مانيلا (رويترز) - وقعت الفلبين وجبهة مورو الاسلامية للتحرير وهي أكبر جماعة متمردة يوم الخميس اتفاق سلام نهائيا ينهي نحو 45 عاما من الصراع الذي قتل فيه أكثر من 120 الف شخص في جنوب البلاد. وتسبب القتال ضد انفصاليين اسلاميين ومسلحين ماويين في تعثر النمو على مدى خمسة عقود في المناطق الريفية الغنية بالموارد اضافة إلى ابعاد الاستثمارات المحتملة في المناجم والزراعات والطاقة والبنية الأساسية. وبموجب الاتفاق وافق المتمردون المسلمون على حل قواتهم وتسليم الأسلحة وإعادة بناء مجتمعاتهم بينما تمنحهم الحكومة حكما ذاتيا بسلطات أوسع لتوجيه اقتصادهم وثقافتهم. لكن المخاطر المحتملة لسلام دائم باقية وتتراوح بين انفصال فصيل صغير من جبهة مورو الاسلامية للتحرير وتحوله الى عصابات اجرامية ومتشددين اسلاميين لهم صلة بالقاعدة واذكاء العداوات القبلية وجميعها تذكر المستثمرين المحتملين بأن المنطقة مضطربة. وابتسم الرئيس الفلبيني بنينو أكينو هو ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق الذي نحى جانبا لفترة وجيزة مشاكل بلاده بشأن طائرة الركاب الماليزية المفقودة ليشهد هذا الحدث وصفقا بينما وقع زعماء لجنة السلام اتفاق الحكم الذاتي. وقال أكينو لجمع من المسؤولين والدبلوماسيين والمشرعين وأعضاء المجتمع الاسلامي "دعونا نستبدل طلقات الرصاص بثمار فاكهة ناضجة وشكوكنا بالامل وتاريخنا من الحزن بمستقبل يتسم بالانسجام والسلام والرفاهية." وأضاف "لن أسمح بأن يضيع السلام من شعبي مرة أخرى." وتمثل هذه المناسبة الفصل الأخير في مفاوضات متقطعة استمرت 17 عاما. وتعهدت ماليزيا التي تقدم تسهيلات لمحادثات السلام منذ عام 2001 بمواصلة تقديم الدعم. وقال نجيب "مازال هناك الكثير من العمل وستكون هناك انتكاسات في الطريق. لكن الالتزام بالسلام - والالتزام الذي أراه في هذه الغرفة اليوم - يجب ألا يفتر."