ضغطت القوى الغربية على إيران يوم الاربعاء لمعالجة الشكوك في أنها ربما عملت على تصميم قنبلة ذرية وقالت الولاياتالمتحدة إن هذه القضية ستكون محورية لنجاح المحادثات بخصوص تسوية نهائية بشأن برنامج طهران النووي. وأكدت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على دعمهما لجهود الوكالة للتحقيق في المزاعم القائمة منذ فترة طويلة بخصوص أبحاث إيرانية محتملة خاصة بالأسلحة النووية. وتحقيق الوكالة منفصل عن المحادثات التي تجرى على مستوى عال بين ايران والقوى العالمية الست لكنه مكمل لها. وتهدف المحادثات الى التوصل الى اتفاق بخصوص إطار عام لبرنامج طهران للطاقة النووية لضمان عدم تحويله إلى صنع الأسلحة. وفيما قد يشكل تطورا كبيرا في التحقيق وافقت طهران الشهر الماضي على التعامل مع واحد من بين كثير من الموضوعات التي تريد الوكالة توضيحات بخصوصها وهي صناعة أجهزة تفجير سريعة العمل لها تطبيقات عسكرية ومدنية. لكن في حين رحب المسؤولون الغربيون بهذا في جلسة مغلقة لمجلس محافظي الوكالة في فيينا فقد أوضحوا أن على الجمهورية الإسلامية فعل المزيد. وقال السفير جوزيف ماكمانوس مندوب الولاياتالمتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لا يزال من الضروري أن تعالج إيران كل المخاوف الدولية بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي. وقال ماكمانوس وفقا لنسخة من بيانه إن "قرارا مرضيا بشأن قضايا الأبعاد العسكرية المحتملة سيكون ضروريا لأي حل شامل طويل الأمد للأزمة النووية الإيرانية." وفي تصريحات للصحفيين في وقت لاحق قال المندوب الأمريكي "هذا عنصر محوري في هذه المفاوضات وكل الأطراف تدرك ذلك." وعبر الاتحاد الاوروبي الذي يضم 28 دولة عن نهج مماثل في بيانه وقال "نحث ايران على التعاون الكامل مع الوكالة فيما يتعلق بقضايا الابعاد العسكرية المحتملة والسماح للوكالة بمقابلة جميع الافراد والاطلاع على الوثائق ودخول المواقع المطلوبة." وتنفي ايران مزاعم الغرب بأنها تسعى الى تطوير قدرات لصنع أسلحة نووية. وقال مندوب إيران رضا نجفي في مؤتمر صحفي "من وجهة نظرنا هذه المزاعم لا أساس لها ولم نتسلم أي وثيقة مدعومة بالأدلة في هذا الشأن. "ورغم ذلك نواصل العمل مع الوكالة محاولين إزالة مواطن الغموض." وبدأ خبراء من ايران والقوى الست وهي الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين اجتماعا في فيينا اليوم الاربعاء أيضا للتحضير للجولة التالية من المحادثات التي تجرى على المستوى السياسي يوم 17 مارس اذار في العاصمة النمساوية. وقال دبلوماسيون إن روسيا شاركت في المناقشات وهو ما يشير إلى عدم وجود تأثير فوري على محادثات إيران بسبب أزمة أوكرانيا. وقال ماكمانوس للصحفيين عندما سئل ان كانت التوترات بشأن اوكرانيا يمكن ان تعطل محادثات ايران "الالتزام السائد هو العمل معا لحل مسألة البرنامج النووي الايراني وتوجد قضايا كثيرة اخرى في العالم ستظل تسبب لنا خلافات وتدفعنا لإجراء مناقشات وفي بعض الاحيان نجد انفسنا في وضع نعارض فيه بعضنا البعض." وقال مسؤول إيراني كبير "من المؤكد أن إيران ستظل بعيدة عن هذا النزاع (بخصوص أوكرانيا). تبني إيران لموقف محايد سيكون كافيا للحيلولة دون إلحاق ضرر بالمحادثات القادمة." وتهدف إيران والقوى العالمية للبناء على اتفاق تم التوصل إليه في أواخر العام الماضي في جنيف وافقت بموجبه طهران على تقييد أجزاء من برنامجها في مقابل بعض التخفيف في العقوبات التي تضر اقتصادها. وركز الاتفاق الذي يستمر ستة أشهر بشكل أساسي على منع طهران من الحصول على المواد الإنشطارية النووية لصناعة قنبلة في المستقبل وليس على ما إذا كانت إيران قد سعت في الماضي لتطوير تكنولوجيا أسلحة نووية وهو ما تحقق فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويقول دبلوماسيون غربيون وخبراء نوويون إنه ينبغي للوكالة إجراء التحقيق للتأكد مما حدث ولكي تتمكن من تقديم تأكيدات بأن أي أنشطة "تسلح" - في إشارة إلى اكتساب الخبرة لتحويل المواد الانشطارية إلى قنبلة - قد توقفت. لكن من غير الواضح إلى أي مدى سيشكل هذا جزءا من أي اتفاق طويل الأجل بين إيران والقوى التي يمكنها بخلاف الوكالة الدولية رفع العقوبات على إيران وبالتالي تملك نفوذا أكبر في التعامل مع إيران. ووصفت إسرائيل - التي يعتقد أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط - اتفاق جنيف بأنه "خطأ تاريخي" لأنه لم يلزم طهران بتفكيك مواقع تخصيب اليورانيوم. وانتقدت مبعوثة إسرائيل لدى الوكالة ما وصفتها "بالأسلوب الإيراني الجديد وهو التظاهر بالتعاون وفي الوقت نفسه تقصر اتفاقاتها على القضايا الهامشية". وقالت السفيرة الإسرائيلية ميراف زافاري اوديز "هذا يثبت أن إيران لديها مبرر لمواصلة إخفاء أنشطتها السرية المتعلقة بتطوير سلاح نووي." وتقول إيران إن ترسانة إسرائيل الذرية هي ما يهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب. من فريدريك دال (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)