تشدد الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الاثنين عقوباتهما على موسكو بسبب الازمة الاوكرانية في موازاة استمرار المفاوضات للافراج عن مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا المحتجزين منذ ثلاثة ايام في سلافيانسك معقل الانفصاليين الموالين للروس في شرق البلاد. وهذه العقوبات الجديدة التي اعلنتها مجموعة السبع السبت هدفها ان "نفهم روسيا بانه يجب وقف الاعمال الرامية لزعزعة الاستقرار في اوكرانيا" كما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما. وحذر من انه "طالما ستستمر روسيا في الاستفزاز بدلا من السعي الى تسوية هذه المسألة سلميا والى نزع فتيل الازمة سيكون هناك عواقب ستزداد حدتها". وصرح نائب مستشار الامن القومي الاميركي توني بلينكين لشبكة سي ان ان انه "ابتداء من هذا الاسبوع، وبالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، سنمارس مزيدا من الضغوط على المقربين منه (بوتين)، والشركات التي يسيطر عليها وصناعة الدفاع. وكل ذلك". وفي مقابلة منفصلة مع شبكة سي بي اس، قال بلينكين ان صادرات التكنولوجيا المتطورة الى صناعة الدفاع الروسية ستتاثر بالعقوبات. وكانت مجموعة السبع قررت السبت توسيع العقوبات على موسكو بسبب تزايد حدة التوتر في شرق اوكرانيا حيث لا يزال المتمردون يحتجزون الاحد فريقا من المراقبين العسكريين الدوليين. ومن جانب الاتحاد الاوروبي فان سفراء الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد سيجتمعون الاثنين في بروكسل "لتبني قائمة اضافية من العقوبات من +المرحلة 2+ كتجميد ارصدة ومنع من السفر. ويخضع بعض المسؤولين الروس الكبار لعقوبات اميركية واوروبية اساسا لكن الاقتصاد الذي اضعف يدفع ايضا ثمنا في هذه الازمة على شكل هرب رؤوس الاموال بشكل كبير. وهو ما دفع بوكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني الجمعة الى خفض علامة روسيا الى "بي بي بي -". وشكك ميخائيل خودركوفسكي قطب الاعمال السابق الروسي والمعارض للكرملين الاحد اثناء وجوده في دونيتسك (شرق اوكرانيا) في فاعلية هذه العقوبات "التي لا تترك اي اثر على المدى القصير على روسيا". واضاف "هذا سيؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي لكنه لن يصبح حرجا الا بعد ثلاث او اربع سنوات". وميدانيا افرج الانفصاليون مساء الاحد عن احد المراقبين العسكريين الثمانية التابعين لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا. وهو سويدي ويعاني من مرض السكري كما قالت ناطقة باسم الانفصاليين لوكالة فرانس برس. وقد غادر مركز اعتقاله في بلدية سلافيانسك برفقة اثنين من مفاوضي منظمة الامن والتعاون في اوروبا. من جهته دان وزير الخارجية السويسري ديدييه بورخالتر الذي يتولى الرئاسة الدورية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا الاحد احتجاز مراقبين للمنظمة على ايدي انفصاليين في شرق اوكرانيا، مطالبا باطلاق سراحهم. ووصف الوزير السويسري اختطاف المراقبين ب"غير المقبول"، مطالبا بتوفير ضمانات لسلامة المراقبين الدوليين. ولا يزال هناك 12 رجلا محتجزين في شرق اوكرانيا، هم ثمانية اجانب واربعة اوكرانيين، وقد اختطفهم انفصاليون الجمعة واعتبروهم لاحقا "اسرى حرب"، مؤكدين انهم يعتزمون مبادلتهم بأشخاص تحتجزهم السلطات الاوكرانية. وقال زعيم الانفصاليين فياتشيسلاف بانوماريف "في مدينتنا التي تعيش حالة حرب، يعتبر اي عسكري لا يحمل اذنا منا سجين حرب". وكرر الموقف السابق بانه لن يتم الافراج عن المراقبين سوى مقابل اطلاق سراح "معتقلين من صفوفهم". وفي نظر الانفصاليين في سلافيانسك، فان المراقبين المحتجزين ليسوا جزءا من بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى اوكرانيا. ورفض بانوماريف عبارة "رهائن"، مشددا على انهم "ضيوف وليسوا رهائن". دبلوماسيا، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد من مخاطر حدوث "انزلاق عواقبه غير محسوبة" في اوكرانيا ووجه نداء "لخفض التصعيد" خصوصا للروس ومؤيدي روسيا. وقال في تصريحات لقناة "تي في5" ان "الوضع مقلق جدا. وصحيح انه حين يتم تحريض سكان وتتكرر الحوادث، يمكن ان يحدث انزلاق عواقبه غير محسوبة". وينطلق في لندن الثلاثاء اجتماع دولي يستمر يومين ويهدف الى استعادة أموال أوكرانية نهبت في عهد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، كما اعلنت الحكومة البريطانية مساء الاحد.