الى 1973. وتظاهر حوالى مئة شخص في جنيف الجمعة احتجاجا على زيارته ولادانة دوره في الانقلاب الذي وقع في تشيلي في 1973.