خفض البنك المركزي الأمريكي توقعاته للنمو لعام 2014 بسبب الطقس السيء الذي شهدته الولاياتالمتحدة في فصل الشتاء. وحاليا تبلغ توقعات البنك المركزي للنمو ما بين 2.1 في المئة و2.3 في المئة لهذا العام، وذلك مقارنة بالتوقعات السابقة التي أعلن عنها في شهر مارس/ آذار وكانت تتراوح بين 2.8 في المئة و3 في المئة. لكن البنك قال في بيان إن النشاط الاقتصادي انتعش في الأشهر الأخيرة . وكما كان متوقعا، خفض البنك أيضا نحو 10 مليارات دولار من برنامجه التحفيزي للبنوك ليبلغ 35 مليار دولار فقط. وكان البنك المركزي يلجأ لشراء سندات للحفاظ على انخفاض معدلات الفائدة طويلة الأجل، ولتشجيع المصارف على منح قروض. وتعد هذه المرة الخامسة التي يخفض فيها البنك المركزي مشترياته من السندات منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول. ومن المتوقع أن يوقف البنك شراء السندات تماما بحلول فصل الخريف. لكن رئيسة البنك المركزي، جانيت يلين، أكدت أن ذلك لم يكن وفقا لبرنامج محدد سلفا، وأن البنك سوف يغير مساره في هذا الاتجاه إذا رأى أن ذلك ضروريا. وفي ما يتعلق بمعدلات الفائدة، قال البنك إنها ستبقى بالقرب من الصفر لفترة طويلة بعد أن يتوقف عن شراء السندات. وفي رد على سؤال عن المدى الزمني لذلك، قالت يلين إنه لا توجد صيغة آلية لذلك، مضيفة أن الأمر يتوقف على مدى التقدم الذي يحققه الاقتصاد. وقال وورد ماكراثي، كبير الخبراء الاقتصاديين بمؤسسة جيفريز إن ليس من الواضح أن لديهم إطارا زمنيا محددا لرفع معدلات الفائدة، لكن يبدو أيضا أن هناك مجموعة كبيرة من الآراء داخليا بشأن كيفية إعادة الفائدة إلى معدلاتها الطبيعية. وتوقع وورد، وهو أحد مراقبي أداء البنك المركزي لأكثر من 30 عاما، أن ترتفع معدلات الفائدة في النصف الثاني من عام 2015. وقال وورد إن جانيت يلين أوضحت أن وضع سوق العمل يأتي على رأس الأولويات، وأنها لا تزال غير راضية عنه. وهي تريد شراء أكبر قدر ممكن من الوقت لمساعدة الأشخاص الذين يقفون على هامش سوق العمل لكي يصبحوا بداخله. وفي ما يتعلق بالتضخم، قالت يلين إنها تتوقع أن يظل كما هو عند النسبة المستهدفة أو أقل منها، وهي اثنين في المئة، حتى نهاية عام 2016. وقد يساعد انخفاض نسبة التضخم البنك المركزي في الحفاظ على معدلات الفائدة منخفضة أيضا. ويتوقع الاحتياطي الفيدرالي أن يرتفع النمو مرة أخرى في عام 2015، وذلك في تمسك بتوقعاته بشأن نسبة النمو التي تتراوح بين 3 في المئة و3.2 في المئة. وقال البنك المركزي إن النشاط الاقتصادي سوف يتوسع بوتيرة متوسطة، وسوف تستمر ظروف سوق العمل في التحسن تدريجيا. وأضاف البنك في بيانه أن من الواضح أن الإنفاق المنزلي يرتفع بشكل معتدل، وأن الاستثمار الثابت في قطاع الأعمال يستأنف تقدمه. وقال كيم روبرت من مؤسسة آكشن إيكونوميكس في سان فرانسيسكو إن (يلين) مازالت ثابتة في طريقها، مع احترامها لتلك السياسات. وهم (في البنك المركزي) يريدون أن يتأكدوا من حدوث انتعاش حقيقي، وفي مكانه المناسب، ومازالوا يحافظون على اتخاذ موقف يتسم بالتيسير.